Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 93, Ayat: 5-5)

Tafsir: at-Taḥrīr wa-t-tanwīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

جاء مؤكداً باللام وسوف ، وقال بعض العلماء : يعطيه في الدنيا من إتمام الدين وإعلاء كلمة الله ، والنصر على الأعداء . والجمهور : أنه في الآخرة ، وهذا إن كان على سبيل الإجمال ، إلا أنه فصل في بعض المواضع ، فأعظمها ما أشار إليه قوله تعالى : { عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً } [ الإسراء : 79 ] . وجاء في السنة بيان المقام المحمود وهو الذي يغبطه عليه الأولون والآخرون ، كما " في حديث الشفاعة العظمى حين يتخلى كل نبي ، ويقول : " نفسي نفسي ، حتى يصلوا إلى النَّبي صلى الله عليه وسلم فيقول : أنا لها أنا لها " إلخ . ومنها : الحوض المورود ، وما خصت به أمته غراً محجلين ، يردون عليه الحوض . ومنها ، الوسيلة ، وهي منزلة رفيعة عالية لا تنبغي إلا لعبد واحد ، كما في الحديث : " إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ، ثم صلوا عليَّ وسلوا الله لي الوسيلة ، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلاَّ لعبد واحد ، وأرجو أن أكون أنا هو " . وإذا كانت لعبد واحد فمن يستقدم عليها ، وإذا رجا ربه أن تكون له طلب من الأمة طلبها له ، فهو مما يؤكد أنها له ، وإلاَّ لما طلبها ولا ترجاها ، ولا أمر بطلبها له . وهو بلا شك أحق بها من جميع الخلق ، إذ الخلق أفضلهم الرسل ، وهو صلى الله عليه وسلم مقدم عليهم في الدنيا ، كما في الإسراء تقدم عليهم في الصلاة في بيت المقدس . ومنها : الشفاعة في دخول الجنة كما في الحديث : " أنه صلى الله عليه وسلم أول من تفتح له الجنة ، وأن رضواناً خازن الجنة يقول له : أمرت ألا أفتح لأحد قبلك " . ومنها : الشفاعة ، المتعددة حتى لا يبقى أحد من أمته في النار ، كما في الحديث : " لا أرضى وأحد من أمتي في النار " أسأل الله أن يرزقنا شفاعته ، ويوردنا حوضه . آمين . وشفاعته الخاصة في الخاص في عمه أبي طالب ، فيخفف عنه بها ما كان فيه . ومنها : شهادته على الرسل ، وشهادة أمته على الأمم وغير ذلك ، وهذه بلا شك عطايا من الله العزيز الحكيم لحبيبه وصفيه الكريم ، صلوات الله وسلامه عليه ، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً . تنبيه اللام في { وَلَلآخِرَةُ } وفي { وَلَسَوْفَ } للتأكيد وليست للقسم ، وهي في الأول دخلت على المبتدأ ، وفي الثانية المبتدأ محذوف تقديره ، لأنت سوف يعطيك ربك فترضى . قاله أبو حيان وأبو السعود .