Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 56-57)
Tafsir: at-Tafsīr al-wasīṭ li-l-Qurʾān al-Karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال الآلوسى ما ملخصه " وإدريس هو نبى قبل نوح وبينهما ألف سنة وهو أخنوح ابن يرد … بن شيث بن آدم . وهو أول من نظر فى النجوم والحساب ، وأول رسول بعد آدم … " . أى واذكر - أيضاً - فى الكتاب خبر إدريس - عليه السلام - . إنه كان ملازماً للصدق ، وكان ممن شرفناهم بالنبوة . وقوله { وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً } قالوا هو شرف النبوة والزلفة عند الله - تعالى - أو المراد برفعه إلى المكان العلى إسكانه فى الجنة ، إذ لا شرف أعلى من ذلك … وروى أن النابغة الجعدى لما أنشد قوله @ بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا @@ قال له الرسول - صلى الله عليه وسلم - " إلى أين المظهر يا أبا ليلى ؟ قال إلى الجنة . قال أجل إن شاء الله - تعالى - " . وإلى هنا تكون السورة الكريمة قد حدثتنا عن طرف من قصص زكريا ويحيى وعيسى وإبراهيم وموسى وإسماعيل وإدريس - عليهم الصلاة والسلام - وقد وصفتهم بما هم أهله من صفات كريمة ، ليتأسى الناس بهم فى ذلك . ثم تسوق السورة الكريمة بعد ذلك موازنة بين هؤلاء الأخيار ، وبين من جاءوا بعدهم من أقوامهم الذين اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات ، وتفتح السورة باب التوبة ليدخله بصدق وإخلاص المخطئون ، حتى يكفر الله - تعالى - عنهم ما فرط منهم ، قال - تعالى - { أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ … } .