Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 91, Ayat: 11-14)

Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَآ * إِذِ ٱنبَعَثَ أَشْقَاهَا فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ ٱللَّهِ نَاقَةَ ٱللَّهِ وَسُقْيَاهَا * فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا } . ثمود اسم للقبيلة أسند إليها التكذيب ، أي بنبي الله صالح ، وأشقاها هو عاقر الناقة أسند الانبعاث له وحده بين ما جاء بعده ، { فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا } [ الشمس : 14 ] ، فأسند العقر لهم . وقد تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه الجمع بين ذلك في سورة الزخرف ، ومضمونه أنهم متواطؤون معه كما في قوله : { فَنَادَوْاْ صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَىٰ فَعَقَرَ } [ القمر : 29 ] ، فكانوا شركاء له في عقرها كما قال الشاعر : @ والسامع الذم شريك لقائه ومطعم المأكول شريك للآكل @@ وفي " قصة أبي طلحة في صيد الحمار الوحشي ، سألهم النَّبي صلى الله عليه وسلم وهم محرمون للعمرة " هل دله عليه منكم أحد ؟ قالوا : لا ، قال : هل عاونه عليه منكم أحد ؟ قالوا : لا ، قال : فكلوا إذاً " ، لأن مفهومه : لو عاونوا أو دلوا لكانوا شركاء في صيده ، فيحرم عليهم لقوله تعالى : { لاَ تَقْتُلُواْ ٱلصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ } [ المائدة : 95 ] ، وبعدم اشتراكهم حل لهم ، فلو عاونوا أو شاركوا لحرّم عليهم ، وهنا لما كانوا راضين ونادوه وتعاطى سواء عهودهم أو عطاؤهم أو غير ذلك فعقرها وحده ، كان هذا باسم الجميع ، فكانت العقوبة باسم الجميع ، ويؤخذ من هذا قتل الجماعة بالواحد ، وعقوبة الربيئة مع الجاني ، والله تعالى أعلم .