Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 101-103)
Tafsir: at-Tafsīr al-wasīṭ li-l-Qurʾān al-Karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
والحسنى تأنيث الأحسن ، وهى صفة لموصوف محذوف . أى إن الذين سبقت لهم منا فى دنياهم المنزلة الحسنى بسبب إيمانهم الخالص وعملهم الصالح ، وقولهم الطيب . { أُوْلَـٰئِكَ } المصوفون بتلك الصفات الحميدة { عَنْهَا مُبْعَدُونَ } أى عن النار وحرها وسعيرها … مبعدون إبعادا تاما بفضل الله - تعالى - ورحمته . وقوله { لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيَسَهَا } تأكيد لبعدهم عن النار . وأصل الحسيس الصوت الذى تسمعه من شىء يمر قريبا منك . أى هؤلاء المؤمنون الصادقون الذين سبقت لهم من خالقهم الدرجة الحسنى ، لا يسمعون صوت النار ، الذى يحس من حركة لهيبها وهيجانها ، لأنهم قد استقروا فى الجنة ، وصاروا فى أمان واطمئنان . وقوله - سبحانه - { وَهُمْ فِي مَا ٱشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ } بيان لفوزهم بأقصى ما تتمناه الأنفس بعد بيان بعدهم عن صوت النار . أى وهم فيما تتمناه أنفسهم ، وتشتهيه أفئدتهم ، وتنشرح له صدورهم ، خالدون خلوداً أبديا لا ينغصه حزن أو انقطاع . وقوله - تعالى - { لاَ يَحْزُنُهُمُ ٱلْفَزَعُ ٱلأَكْبَرُ … } بيان لنجاتهم من كل ما يفزعهم ويدخل القلق على نفوسهم . أى إن هؤلاء الذين سبقت لهم منا الحسنى ، لا يحزنهم ما يحزن غيرهم من أهوال يشاهدونها ويحسونها فى هذا اليوم العصيب ، وهم يوم القيامة وما يشتمل عليه من مواقف متعددة ، فالمراد بالفزع الأكبر الخوف الأكبر الذى يعترى الناس فى هذا اليوم . وفضلا عن ذلك فإن الملائكة تستقبلهم بفرح واستبشار ، فتقول لهم على سبيل التهنئة { هَـٰذَا يَوْمُكُمُ ٱلَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ } به فى الدنيا من خالقكم - عز وجل - فى مقابل إيمانكم وعملكم الصالح . قالوا وهذا الاستقبال من الملائكة للمؤمنين ، يكون على أبواب الجنة ، أو عند الخروج من القبور . ثم ختم - سبحانه - سورة الأنبياء ببيان جانب من أحوال هذا الكون يوم القيامة ، وببيان سننه فى خلقه ، وببيان نعمه على عباده ، وببيان ما أمر به نبيه - صلى الله عليه وسلم - فقال - تعالى - { يَوْمَ نَطْوِي … } .