Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 57-66)

Tafsir: at-Tafsīr al-wasīṭ li-l-Qurʾān al-Karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ذكر المفسرون فى سبب نزول قوله - تعالى - { وَلَمَّا ضُرِبَ ٱبْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً … } روايات منها أنه لما نزل قوله - تعالى - { وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَآ … } تعلق المشركون بأمر عيسى وقالوا ما يريد محمد - صلى الله عليه وسلم - إلا أن نتخذه إلها ، كما اتخذت النصارى عيسى ابن مريم فأنزل الله - تعالى - { وَلَمَّا ضُرِبَ ٱبْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً … } . وقال الواحدى أكثر المفسرين على أن هذه الآية ، " نزلت فى مجادلة ابن الزبعرى - قبل أن يسلم - مع النبى - صلى الله عليه وسلم - فإنه لما نزل قوله - تعالى - { إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ } . قال ابن الزبعرى خصمتك - يا محمد - ورب الكعبة . أليست النصارى يعبدون المسيح ، واليهود يعبدون عزيرا ، وبنو مليح يعبدون الملائكة ؟ فإن كان هؤلاء فى النار ، فقد رضينا أن نكون نحن وآلهتنا فى النار ؟ . فقال له النبى - صلى الله عليه وسلم - " ما أجهلك بلغة قومك ؟ أما فهمت أن ما لما لا يعقل " ؟ . وفى رواية أنه - صلى الله عليه وسلم - قال له " إنهم يعبدون الشيطان " وأنزل الله - تعالى - { وَلَمَّا ضُرِبَ ٱبْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ } . وكلمة { يَصِدُّونَ } قرأها الجمهور بكسر الصاد . وقرأها ابن عامر والكسائى بضم الصاد . وهما بمعنى واحد . ومعناهما يضجون ويصيحون فرحا . يقال صد يصد - بكسر الصاد وضمها - بمعنى ضج - كعكف - بضم الكاف وكسرها . ويرى بعضهم أن { يَصِدُّونَ } - بكسر الصاد - بمعنى يضجون ويصيحون ويضحكون … وأن { يَصِدُّونَ } - بضم الصاد - بمعنى الصاد - بمعنى يعرضون . من الصد بمعنى الإِعراض عن الحق . والمعنى وحين ضرب ابن الزبعرى ، عيسى ابن مريم مثلا ، وحاجك بعبادة النصارى له ، فاجأك قومك - كفار قريش - بسبب هذه المحاجة ، بالصياح والضجيج والضحك ، فرحا منهم بما قاله ابن الزبعرى ، وظنا منهم أنه قد انتصر عليك فى الخصومة والمجادلة . فمن فى قوله { مِنْهُ } الظاهر أنها للسببية ، كما فى قوله - تعالى - { مِّمَّا خَطِيۤئَاتِهِمْ أُغْرِقُواْ فَأُدْخِلُواْ نَاراً … } والمراد بالمثل هنا الحجة والبرهان . قال الآلوسى والحجة لما كانت تسير مسير الأمثال شهرة ، قيل لها مثل . أو المثل بمعنى المثال . أى جعله مقياسا وشاهدا على إبطال قوله - صلى الله عليه وسلم - إن آلهتهم من حصب جهنم ، وجعل عيسى - عليه السلام - نفسه مثلا من باب الحج عرفة . ثم بين - سبحانه - أقوالهم التى بنو عليها باطلهم فقال { وَقَالُوۤاْ أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ } ؟ والضمير { هُوَ } يعود إلى عيسى - عليه السلام - . ومرادهم بالاستفهام تفضيل عيسى - عليه السلام - على آلهتهم ، مجاراة للنبى - صلى الله عليه وسلم - . فكأنهم يقولون لقد أخبرتنا بأن عيسى ابن مريم رسول من رسل الله - تعالى - وأنه خير من آلهتنا … فإن كان فى النار يوم القيامة لأن الله - تعالى - يقول { إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ } فقد رضينا أن نكون نحن وآلهتنا فى النار . وقد أبطل الله زعمهم هذا بقوله { مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً } . أى لا تهتم - أيها الرسول الكريم - بما قالوه ، فإنهم ما ضربوا لك هذا المثل بعيسى إلا من أجل مجادلتك بالباطل ، وليس من أجل الوصول إلى الحق . وقوله { بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ } مؤكد لما قبله من كونهم قالوا ذلك لأجل الجدل بالباطل ، لا لطلب الحق ، وإضراب عن مزاعمهم وعن مجاراتهم فى خصومتهم . أى ذرهم - أيها الرسول الكريم - فى باطلهم يعمهون ، فإنهم قوم مجبولون على الخصومة ، وعلى اللجاج فى الباطل . فقوله { خَصِمُونَ } جمع خصم - بفتح فكسر - وهو الإِنسان المبالغ فى الجدل والخصومة ، دون أن يكون هدفه الوصول إلى الحق . وجاء التعبير فى قوله { مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً } بصيغة الجمع ، مع أن ضارب المثل واحد ، وهو ابن الزبعرى ، لأن إسناد فعل الواحد إلى الجماعة ، من الأساليب المعروفة فى اللغة العربية ، ومنه قول الشاعر @ فسَيف بنى عبس وقد ضربوا به نبا بيدى ورقاء عن رأس خالد @@ فإنه قد نسب الضرب إلى جميع بنى عبس ، مع تصريحه بأن الضراب واحد ، وهو رقاء … ولأنهم لما أيدوا ابن الزبعرى فى قوله ، فكأنهم جميعا قد قالوه … ثم بين - سبحانه - حقيقة عيسى - عليه السلام - فقال { إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } . أى ليس هو أى عيسى - عليه السلام - إلا عبد من عبادنا الذين أنعمنا عليهم بنعمة النبوة { وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً } أى أمرا عجيبا ، جديرا بأن يسير ذكره كالأمثال { لِّبَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } الذين أرسلناه إليهم ، حيث خلقناه من غير أب ، وأعطيناه المعجزات الباهرات التى منها إبراء الأكمة والأبرص وإحياء الموتى بإذن الله … وهذا كله دليل على وحدانيتنا ، وكمال قدرتنا ونفاذ إرادتنا . فالآية الكريمة ترفع من شأن عيسى - عليه السلام - ، وتحدد منزلته ، وتنفى عنه غلو المغالين فى شأنه ، وإنقاص المنقصين من قدره . ثم أكد - سبحانه - كمال قدرته فقال { وَلَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَا مِنكُمْ مَّلاَئِكَةً فِي ٱلأَرْضِ يَخْلُفُونَ } . و " من " فى قوله - تعالى - { مِنكُمْ } يصح أن تكون للبدلية ، فيكون المعنى ولو نشاء إهلاككم أيها الكافرون لفعلنا ولجعلنا بدلا منكم ملائكة يخلفونكم بعد موتكم ، ولكنا لم نشأ ذلك لحكم نحن نعلمها . ويصح أن تكون للتبعيض فيكون المعنى ولو نشاء لجعلنا منكم يا رجال قريش ملائكة ، بطريق التوليد منكم ، من غير واسطة نساء ، فهذا أمر سهل علينا ، مع أنه أعجب من حال عيسى الذى تستغربونه ، لأنه جاء من غير أب ، مع أن الأم من طبيعتها الولادة . فالمقصود بالآية الكريمة بيان أن قدرة الله - تعالى - لا يعجزها شئ ، وأن ما تعجبوا منه ، الله - تعالى - قادر على أن يأتى بما هو أعجب منه . قال صاحب الكشاف قوله { وَلَوْ نَشَآءُ } لقدرتنا على خلق عجائب الأمور ، وبدائع الفطر ، { لَجَعَلْنَا مِنكُمْ } أى لولدنا منكم يا رجال { مَّلاَئِكَةً } يخلفونكم فى الأرض ، كما يخلفكم أولادكم ، كما ولدنا عيسى من أنثى من غير فحل ، لتعرفوا تميزنا بالقدرة الباهرة ، ولتعلموا أن الملائكة أجسام … وذات الله - تعالى - متعالية عن ذلك . ثم بين - سبحانه - بعض ما يتعلق بعيسى - عليه السلام - فقال { وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ } . فالضمير فى { إِنَّهُ } يعود إلى عيسى لأن السياق فى شأنه ، وقيل يعود إلى القرآن أو إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - وضعف ذلك لأن الكلام فى شأن عيسى . والمراد بالعلم العلامة ، واللام فى قوله { لِّلسَّاعَةِ } بمعنى على . والكلام على حذف مضاف . والمعنى وإن عيسى - عليه السلام - عند نزوله من السماء فى آخر الزمان حيا ، ليكونن علامة على قرب قيام الساعة ، ودليلا على أن نهاية الدنيا توشك أن تقع … قال الآلوسى { وَإِنَّهُ } أى عيسى عليه السلام - { لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ } أى أنه بنزوله شرط من أشراطها . وقد نطقت الأخبار بنزوله - عليه السلام - فى آخر الزمان ، فقد أخرج البخارى ومسلم والترمذى وأبو داود وابن ماجه ، عن أبى هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " لينزلن ابن مريم ، حكما عدلا فليكسرن الصليب ، وليقتلن الخنزير ، وليضعن الجزية ، وليذهبن الشحناء والتباغض والتحاسد ، وليدعون إلى المال فلا يقبله أحد " . وقال ابن كثير ما ملخصه قوله { وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ } الصحيح أن الضمير يعود على عيسى ، فإن السياق فى ذكره ، ثم المراد بذلك نزوله قبل يوم القيامة كما قال - تعالى - { وَإِن مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ … } أى قبل موت عيسى . وقد تواترت الأحاديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " أنه أخبر بنزول عيسى قبل يوم القيامة ، إماما عادلا ، وحكما مقسطا " . وقوله { فَلاَ تَمْتَرُنَّ بِهَا } أى فلا تشكن فى وقوعها فى الوقت الذى يشاؤه الله - تعالى - ، فقوله { تَمْتَرُنَّ } من المرية بمعنى الشك والريب . وقوله { وَٱتَّبِعُونِ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ } أى واتبعوا - أيها الناس - ما جئتكم به من عند ربى ، فإن هذا الذى جئتكم به ، هو الطريق المستقيم الذى يوصلكم إلى السعادة فى الدنيا والآخرة . { وَلاَ يَصُدَّنَّكُمُ ٱلشَّيْطَانُ } أى ولا يمنعنكم الشيطان بسبب وسوسته لكم ، عن طاعتى واتباعى { إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } أى إن الشيطان عداوته لكم ظاهرة ، وكيده لكم واضح ، كما قال - تعالى - { إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُواْ حِزْبَهُ لِيَكُونُواْ مِنْ أَصْحَابِ ٱلسَّعِيرِ } ثم حكى - سبحانه - ما قاله عيسى - عليه السلام - لقومه ، عندما بعثه الله إليهم فقال { وَلَمَّا جَآءَ عِيسَىٰ بِٱلْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِٱلْحِكْمَةِ } . والبينات جمع بينة . وهى صفة لموصوف محذوف ، والمراد بها المعجزات التى أيد الله - تعالى - بها عيسى - عليه السلام - . والمراد بالحكمة التشريعات والتكاليف والمواعظ التى أرشدهم إليها ، عن طريق الكتاب الذى أنزله الله تعالى إليه ، وهو الإِنجيل . أى وحين جاء عيسى - عليه السلام - إلى قومه ، قال لهم على سبيل النصح والإِرشاد يا قوم لقد جئتكم بالمعجزات البينات الواضحة التى تشهد بصدقى وجئتكم بالإِنجيل المشتمل على ما تقتضيه الحكمة الإِلهية من آداب وتشريعات ومواعظ . وقوله { وَلأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ ٱلَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ } متعلق بمحذوف والتقدير قد جئتكم بالحكمة لأعلمكم إياها ، وجئتكم - أيضا - لأبين لكم ولأصحح لكم بعض الأمور التى تختلفون فيها . وقال - سبحانه - { وَلأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ ٱلَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ } ولم يقل لكم كل الذى تختلفون فيه ، للإِشعار بالرحمة بهم ، وبالستر عليهم ، حيث بين البعض وترك البعض الآخر ، لأنه لا ضرورة تدعو إلى بيانه . قال صاحب الكشاف فإن قلت هلا بين لهم كل الذى يختلفون فيه ؟ قلت كانوا يختلفون فى الديانات ، وما يتعلق بالتكليف ، وفيهما سوى ذلك مما لم يتعبدوا بمعرفته والسؤال عنه ، وإنما بعث ليبين لهم ما اختلفوا فيه مما يعنيهم من أمر دينهم … وقوله - تعالى - { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَٱعْبُدُوهُ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ } . أى إذا كان الأمر كما ذكرت لكم ، فاتقوا الله - تعالى - بأنه تصونوا أنفسكم عن كل ما يغضبه ، وبأن تطيعونى فى كل ما آمركم به أو أنهاكم عنه . وإن الله - تعالى - هو ربى وربكم فأخلصوا له العبادة والطاعة ، وهذا الذى آمركم به أو أنهاكم عنه ، هو الطريق القويم ، الذى يوصلكم إلى السعادة الدنيوية والأخروية . ثم بين - سبحانه - موقف أهل الكتاب من دعوة عيسى - عليه السلام - فقال { فَٱخْتَلَفَ ٱلأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ … } . والأحزاب جمع حزب ، والمراد بهم الفرق التى تحزبت وتجمعت على الباطل من بعد عيسى . وضمير الجمع فى قوله { مِن بَيْنِهِمْ } يعود إلى من بعث إليهم عيسى - عليه السلام - من اليهود والنصارى . وقيل يعود إلى النصارى خاصة ، لأنهم هم الذين اختلفوا فى شأنه ، فمنهم من قال هو الله ومنهم من قال هو ابن الله . ومنهم من قال ثالث ثلاثة . قال الآلوسى قوله { فَٱخْتَلَفَ ٱلأَحْزَابُ } أى الفرق المتحزبة { مِن بَيْنِهِمْ } أى من بين من بعث إليهم ، وخاطبهم بما خاطبهم من اليهود والنصارى وهم أمة دعوته - عليه السلام - . وقيل المراد النصارى ، وهم أمة إجابته ، وقد اختلفوا فرقا ملكانية ، ونسطورية ، ويعقوبية . وقوله - تعالى - { فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ } بيان للعقاب الشديد الذى أعده الله - تعالى - لهم ، بسبب اختلافهم وبغيهم ، ونسبتهم إلى عيسى ما هو برئ منه . أى فهلاك وعذاب شديد للذين ظلموا أنفسهم بالكفر ، وبافترائهم على عيسى - عليه السلام - ، وما أشد حسرتهم فى هذا اليوم العصيب . والاستفهام فى قوله { هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ ٱلسَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } للنفى . وينظرون بمعنى ينتظرون . والخطاب لكفار مكة الذين أعرضوا عن دعوة الحق . أى ما ينتظر هؤلاء المشركون إلا قيام الساعة ، وهذا القيام سيأتيهم فجأة ، وبدون شعور منهم بها ، وحينئذ يندمون ولن ينفعهم الندم ، ولو كانوا عقلاء لاتبعوا الحق الذى جاءهم به رسولنا - صلى الله عليه وسلم - ، قبل فوات الأوان . فالآية الكريمة دعوة لهؤلاء المشركين إلى الاستجابة للرسول - صلى الله عليه وسلم - إذا دعاهم لما يصلحهم ، من قبل أن يأتى يوم لا بيع فيه ولا خلال . وشبيه بهذه الآية قوله - تعالى - { فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ ٱلسَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَآءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّىٰ لَهُمْ إِذَا جَآءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ } وبذلك نرى الآيات الكريمة ، قد وبخت المشركين على جدالهم بالباطل وردت عليهم بما يخرس ألسنتهم ، وبينت الحق فى شأن عيسى - عليه السلام - وتوعدت المختلفين فى أمره - اختلافا يتنافى مع ما جاءهم به - بالعذاب الشديد . وبعد هذا الحديث عن جانب عن قصة موسى ، وعن جانب من قصة عيسى - عليهما السلام - ، وعن موقف أقوامهما منهما … بعد كل ذلك رسمت السورة الكريمة صورة واضحة لحسن عاقبة المؤمنين ، ولسوء عاقبة المكذبين ، ليهلك من هلك عن بينة ، ويحيا من حى عن بينة ، فقال - تعالى - { ٱلأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ … وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ } .