Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 63-76)
Tafsir: at-Tafsīr al-wasīṭ li-l-Qurʾān al-Karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هؤلاء هم عباد الرحمن ، وتلك هى صفاتهم التى ميزتهم عن سواهم . وقد افتتحت هذه الآيات بقوله - تعالى - { وَعِبَادُ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَىٰ ٱلأَرْضِ هَوْناً … } . وهذه الجملة الكريمة مبتدأ . والخبر قوله - تعالى - { أُوْلَـٰئِكَ يُجْزَوْنَ ٱلْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُواْ … } وما بينهما من الموصولات صفات لهم . وإضافتهم إلى الرحمن من باب التشريف والتكريم والتفضيل . و " هونا " مصدر بمعنى اللين والرفق … وهو صفة لموصوف محذوف . أى وعباد الرحمن الذين رضى الله عنهم وأرضاهم ، من صفاتهم أنهم يمشون على الأرض مشيا لينا رقيقا ، لا تكلف فيه ولا خيلاء ولا تصنع فيه ولا ضعف ، وإنما مشيهم تكسوه القوة والجد ، والوقار والسكينة . قال الإِمام ابن كثير أى يمشون بسكينة ووقار … كما قال - تعالى - { وَلاَ تَمْشِ فِي ٱلأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ ٱلأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ ٱلْجِبَالَ طُولاً } وليس المراد أنهم يمشون كالمرضى من التصانع ، تصنعا ورياء ، فقد كان سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم إذا مشى كأنما ينحط من صبب - أى من موضع منحدر - وكأنما الأرض تطوى له ، وعندما رأى عمر - رضى الله عنه - شابا يمشى رويدا قال له ما بالك ؟ أأنت مريض ؟ قال لا فعلاه بالدرة ، وأمره أن يسير بقوة … هذا هو شأنهم فى مشيهم ، أما شأنهم مع غيرهم ، فقد وصفهم - سبحانه - بقوله { وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُواْ سَلاَماً } أى إذا خاطبهم الجاهلون بسفاهة وسوء أدب ، لم يقابلوهم بالمثل ، بل يقابلوهم بالقول الطيب ، كما قال - تعالى - فى آية أخرى { وَإِذَا سَمِعُواْ ٱللَّغْوَ أَعْرَضُواْ عَنْهُ وَقَالُواْ لَنَآ أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لاَ نَبْتَغِي ٱلْجَاهِلِينَ } ثم وصف - سبحانه - حالهم مع خالقهم فقال { وَالَّذِينَ يِبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً } والبيتوتة أن يدركك الليل سواء أكنت نائما أم غير نائم . أى أن من صفاتهم أنهم يقضون جانبا من ليلهم ، تارة ساجدين على جباههم لله - تعالى - وتارة قائمين على أقدامهم بين يديه - سبحانه - . وخص وقت الليل بالذكر . لأن العبادة فيه أخشع ، وأبعد عن الرياء ، وشبيه بهذه الآية قوله - تعالى - { تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ ٱلْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً … } وقوله - سبحانه - { أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَآءَ ٱلَّيلِ سَاجِداً وَقَآئِماً يَحْذَرُ ٱلآخِرَةَ وَيَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبِّهِ … } ثم حكى - سبحانه - جانبا من دعائهم إياه . وخوفهم من عقابه ، فقال { وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ } أى فى عامة أحوالهم ، يا { رَبَّنَا } بفضلك وإحسانك { ٱصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ } بأن تبعده عنا وتبعدنا عنه . { إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً } أى إن عذابها كان لازما دائما غير مفارق ، منه سمى الغريم غريما لملازمته لغريمه ، ويقال فلان مغرم بكذا ، إذا كان ملازما لمحبته والتعلق به . { إِنَّهَا سَآءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً } وساءت بمعنى بئست ، والمخصوص بالذم محذوف . أى إن جهنم بئست مستقرا لمن استقر بها ، وبئست مقاما لمن أقام بها . فالجملة الكريمة تعليل آخر ، لدعائهم بأن يصرفها ربهم عنهم . ثم بين - سبحانه - حالهم فى سلوكهم وفى معاشهم فقال - تعالى - { وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ وَلَمْ يَقْتُرُواْ … } . أى أن من صفاتهم أنهم ملتزمون فى إنفاقهم التوسط ، فلا هم مسرفون ومتجاوزون للحدود التى شرعها الله - تعالى - ولا هم بخلاء فى نفقتهم إلى درجة التقتير والتضييق ، وإنما هم خيار عدول يعرفون أن خير الأمور أوسطها . واسم الإِشارة فى قوله - تعالى - { وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً } يعود إلى المذكور من الإِسراف والتقتير . والقوام الشىء بين الشيئين . وقوام الرجل قامته وحسن طوله وهيئته ، وهو خبر لكان ، واسمها مقدر فيها . أى وكان إنفاقهم " قواما " أى وسطا بين الإِسراف والتقتير والتبذير والبخل ، فهم فى حياتهم نموذج يقتدى به فى القصد والاعتدال والتوازن . وذلك لأن الإسراف والتقتير كلاهما مفسد لحياة الأفراد والجماعات والأمم ، لأن الإِسراف تضييع للمال فى غير محله . والتقتير إمساك له عن وجوهه المشروعة ، أما الوسط والاعتدال فى انفاق المال ، فهو سمة من سمات العقلاء الذين على أكتافهم تنهض الأمم ، وتسعد الأفراد والجماعات . وبعد أن بين - سبحانه - ما هم عليه من طاعات ، أتبع ذلك ببيان اجتنابهم للمعاصى والسيئات فقال { وَٱلَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهًا آخَرَ } أى لا يشركون مع الله - تعالى - إلها آخر لا فى عبادتهم ولا فى عقائدهم . وإنما يخلصون وجوههم لله - تعالى - وحده . { وَلاَ يَقْتُلُونَ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ } أى ولا يقتلون النفس التى حرم الله - تعالى - قلتها لأى سبب من الأسباب ، إلا بسبب الحق المزيل والمهدر لعصمتها وحرمتها ، ككفر بعد إيمان ، وزنا بعد إحصان ، أو قتل نفس بغير ذنب يوجب قتلها . { وَلاَ يَزْنُونَ } أى ولا يرتكبون فاحشة الزنا ، بأن يستحلوا فرجا حرمه الله - تعالى - عليهم . روى الشيخان وغيرهما عن عبد الله بن مسعود قال " سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أيَّ الذنب أكبر ؟ قال أن تجعل لله نداً وهو خلقك ، قلت ثم أيّ قال " أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك ، قلت ثم أيّ ؟ قال أن تزاني حليلة جارك … " . وقوله - تعالى - { وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ يَلْقَ أَثَاماً … } بيان لسوء عاقبة من يرتكب شيئا من تلك الفواحش السابقة . أى ومن يفعل ذلك الذى نهينا عنه من الإِشراك والقتل والزنا ، يلق عقابا شديدا لا يقادر قدره . وقوله { يُضَاعَفْ لَهُ ٱلْعَذَابُ يَوْمَ ٱلْقِيامَةِ } بدل من " يلق " بدل كل من كل . أى يضاعف العذاب يوم القيامة لمن يرتكب شيئا من ذلك { وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً } أى ويخلد فى ذلك العذاب خلودا مصحوبا بالذلة والهوان والاحتقار . ثم استثنى - سبحانه - التائبين من هذا العذاب المهين فقال { إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَـٰئِكَ يُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ … } . أى يضاعف العذاب لمن يرتكب شيئا من تلك الكبائر . ويخلد فيه مهانا ، إلا من تاب عنها توبة صادقة نصوحا ، وآمن بالله - تعالى - إيمانا حقا ، وداوم على إتيان الأعمال الصالحة ، فأولئك التائبون المؤمنون المواظبون على العمل الصالح " يبدل الله - تعالى - سيئاتهم حسنات " بأن يمحو - سبحانه - سوابق معاصيهم - بفضله وكرمه - ويثبت بدلها لواحق طاعاتهم ، أو بأن يحبب إليهم الإِيمان ، ويكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان ، ويجعلهم من الراشدين . قال الإِمام ابن كثير ما ملخصه وقوله { فَأُوْلَـٰئِكَ يُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } فى معناه قولان أحدهما أنهم بدلوا مكان عمل السيئات بعمل الصالحات . قال ابن عباس هم المؤمنون . كانوا من قبل إيمانهم على السيئات ، فرغب الله بهم عن ذلك فحولهم إلى الحسنات فأبدلهم مكان السيئات الحسنات … والثانى أن تلك السيئات الماضية تنقلب بنفس التوبة النصوح حسنات ، وما ذاك إلا أنه كلما تذكر ما مضى ندم واسترجع واستغفر فينقلب الذنب طاعة بهذا الاعتبار … روى الطبرانى عن أبى فروة أنه أتى النبى صلى الله عليه وسلم فقال " أرأيت رجلاً عمل الذنوب كلها ، ولم يترك حاجة ولا داجة فهل له من توبة ؟ فقال له صلى الله عليه وسلم " أأسلمت ؟ " قال نعم . قال فافعل الخيرات ، واترك السيئات . فيجعلها الله لك خيرات كلها . قال " وغدراتي وفجراتي ؟ قال نعم . " فما زال يكبر حتى توارى " . وقوله - تعالى - { وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } اعتراض تذييلى مقرر لمضمون ما قبله . أى وكان الله - تعالى - واسع المغفرة والرحمة لمن تاب إليه وأناب . ثم أشار - سبحانه - إلى شروط التوبة الصادقة فقال { وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى ٱللَّهِ مَتاباً } . أى ومن تاب عن المعاصى تركا تاما ، وداوم على العمل الصالح ليستدرك ما فاته منه ، فإنه فى هذه الحالة يكون قد تاب ورجع إلى الله - تعالى - رجوعا صحيحا ، مقبولا منه - سبحانه - بحيث يترتب عليه محو العقاب وإثبات الثواب . وهكذا نجد رحمة الله - تعالى - تحيط بالعبد من كل جوانبه ، لكى تحمله على ولوج باب التوبة والطاعة ، وتوصد فى وجهه باب الفسوق والعصيان . ثم واصلت السورة حديثها عن عباد الرحمن ، فقال - تعالى - { وَٱلَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّواْ بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً } . وأصل الزور تحسين الشىء ووصفه بغير صفته ، ووضعه فى غير موضعه ، مأخوذ من الزَّور بمعنى الميل والانحراف عن الطريق المستقيم إلى غيره . واللغو هو مالا خير فيه من الأقوال أو الأفعال . أى إن من صفات عباد الرحمن أنهم لا يرتكبون شهادة الزور ، ولا يحضرون المجالس التى توجد فيها هذه الشهادة ، لأنها من أمهات الكبائر التى حاربها الإِسلام . وفضلا عن ذلك فإنهم " إذا مروا باللغو " أى بالمجالس التى فيها لغو من القول أو الفعل " مروا كراما " أى أعرضوا عنها إكراما لأنفسهم ، وصونا لكرامتهم ، وحفاظا على دينهم ومروءتهم . والتعبير بقوله - تعالى - { وَإِذَا مَرُّواْ … } فيه إشعار بأن مرورهم على تلك المجالس كان من باب المصادفة والاتفاق ، لأنهم أكبر من أن يقصدوا حضورها قصدا . وشبيه بهذه الآية قوله - تعالى - { وَإِذَا سَمِعُواْ ٱللَّغْوَ أَعْرَضُواْ عَنْهُ وَقَالُواْ لَنَآ أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لاَ نَبْتَغِي ٱلْجَاهِلِينَ } ثم بين - سبحانه - سرعة تأثرهم وتذكرهم ، وقوة عاطفتهم نحو دينهم فقال { وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّواْ عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً } . والمراد بآيات ربهم ، القرآن الكريم وما اشتمل عليه من عظات وهدايات … أى أن من صفات هؤلاء المتقين أنهم ، إذا ذكرهم مذكر بآيات الله - تعالى - المشتملة على المواعظ والثواب والعقاب ، أكبوا عليها ، وأقبلوا على المذكِّر بها بآذان واعية ، وبعيون مبصرة ، وليس كأولئك الكفار أو المنافقين الذين ينكبون على عقائدهم الباطلة انكباب الصم العمى الذين لا يعقلون ، وينكرون ما جاءهم به رسول ربهم بدون فهم أو وعى أو تدبر . فالآية الكريمة مدح للمؤمنين على حسن تذكرهم وتأثرهم ووعيهم ، وتعريض بالكافرين والمنافقين الذين يسقطون على باطلهم سقوط الأنعام على ما يقدم لها من طعام وغيره . قال صاحب الكشاف قوله { لَمْ يَخِرُّواْ … } ليس بنفى للخرور ، وإنما هو إثبات له ، ونفى للصمم والعمى ، كما تقول لا يلقانى زيد مُسَلِّما هو نفى للسلام لا للقاء . والمعنى أنهم إذا ذكروا بها أكبوا عليها حرصا على استماعها ، وأقبلوا على المذكر بها ، وهم فى إكبابهم عليها ، سامعون بآذان واعية . مبصرون بعيون واعية ، لا كالذين يذكرون بها فتراهم مكبين عليها … وهم كالصم العميان حيث لا يعونها كالمنافقين وأشباههم . ثم ذكر - سبحانه - فى نهاية الحديث عنهم أنهم لا يكتفون بهذه المناقب الحميدة التى وهبهم الله إياها ، وإنما هم يتضرعون إليه - سبحانه - أن يجعل منهم الذرية الصالحة ، وأن يرزقهم الزوجات الصالحات . فقال - تعالى - { وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَٱجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً } . أى يقولون فى دعائهم وتضرعهم يا { رَبَّنَا هَبْ لَنَا } بفضلك وجودك { مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ } أى ما يجعل عيوننا تسربهم ، ونفوسنا تنشرح برؤيتهم ، وقلوبنا تسكن وتطمئن وجودهم ، لأنهم أتقياء صالحون مهتدون . { وَٱجْعَلْنَا } يا ربنا { لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً } أى اجعلنا قدوة وأسوة للمتقين . يقتدون بنا فى أقوالنا الطيبة ، وأعمالنا الصالحة ، فأنت تعلم - يا مولانا - أننا نعمل على قدر ما نستطيع فى سبيل إرضائك وفى السير على هدى رسولك صلى الله عليه وسلم . هذه هى صفات عباد الرحمن ذكرها القرآن فى هذه الآيات الكريمة ، وهى تدل على قوة إيمانهم ، وصفاء نفوسهم ، وطهارة قلوبهم … فماذا أعد الله - تعالى - لهم ؟ لقد بين - سبحانه - ما أعده لهم فقال { أُوْلَـٰئِكَ يُجْزَوْنَ ٱلْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُواْ وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاَماً خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً } . والغرفة فى الأصل كل بناء مرتفع ، والجمع غرف وغرفات كما فى قوله - تعالى - { لَـٰكِنِ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ } وقوله - سبحانه - { وَهُمْ فِي ٱلْغُرُفَاتِ آمِنُونَ } والمراد بها هنا أعلى منازل الجنة أو الجنة نفسها أو جنسها الصادق بغرف كثيرة . أى أولئك المتقون المتصفون . بالصفات السابقة ، يجازيهم الله - تعالى - بأعلى المنازل والدرجات فى الجنة ، بسبب صبرهم على طاعته ، وبعدهم عن معصيته ويلقون فى تلك المنازل الرفيعة { تَحِيَّةً وَسَلاَماً } عن ربهم - عز وجل - ومن ملائكته الكرام ، ومن بعضهم لبعض . { خَالِدِينَ فِيهَا } أى فى تلك المنازل الرفيعة ، والجنات العالية ، خلودا أبديا . { حَسُنَتْ } تلك الغرفة والمنزلة { مُسْتَقَرّاً } يستقرون فيها { وَمُقَاماً } يقيمون فيه وذلك فى مقابل ما أعد للكافرين من نار ساءت مستقرا ومقاما . ثم ختم - سبحانه - السورة الكريمة بقوله { قُلْ مَا … } .