Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 40-43)

Tafsir: at-Tafsīr al-wasīṭ li-l-Qurʾān al-Karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

إسرائيل هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم - عليهم السلام - وفى إضافتهم إلى أبيهم إسرائيل تشريف لهم وتكريم ، وحث لهم على الامتثال لأوامر الله ونواهيه ، فكأنه قيل يا بنى العبد الصالح ، والنبى الكريم ، كونوا مثل أبيكم فى الطاعة والعبادة . ويستعمل مثل هذا التعبير فى مقام الترغيب والترهيب ، بناء على أن الحسنة فى نفسها حسنة وهى من بيت النبوة أحسن ، والسيئة فى نفسها سيئة وهى من بيت النبوة أسوأ ، ففي هذا النداء . خير داع لذوى الفطر السليمة منهم إلى الإِقبال على ما يرد بعده من التذكير بالنعمة ، واستعمالها فيما خلقت له . ومعنى { ٱذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ ٱلَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ } تنبهوا بعقولكم وقلوبكم لتلك المنافع التى أتتكم على سبيل الإِحسان منى ، وقوموا بحقوقها وأكثروا من الحديث عنها بألسنتكم ، فإن التحدث بنعم الله فيه إغراء بشكرها . والمراد بالنعمة المنعم بها عليهم ، وتجمع على نعم ، وقد وردت فى القرآن الكريم بمعنى الجمع كما فى قوله تعالى { وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا } فإن لفظ العدد والإِحصاء قرينة على أن المراد بالنعمة النعم الكثيرة . ويبدوا أن المراد بالنعمة فى الآية التى معنا كذلك النعم المتعددة حيث إنه لم يقم دليل على أن المراد بها نعمة معهودة ، وعلماء البيان يعدون استعمال المفرد فى معنى الجمع - اعتماداً على القرينة - من أبلغ الأساليب الكلامية . ثم أمرهم - سبحانه - بالوفاء بما عاهدهم عليه ، فقال تعالى { وَأَوْفُواْ بِعَهْدِيۤ أُوفِ بِعَهْدِكُمْ } العهد ما من شأنه أن يراعى ويحفظ ، كاليمين والوصية وغيرهما ، ويضاف إلى المعاهِد والمعاهَد جميعاً ، يقال أوفيت بعهدى ، أى بما عاهدت غيرى عليه ، وأوفيت بعهدك ، أى بما عاهدتنى عليه ، وعهد الله أوامره ونواهيه ، والوفاء به يتأتى باتباع ما أمر به ، واجتناب ما نهى عنه ، ويندرج فيه كل ما أخذ على بنى إسرائيل فى التوراة ، من اتباع محمد صلى الله عليه وسلم متى بعث ، والإِيمان بما جاء به من عند الله وتصديقه فيما يخبر عن ربه . والمعنى وأوفوا بما عاهدتمونى عليه من الإِيمان بى ، والطاعة لى ، والتصديق برسلى ، أوف بما عاهدتكم عليه من التمكين فى الأرض فى الدنيا والسعادة فى الآخرة . ثم أمرهم - سبحانه - بأن يجعلوا خوفهم من خالقهم وحده ، فقال - تعالى - { وَإِيَّايَ فَٱرْهَبُونِ } أى خافونى ولا تخافوا سواى ، ولتكن قلوبكم عامرة بخشيتى وحدى ، فإن ذلك يعينكم على طاعتى ، ويبعدكم عن معصيتى . وحذف متعلق الرهبة للعموم ، أى ارهبونى فى جميع ما تأتون ، وما تذرون ، حتى لا أنزل بكم من النقم مثل ما أنزلت بمن قبلكم من المسخ وغيره ، فالآيات الكريمة قد تضمنت وعداً ووعيداً وترغيباً وترهيباً . { وَآمِنُواْ بِمَآ أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ } . وبعد أن أمر الله - عز وجل - بنى إسرائيل ، أن يوفوا بعهده عموماً أتبع ذلك بأمرهم بأن يوفوا بأمر خاص وهو القرآن الكريم ، وفى التعبير عنه بذلك تعظيم لشأنه ، وتقخيم لأمره . وأفرد - سبحانه - أمرهم بأن يؤمنوا به مع إندراجه فى قوله - تعالى - { وَأَوْفُواْ بِعَهْدِيۤ } للإِشارة إلى أن الوفاء بالعهد لا يحصل منهم إلا إذا صدقوا به . والمراد بما معهم التوراة ، والتعبير عنها بذلك للإِشعار بعلمهم بتصديقه لها . والمعنى آمنوا يا بنى إسرائيل بالكتاب المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم وهو القرآن الكريم المصدق لكتابكم التوراة ، ومن مظاهر هذا التصديق اشتمال دعوته على ما يحقق دعوتها ، من الأمر بتوحيد الله - تعالى - والحث على التمسك بالفضائل ، والبعد عن الرذائل ، وإخباره بما جاء بها من الإِشارة إلى بعثة النبى صلى الله عليه وسلم ومطابقة ما وصفته به مطابقة واضحة جلية وموفقته لها فى أصول الدين الكلية ، وهيمنته عليها ، ولذا قال - عليه الصلاة والسلام - " لو كان موسى حياً ما وسعه إلا اتباعى " . وفى إخبار بنى إسرائيل بأن القرآن الكريم مصدق لما معهم ، إثارة لهممهم لو كانوا يعقلون - للإِقبال عليه ، متدبرين آياته ، حتى تستيقن نفوسهم أنه دعوة الحق والإِصلاح المؤدية إلى السعادة فى الدنيا والآخرة وحتى تطمئن قلوبهم إلى أن الإِيمان به معناه الإِيمان بما معهم ، والكفر به ، كفر بما بين أيديهم ، حيث إن ما بين أيديهم قد بشر ببعثة محمد - صلى الله عليه وسلم - المنزل عليه القرآن الكريم . قال الإِمام الرازى وهذه الجملة الكريمة تدل على صدق النبى - صلى الله عليه وسلم - من وجهين أولهما أن الكتب السابقة قد بشرت به ، وشهاداتها لا تكون إلا حقاً . وثانيهما أنه - عليه الصلاة والسلام - قد أخبرهم عما فى كتبهم بدون معرفة سابقة لها ، وهذا لا يتأتى إلا عن طريق الوحى . وبعد أن أمرهم - سبحانه - بالإِيمان الخالص ، عرض بهم لتكذيبهم وجحوهم ، فقال - تعالى - { وَلاَ تَكُونُوۤاْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ } أى لا تكونوا أول فريق من أهل الكتاب يكفر بالقرآن الكريم ، فيقتدى بكم أناس آخرون وبهذا تصيرون أئمة للكفر مع أن من الواجب عليكم أن تسارعوا إلى الإيمان به لأنكم أدرى الناس بأنه من عند الله ، وأكثرهم علماً بأنه الرسول الذى نزل عليه هذا القرآن ، وهو الصادق الأمين فيما يبلغه عن ربه . والمقصود من هذه الجملة الكريمة ، تبكيتهم على مسارعتهم فى الكفر ، واستعظام وقوع الجحود منهم ، وتوعدهم عليه بسوء المآل . قال الإِمام الرازى هذه الجملة خطاب لبنى إسرائيل قبل غيرهم فكأنه - سبحانه - يقول لهم لا تكفروا بمحمد ، فإنه سيكون بعدكم كفرة ، فلا تكونوا أنتم أولهم لأن هذه الأولية موجبة لمزيد الإِثم ، وذلك لأنهم إذا سُبقوا إلى الكفر ، فإما أن يقتدى بهم غيرهم أولا ، فإن اقتدى بهم غيرهم كان عليهم وزره ووزر كل كافر إلى يوم القيامة ، وإن لم يقتد بهم غيرهم ، اجتمع عليهم أمران السبق إلى الكفر والتفرد به وكلاهما منقصة عظيمة ، وتؤدى إلى العاقبة الوبيلة . ثم نهاهم عن أن يبيعوا دينهم بدنياهم ، فقال - تعالى - { وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً } . والاشتراء هنا استعارة للاستبدال ، والذى استبدل به الثمن القليل هو الإِيمان بالآيات ، والمراد بالآيات البراهين المؤيدة لصدق النبى صلى الله عليه وسلم وفى مقدمتها القرآن الكريم والتوراة . والمراد بالثمن القليل حظوظ الدنيا وشهواتها من نحو الرياسة والمال والجاه ، وما إلى ذلك من الأمور التى خافوا ضياعها لو اتبعوا الرسول صلى الله عليه وسلم . والمعنى لا تستبدلوا بالإِيمان بما أنزلت مصدقاً لما معكم شيئاً من حطام الدنيا ، ولا تختاروا على ثواب الله بديلا من الأموال ، فإنها مما كثرت فهى قليلة مسترذلة بالنسبة لما يناله أولو الإِيمان الخالص من رعاية ضافية فى الدنيا ، وخيرات حسان فى الأخرى . وليس وصف الثمن بالقلة من الأوصاف المخصصة للنكرات ، بقل هو من الأوصاف اللازمة للثمن المحصل بالآيات إذ لا يكون إلا قليلا وإن بلغ ما بلغ من أعراض الدنيا بجانب رضا الله - عز وجل - . ونزل تمكينهم من الإِيمان بالآيات لوضوحها منزلة حصوله بالفعل ، فكأن الإِيمان كان فى حوزتهم ، ولكنهم خلعوه ونبذوه ، مستبدلين الذى هو أدنى بالذى هو خير فباءوا بغضب على غضب لكفرهم بالقرآن الكريم وبتوراتهم التى بشرت بالرسول - عليه الصلاة والسلام - . ثم حذرهم - سبحانه - من التمادى فى الكفر بما أنزل ، مصدقاً لما معهم ، فقال - تعالى - " وإياي فاتقون " الاتقاء معناه الحذر ، يقال فلان اتقى الله أى حذر عقابه وبطشه ، والحذر من عقاب الله ، يستلزم امتثال أوامره ، واجتناب نواهيه ، فمعنى " وإياى فاتقون " آمنوا بى ، واتبعوا الحق وأعرضوا عن الباطل . وبعد أن نهى القرآن الكريم بنى إسرائيل عن الكفر والضلال ، عقب ذلك بنهيهم عن أن يعملوا لإِضلال غيرهم ، فقال - { وَلاَ تَلْبِسُواْ ٱلْحَقَّ بِٱلْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ ٱلْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } . اللبس - بفتح اللام - الخلط ، وفعله ليس ، من باب ضرب تقول لبَست عليه الأمر ، ألبِسه إذا مزجت بينه بمشكله ، وحقه بباطله . ولدعاة الضلالة طريقتان فى إغواء الناس إحداهما طريقة خلط الحق بالباطل حتى لا يتميز أحدهما عن الآخر وهى المشار إليها بقوله تعالى { وَلاَ تَلْبِسُواْ ٱلْحَقَّ بِٱلْبَاطِلِ } . والثانية طريقة جحد الحق وإخفائه حتى لا يظهر ، وهى المشار إليها بقوله تعالى { وَتَكْتُمُواْ ٱلْحَقَّ } . وقد استعمل بنو إسرائيل الطريقتين لصرف الناس عن الإِسلام ، قد كان بعضهم يؤول نصوص كتيهم الدالة على صدق النبى - صلى الله عليه وسلم - تأويلا فاسداً ، يخلطون فيه الحق بالباطل ، ليوهموا العامة أنه ليس هو النبى المنتظر ، وكان بعضهم يلقى حول الحق الظاهر شبهاً ، ليوقع ضعفاء الإِيمان فى حيرة وتردد ، وكان بعضهم يخفى أو يحذف النصوص الدالة على صدق النبى صلى الله عليه وسلم ، والتى لا توافق أهواءهم وشهواتهم ، فنهاهم الله - تعالى - عن هذه التصرفات الخبيثة . والمعنى ولا تخلطوا الحق الواضح الذى نطقت به الكتب السماوية ، وأيدته العقول السليمة ، بالباطل الذى تخترعونه من عند أنفسكم ، إرضاء لأهوائكم ، ولا تكتموا الحق الذى تعرفونه ، كما تعرفون أبناءكم ، بغية انصراف الناس عنه " لأن من جهل شيئاً عاداه ، فالنهى الأول عن التغيير والخلط ، والنهى الثانى عن الكتمان والإِخفاء . وقوله تعالى { وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } جملة حالية ، أى وأنتم من ذوى العلم ، ولا يناسب من كان كذلك أن يكتم الحق ، أو يلبسه بالباطل ، وإذا كان هذا الفعل - وهو لبس الحق بالباطل ، أو كتمانه وإظهار الباطل وحده - يعد من كبائر الذنوب ، فإن وقعه يكون أقبح ، وفساده أكبر ، وعاقبته أشأم متى صدر من عالم فاهم ، يميز بين الحق والباطل . ففى هذه الجملة الكريمة بيان لحال بنى إسرائيل ، المخاطبين بهذا النهى ، وتبكيت لهم ، لأنهم لم يفعلوا ما فعلوه عن جهالة ، وإنما عن علم وإصرار على سلوك هذا الطريق المعوج . قال أبو حيان فى البحر " وهذه الحال ، وإن كان ظاهرها أنها قيد فى النهى عن اللبس والكتم ، فلا تدل بمفهومها على جواز اللبس والكتم حالة الجهل ، إذ الجاهل بحال الشىء لا يدرى كونه حقاً أو باطلا ، وإنما فائدتها بيان أن الإِقدام على الأشياء القبيحة ، مع العلم بها ، أفحش من الإِقدام عليها مع الجهل . وبعد أن أمرهم - سبحانه - بأصل الدين الذى هو الإِيمان به وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم أردفه بركنين من أركانه العملية ، إذا قاموا بهما لانت قلوبهم للحق ، وانعطفت نفوسهم نحو خشية الله وحده ، فقال تعالى { وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ وَآتُواْ ٱلزَّكَاةَ وَٱرْكَعُواْ مَعَ ٱلرَّاكِعِينَ } والمراد بإقامة الصلاة ، أداؤها مستوفية لأركانها وشرائطها وآدابها . والمراد بإيتاء الزكاة دفعها لمستحقيها كاملة غير منقوصة . والمعنى عليكم يا معشر اليهود أن تحافظوا على أداء الصلاة ، التى هى أعظم العبادات البدنية ، وعلى إيتاء الزكاة التى هى أعظم العبادات المالية ، وأن تخضعوا لما يلزمكم فى دين الله - تعالى - لأن فى محافظتكم على هذه العبادات تطهيراً لقلوبكم ، وتأليفاً لنفوسكم ، وتزكية لمشاعركم ، ولأنكم إن لم تحافظوا عليها كما أمركم الله - تعالى - فسيلحقكم الخزى فى الدنيا ، والعذاب فى الأخرى . هذا ، ونرى من المناسب أن نختم تفسير هذه الآيات الكريمة ، وبيان ما اشتملت عليه من توجيه سليم ، وتركيب بليغ ، بما قاله أبو حيان فى تفسيره ، فقال قال - رحمه الله - " وفى هذه الجمل - وإن كانت معطوفات بالواو التى لا تقتضى فى الوضع ترتيباً - ترتيبٌ عجيب من الفصاحة ، وبناء الكلام بعضه على بعض ، وذلك أنه تعالى أمرهم أولا بذكر النعمة التى أنعمها عليهم ، إذ فى ذلك ما يدعو إلى محبة المنعم ووجوب طاعته ثم أمرهم بإيفاء العهد الذى التزموه للمنعم ، ثم رغبهم بترتيب إيفائه هو تعالى بعهدهم فى الإِيفاء بالعهد ، ثم أمرهم بالخوف من نقمه إن لم يوفوا ، فاكتنف الأمر بالإِيفاء أمر بذكر النعمة والإِحسان ، وأمر بالخوف من العصيان . ثم أعقب ذلك بالأمر بإيمان خاص وهو ما أنزل من القرآن ، ورغب فى ذلك بأنه مصدق لما معهم ، فليس أمراً مخالفاً لما فى أيديهم ، لأن الانتقال إلى الموافق أقرب من الانتقال إلى المخالف ثم نهاهم عن استبدال الخسيس بالنفيس ، ثم أمرهم - تعالى - باتقائه ثم أعقب ذلك بالنهى عن لبس الحق بالباطل ، وعن كتم الحق ، فكان الأمر بالإِيمان أمراً بترك الضلال ، والنهى عن لبس الحق بالباطل ، وكتمان الحق تركاً للإِضلال . ولما كان الضلال ناشئاً عن أمرين إما تمويه الباطل حقاً ، إن كانت الدلائل قد بلغت المستمع ، وإما عن كتمان الدلائل إن كانت لم تبلغه ، أشار إلى الأمرين بلا تلبسوا وتكتموا ، ثم قبح عليهم هذين الوصفين مع وجود العلم ، ثم أمرهم بعد تحصيل الإِيمان ، وإظهار الحق بإقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، لأن الصلاة آكد العبادات البدنية ، والزكاة آكد العبادات المالية ثم ختم ذلك بالأمر بالانقياد والخضوع له - تعالى - مع جملة الخاضعين الطائعين . فكان افتتاح هذه الآيات بذكر النعم واختتامها بالانقياد للمنعم ، وما بينهما من تكاليف اعتقادية ، وأفعال بدنية ومالية ، وبنحو ما تضمنته هذه الآيات من الافتتاح والإِرداف والاختتام يظهر فضل كلام الله - تعالى - على سائر الكلام ، وهذه الأوامر والنواهى ، وإن كانت خاصة ببنى إسرائيل فى الصورة ، إلا أنها عامة فى المعنى ، فيجب على كل مكلف فى كل زمان ومكان أن يعمل بها " . وبعد كل هذه الأوامر والنواهى ، وبخهم الله - تعالى - وقرعهم على ارتكابهم لأمور لا تصدر عن عاقل . وهى أنهم يأمرون الناس بالخير ولا يفعلونه ، فقال تعالى { أَتَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ … } .