Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 29, Ayat: 8-9)
Tafsir: at-Tafsīr al-wasīṭ li-l-Qurʾān al-Karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقد ذكر المفسرون فى سبب نزول الآية الأولى روايات منها ما أخرجه الترمذى ، من أنها نزلت فى سعد بن أبى وقاص ، وذلك أنه حين أسلم ، قالت له أمه حمنة بنت سفيان يا سعد بلغنى أنك صبأت ، فوالله لا يظلنى سقف بيت ، وإن الطعام والشراب على حرام ، حتى تكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم … فجاء سعد إلى النبى صلى الله عليه وسلم - فشكى إليه ما قالته أمه . فنزلت هذه الآية … فجاء سعد إليها فقال لها يا اماه لو كانت لك مائة نفس ، فخرجت نفسا نفسا ما تركت دينى ، فكلى إن شئت ، وإن شئت فلا تأكلى ، فلما يست منه أكلت وشربت … " وقوله { حُسْناً } منصوب على أنه نعت لمصدر محذوف . أى ووصينا الإِنسان بوالديه إيصاء حسنا ، وعبر بالمصدر للمبالغة فى وجوب الإِحسان إليهما ، بأن يكون باراً بهما ، وعطوفاً عليهما ، وسخياً معهما . وقوله - سبحانه - { وَإِن جَاهَدَاكَ } معطوف على ما قبله بإضمار القول أى ووصينا الإِنسان بوالديه حسنا ، وقولنا له { وَإِن جَاهَدَاكَ } أى إن حملاك وأمراك { لِتُشْرِكَ بِي } فى العبادة أو الطاعة { مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَآ } فى ذلك ، فإنه لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق . وقوله - سبحانه - { مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ } بيان للواقع ، فهذا القيد لا مفهوم له ، لأنه ليس هناك من إله فى هذا الكون ، سوى الله عز وجل . وقوله تعالى { إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } تذييل المقصد به التحذير من معصيته - سبحانه - . أى إلى مرجعكم جميعا - أيها الناس - يوم القيامة ، فأحاسبكم على أعمالكم حسابا دقيقا ، وأجازى الذين أساءوا بما عملوا ، وأجازى الذين أحسنوا بالحسنى . { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ } الأعمال { ٱلصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ } بفضلنا وإحساننا { فِي ٱلصَّالِحِينَ } أى فى زمرة الأقوام { ٱلصَّالِحِينَ } الذين رضينا عنهم ، ورضوا عنا . ثم يرسم القرآن الكريم بعد ذلك صورة واضحة لأصحاب القلوب المريضة ، والنفوس الضعيفة ، ويحكى جانبا من أقوالهم الفاسدة ، ودعاواهم الكاذبة فيقول { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يِقُولُ … عَمَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } .