Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 52, Ayat: 45-49)

Tafsir: at-Tafsīr al-wasīṭ li-l-Qurʾān al-Karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

والفاء فى قوله - سبحانه - { فَذَرْهُمْ … } واقعة فى جواب شرط مقدر . أى إذا كان حال هؤلاء المشركين كما ذكرنا لك - أيها الرسول الكريم - فاتركهم فى طغيانهم يعمهون … { حَتَّىٰ يُلاَقُواْ يَوْمَهُمُ ٱلَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ } أى فدعهم يخوضوا ويلعبوا حتى يأتيهم اليوم الذى فيه يموتون ويهلكون . قال القرطبى قوله { يُصْعَقُونَ } بفتح الياء قراءة العامة . وقرأ ابن عامر وعاصم بضمها . قال الفراء هما لغتان صَعِق وصُعِقَ مثل سَعِد وسُعِد . قال قتادة يوم يموتون . وقيل هو يوم بدر ، وقيل يوم النفخة الأولى . وقيل يوم القيامة يأتيهم فيه من العذاب ما يزيل عقولهم … وقوله { يَوْمَ لاَ يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً … } بدل من قوله { يَوْمَهُمُ } . أى اتركهم - أيها الرسول الكريم - ولا تكترث بهم . وامض فى دعوتك إلى الحق ، فعما قريب سيأتيهم اليوم الذى لن ينفعهم فيه مكرهم السيِّىء ، وكيدهم القبيح … { وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ } فيه من عقابنا من أى جهة من الجهات ، أو من أى شخص من الأشخاص . { وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ } وهم هؤلاء الكافرون { عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ } أى عذابا آخر دون ذلك العذاب الذى سينزل بهم عند موتهم وفى حياتهم … { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } لا يعلمون ذلك ، لجهلهم بما سينتظرهم من عقاب . ثم ختم - سبحانه - السورة الكريمة ، بتلك التسلية الرقيقة لنبيه - صلى الله عليه وسلم - فقال { وَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا … } . أى واصبر - أيها الرسول الكريم - { لِحُكْمِ رَبِّكَ } إلى أن ننزل بهم عقابنا فى الوقت الذى نشاؤه ونختاره { فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا } أى فإنك بمرأى منا وتحت رعايتنا وحمايتنا وحفظنا … { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ } أى وأكثر من تسبيح ربك وتنزيهه عن كل مالا يليق به حين تقوم من منامك ، أو من مجلسك ، أو حين تقوم للصلاة … { وَمِنَ ٱللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ } أى ومن الليل فأكثر من تسبيح ربك { وَإِدْبَارَ ٱلنُّجُومِ } أى وأكثر من تسبيحه - تعالى - وقت إدبار النجوم وغروبها ، وذلك فى أواخر الليل . وبذلك ترى أن الله - تعالى - قد أمر نبيه - صلى الله عليه وسلم - بالإِكثار من التسبيح له - عز وجل - فى كل الأوقات ، لأن هذا التسبيح يجلو عن النفس همومها وأحزانها … وبعد فهذا تفسير لسورة " الطور " نسأل الله - تعالى - أن يجعله خالصا لوجهه ، ونافعا لعباده … وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .