Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 103-107)

Tafsir: at-Tafsīr al-wasīṭ li-l-Qurʾān al-Karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أى { إِنَّ فِي ذٰلِكَ } القصص الذى قصصناه عليك - يا محمد - والمشتمل على بيان سنة الله التى لا تتخلف فى إهلاك الظالمين . { لآية } أى لعبرة عظيمة ، وعظة بليغة ، وحجة واضحة . { لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ ٱلآخِرَةِ } لأنه هو المنتفع بالعبر والعظات لصدق إيمانه ، وصفاء نفسه ، وإيقانه بأن هناك فى الآخرة ثوابا وعقابا ، وحسابا على الأعمال الدنيوية … أما الذى ينكر الآخرة وما فيها من ثواب وعقاب ، فإنه لا يعتبر بما أصاب الظالمين من عذاب دنيوى دمرهم تدميرا ، بل ينسب ذلك إلى طبيعة أو فلكية أو غيرهما ، لا علاقة لها بكفرهم وظلمهم وطغيانهم … " لأن الخائف من عذاب الآخرة ، عندما يرى ما حل بالمجرمين فى الدنيا من عقاب ، يزداد إيمانا على إيمانه ، وتصديقا على تصديقه ، بأن الله - تعالى - قادر على أن يعذبهم فى الآخرة عذابا أشد وأبقى من عذاب الدنيا … ثم بين - سبحانه - أن يوم القيامة آت لا ريب فيه فقال { ذٰلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ ٱلنَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ } واسم الإِشارة فى الموضعين ، يعود إلى يوم القيامة المدلول عليه بذكر عذاب الآخرة قبل ذلك ، واللام فى قوله - سبحانه - { مَّجْمُوعٌ لَّهُ } لام العلة . أى ذلك اليوم وهو يوم القيامة ، يوم يجمع الناس فيه لأجل محاسبتهم ومجازاتهم على أعمالهم ، ويشهده جميع الخلائق الذين يؤمرون بشهوده ، دون أن يغيب منهم أحد قال صاحب الكشاف و { الناس } رفع باسم المفعول الذى هو { مجموع } كما يرفع بفعله إذا قلت يجمع له الناس . فإن قلت لأى فائدة أوثر اسم المفعول على فعله ؟ قلت لما فى اسم المفعول من دلالة على ثبات معنى الجمع لليوم ، وأنه يوم لا بد من أن يكون ميعادا مضروبا لجمع الناس له ، وأنه الموصوف بذلك صفة لازمة ، وهو أثبت - أيضا - لإِسناد الجمع إلى الناس وأنهم لا ينفكون منه . ونظيره قول المهدد إنك لمنهوب مالك ، محروب قومك ، فيه من تمكن الوصف وثباته ما ليس فى الفعل … والمراد بالمشهود الذى كثر شاهدوه ، ومنه قولهم لفلان مجلس مشهود ، وطعام محضور … والغرض من ذلك ، وصف هذا اليوم بالهول والعظم وتميزه من بين الأيام ، بأنه اليوم الذى يشهد فيه الخلائق الموقف لا يغيب عنه أحد … " . ثم قال - تعالى - { وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لأَجَلٍ مَّعْدُودٍ } . والأجل فى اللغة الوقت المضروب لانتهاء مدة معينة ، فأجل الإِنسان هو الوقت المحدد لانقضاء عمره . والمعدود أصله المحسوب ، والمراد به هنا المحدد بمدة معينة لا يزيد عليها ولا يتأخر عنها . أى أننا لا نؤخر هذا اليوم إلا لوقت محدد معلوم لنا ، فإذا ما جاء موعد هذا الوقت ، حل هذا اليوم الهائل الشديد وهو يوم القيامة ، الذى اقتضت حكمتنا عدم إطلاع أحد على موعده . ثم ذكر - سبحانه - جانبا من أهوال هذا اليوم ، ومن أحوال الناس فيه فقال { يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ } والشقى صفة مشبهة من الفعل شقى ، وهو الشخص المتلبس بالشقاوة ، والشقاء أى سوء الحال - بسبب إيثاره الضلالة على الهداية ، والباطل على الحق … والسعيد هو الشخص المتلبس بالسعادة ، وبالأحوال الحسنة بسبب إيمانه وعمله الصالح . والمعنى حين يأتى هذا اليوم وهو يوم القيامة ، لا تتكلم فيه نفس بأى كلام إلا بإذن الله - تعالى - ويكون الناس فيه منقسمين إلى قسمين قسم شقى معذب بسبب كفره ، وسوء عمله ، وتفريطه فى حقوق الله … وقسم سعيد منعم بسبب إيمانه وعمله الصالح … فإن قيل كيف نجمع بين هذه الآية التى تنفى الكلام عن كل نفس إلا بإذن الله وبين قوله - تعالى - { يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا … } فالجواب أن فى يوم القيامة مواقف متعددة ، ففى بعضها يجادل الناس عن أنفسهم ، وفى بعضها يكفون عن الكلام إلا بإذن الله ، وفى بعضها يختم على أفواههم ، وتتكلم أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون … وفى هذه الآية الكريمة إبطال لما زعمه المشركون من أن أصنامهم ستدافع عنهم ، وستشفع لهم يوم القيامة . قال الإِمام ابن كثير قوله - تعالى - { يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ … } أى يوم يأتى هذا اليوم وهو يوم القيامة ، لا يتكلم أحد إلا بإذن الله - تعالى - كما قال - سبحانه - { يَوْمَ يَقُومُ ٱلرُّوحُ وَٱلْمَلاَئِكَةُ صَفّاً لاَّ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَقَالَ صَوَاباً } وقال - سبحانه - { وَخَشَعَتِ ٱلأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَـٰنِ فَلاَ تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً } - فى الصحيحين " عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى حديث الشفاعة الطويل - ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل ، ودعوة الرسل يومئذ اللهم سلم سلم " . ثم فصل - سبحانه - أحوال الأشقياء والسعداء فقال { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ شَقُواْ فَفِي ٱلنَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ } . قال الآلوسى قال الراغب الزفير ترديد النفس حتى تنتفخ الضلوع منه مأخوذ من زفر فلان إذا حمل حملا بمشقة فتردد فيه نفسه ، ومنه قيل للإِماء الحاملاتِ الماءَ زوافر . والشهيق رد النفس إلى الصدر بصعوبة وعناء . والمراد بهما الدلالة على شدة كربهم وغمهم ، وتشبيه حالهم بحال من استولت على قلبه الحرارة ، واستبد به الضيق حتى صار فى كرب شديد . والمعنى فأما الذين كان نصيبهم الشقاء فى الآخرة ، بسبب كفرهم واقترافهم للمعاصى فى الدنيا ، فمصيرهم إلى الاستقرار فى النار ، لهم فيها من ضيق الأنفاس . وحرج الصدور ، وشدة الكروب ما يجعلهم يفضلون الموت على ما هم فيه من هم وغم . وخص - سبحانه - من بين أحوالهم الأليمة حالة الزفير والشهيق تنفيرا من الأسباب التى توصل إلى النار ، وتبشيعا لتلك الحالة التى فيها ما فيها من سوء المنظر ، وتعاسة الحال … ثم أكد - سبحانه - خلودهم فى النار فقال { خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ ٱلسَّمَاوَاتُ وَٱلأَرْضُ … } أى أن الأشقياء لهم فى النار العذاب الأليم ، وهم ماكثون فيها مكث بقاء وخلود لا يبرحونها مدة دوام السماوات التى تظلهم ، والأرض التى تقلهم فهو فى معنى قوله - تعالى - { خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً } قال الآلوسى ما ملخصه والمقصود من هذا التعبير التأبيد ونفى الانقطاع على منهاج قول العرب لا أفعل كذا ، ما لاح كوكب ، وما أضاء الفجر ، وما اختلف الليل والنهار … إلى غير ذلك من كلمات التأبيد عندهم … وليس المقصود منه تعليق قرارهم فيها بدوام هذه السماوات والأرض ، فإن النصوص القاطعة دالة على تأبيد قرارهم فيها . وجوز أن يحمل ذلك على التعليق ، ويراد بالسماوات والأرض ، سماوات الآخرة وأرضها ، وهما دائمتان أبدا … أما قوله - سبحانه - { إِلاَّ مَا شَآءَ رَبُّكَ } فقد ذكر العلماء فى المقصود به أقوالا متعددة أوصلها بعضهم إلى ثلاثة عشر قولا من أشهرها أن هذا الأستثناء فى معنى الشرط فكأنه - سبحانه - يقول 1 - خالدين فيها خلودا أبديا إن شاء ربك ذلك إذ كل شئ خاضع لمشيئة ربك وإرادته … وعليه يكون المقصود من هذا الاستثناء وأمثاله إرشاد العباد إلى وجوب تفويض الأمور إليه - سبحانه - وإعلامهم بأن كل شئ خاضع لإرادته ومشيئته فهو الفاعل المختار الذى لا يجب عليه شئ ولا حق لأحد عليه { إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ } . وليس المقصود من هذا الاستثناء وأمثاله نفى خلودهم فى النار لأنه لا يلزم من الاستثناء المعلق على المشيئة وقوع المشيئة ولأنه قد أخبرنا - سبحانه - فى كتابه بخلود الكافرين خلودا أبديا فى النار . قال - تعالى - { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَظَلَمُواْ لَمْ يَكُنِ ٱللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً . إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً وَكَانَ ذٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيراً } وشبيه بهذا الاستثناء ما حكاه - سبحانه - عن نبيه شعيب - عليه السلام - فى قوله { قَالَ ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يٰشُعَيْبُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَآ أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ . قَدِ ٱفْتَرَيْنَا عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا ٱللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّعُودَ فِيهَآ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً … } فشعيب - عليه السلام - مع ثقته المطلقة فى أنه لن عود هو وأتباعه على ملة الكفر ، نراه يفوض الأمر إلى مشيئة الله تأدبا معه - سبحانه . . فيقول وما يكون لنا أن نعود فيها - أى ملة الكفر - إلا أن يشاء ربنا شيئا غير ذلك وهذا من الأدب العالى فى مخاطبة الأنبياء لخالقهم - عز وجل . وقد ذكر كثير من المفسرين هذا القول ضمن الأقوال فى معنى الآية ، وبعضهم اقتصر عليه ولم يذكر سواه ، ومن هذا البعض صاحب المنار ، وصاحب محاسن التأويل … أما صاحب المنار فقد قال قوله { إِلاَّ مَا شَآءَ رَبُّكَ } أى أن هذا الخلود الدائم هو المعد لهم فى الآخرة … إلا ما شاء ربك من تغيير فى هذا النظام فى طور آخر ، فهو إنما وضع بمشيئته ، وسيبقى فى قبضة مشيئته ، وقد عهد مثل هذا الاستثناء فى سياق الأحكام القطعية للدلالة على تقييد تأبيدها بمشيئة الله - تعالى … فقط ، لا لإِفادة عدم عمومها … " وأما صاحب محاسن التأويل فقد قال فإن قلت ما معنى الاستثناء بالمشيئة ، وقد ثبت خلود أهل الدارين فيهما من غير استثناء ؟ فالجواب أن الاستثناء بالمشيئة قد استعمل فى أسلوب القرآن ، للدلالة على الثبوت والاستمرار . والنكتة فى الاستثناء بيان أن هذه الأمور الثابتة الدائمة ، إنما كانت كذلك بمشيئة الله - تعالى - لا بطبيعتها فى نفسها ، ولو شاء - تعالى - أن يغيرها لفعل . وابن كثير قد أشار إلى ذلك بقوله " يعنى أن دوامهم فيها ليس أمرا واجبا بذاته ، بل هو موكول إلى مشيئته - تعالى - " . 2 - أن الاستثناء هنا خاص بالعصاة من المؤمنين . ومن العلماء الذين رجحوا هذا القول الإِمامان ابن جرير وابن كثير . " وأولى الأقوال فى تأويل هذه الآية بالصواب ، القول الذى ذكرناه عن الضحاك وقتادة من أن ذلك استثناء فى أهل التوحيد من أهل الكبائر ، أنه يدخلهم النار خالدين فيها أبدا ، إلا ما شاء تركهم فيها أقل من ذلك ، ثم يخرجهم فيدخلهم الجنة - أى العصاة من المؤمنين … " وأما ابن كثير فقد وضح ما اختاره ، ابن جرير ورجحه فقال ما ملخصه وقد اختلف المفسرون فى المراد من هذا الاستثناء على أقوال كثيرة … نقل كثيرا منها الإِمام ابن جرير ، واختار أن الاستثناء عائد على العصاة من أهل التوحيد ، ممن يخرجهم الله من النار بشفاعة الشافعين ، من الملائكة والنبيين والمؤمنين ، حين يشفعون فى أصحاب الكبائر ، ثم تأتى رحمة أرحم الراحمين ، فتخرج من النار من لم يعمل خيرا قط ، وقال يوما من الدهر لا إله إلا الله ، كما وردت بذلك الأخبار الصحيحة المستفيضة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ولا يبقى بعد ذلك فى النار إلا من وجب عليه الخلود فيها ، ولا محيد له عنها ، وهذا الذى عليه كثير من العلماء قديما وحديثا فى تفسير هذه الآية الكريمة " . وقد ذكر الشيخ الشوكانى هذا القول ضمن أحد عشر قولا فقال ما ملخصه وقوله { إِلاَّ مَا شَآءَ رَبُّكَ } قد اختلف أهل العلم فى هذا الاستثناء على أقوال منها أ أنه من قوله { فَفِي ٱلنَّار } كأنه قال إلا ما شاء ربك من تأخير قوم عن ذلك … ب أن الاستثناء إنما هو للعصاة من الموحدين وإنهم يخرجون بعد مدة من النار ، وعلى هذا يكون قوله { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ شَقُواْ } عاما فى الكفرة والعصاة ، ويكون الاستثناء من خالدين ، وتكون { ما } بمعنى " من " ، وقد ثبت بالأحاديث المتواترة تواترا يفيد العلم الضرورى بأنه يخرج من النار أهل التوحيد ، فكان ذلك مخصصا لكل عموم . جـ أن الاستثناء من الزفير والشهيق ، أى لهم فيها زفير وشهيق { إِلاَّ مَا شَآءَ رَبُّكَ } من أنواع العذاب غير الزفير والشهيق … " ويبدو لنا أن الرأى الأول أرجح الآراء ، ويشهد لهذا قوله - تعالى - بعد ذلك { إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ } أى فهو إن شاء غير ذلك فعله ، وإن شاء ذلك فعله ، ما شاء من الأفعال كان وما لم يشاء لم يكن . وجاء - سبحانه - بصيغة المبالغة { فعال } للإِشارة إلى أنه - سبحانه - لا يتعاصى عليه فعل من الأفعال بأى وجه من الوجوه . ثم بين - سبحانه - حسن عاقبة السعداء فقال { وَأَمَّا ٱلَّذِينَ سُعِدُواْ } أى فى الآخرة بسبب إيمانهم وتقواهم فى الدنيا ، { فَفِي ٱلْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ ٱلسَّمَاوَاتُ وَٱلأَرْضُ إِلاَّ مَا شَآءَ رَبُّكَ عَطَآءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ } أى عطاء منه - سبحانه - لهم غير مقطوع عنهم ، يقال جذ الشئ يجذه جذا ، أى كسره وقطعه ، ومنه الجذاذ - بضم الجيم - لما تكسر من الشئ كما فى قوله - تعالى - حكاية عما فعله إبراهيم - عليه السلام - بالأصنام { فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً إِلاَّ كَبِيراً لَّهُمْ } وبذلك نرى أن هذه الآيات قد فصلت أحوال السعداء والأشقياء ، تفصيلا يدعو العقلاء إلى أن يسلكوا طريق السعداء ، وأن يتجنبوا طريق الأشقياء . * * * ثم ساق - سبحانه - بعد ذلك من الآيات ما فيه تسلية للنبى - صلى الله عليه وسلم - عما أصابه من قومه من أذى ، وما فيه تثبيت لقلوب المؤمنين ، وما فيه إرشاد لهم إلى ما يقربهم من الخير ، ويبعدهم عن الشر فقال - تعالى { وَأَمَّا ٱلَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي … } .