Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 5-8)

Tafsir: at-Tafsīr al-wasīṭ li-l-Qurʾān al-Karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الكاف فى قوله - تعالى - { كَمَآ أَخْرَجَكَ رَبُّكَ … } بمعنى مثل ، أى للتشبيه وهى خبر لمبتدأ محذوف هو المشبه ، وما بعدها هو المشبه به ، ووجه الشبه مطلق الكراهة ، وما ترتب على ذلك من خير للمؤمنين . والمعنى حال بعض أهل بدر فى كراهتهم تقسيمك الغنائم بالسوية ، مثل حال بعضهم فى كراهة الخروج للقتال ، مع ما فى هذه القسمة والقتال من خير وبركة . ونحن عندما نستعرض أحداث غزوة بدر ، نرى أنه قد حدث فيها أمران يدلان على عدم الرضا من فريق من الصحابة ، ثم أعقبهما الرضا والإِذعان والتسليم لحكم الله ورسوله . أما الأمر الأول فهو أن فريقا من الصحابة - وأكثرهم من الشبان - كانوا يرون أن قسمة الغنائم بالسوية فيها إجحاف بحقهم ، لأنهم هم الذين قاموا بالنصيب الأوفر فى القتال ، وأن غيرهم لم يكن له بلاؤهم - كما سبق أن بينا فى أسباب نزول قوله - تعالى - { يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلأَنْفَالِ } ولكن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قسم غنائم بدر بين الجميع بالسوية ، كما أمره الله - تعالى - . وكان هذا التقسيم خيراً للمؤمنين ، إذ أصلح الله به بينهم ، وردهم إلى حالة الرضا والصفاء … وأما الأمر الثانى فهو أن جماعة منهم كرهوا قتال قريش بعد نجاة العير التى خرجوا من أجل الحصول عليها ، وسبب كراهيتهم لذلك أنهم خرجوا بدون استعداد للقتال ، لا من حيث العدد ولا من حيث العدد . ولكنهم استجابوا بعد قليل لما نصحهم به رسولهم - صلى الله عليه وسلم - من وجوب قتال قريش ، . وكان فى هذه الاستجابة نصر الإِسلام ، ودحر الطغيان . قال ابن كثير روى الحافظ بن مردويه - بسنده - عن أبى أيوب الأنصارى قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن بالمدينة " " إنى أخبرت عن عير أبى سفيان بأنها مقبلة ، فهل لكم أن نخرج قبل هذه العير لعل الله أن يغنمنا إياها ؟ فقلنا نعم . فخرج وخرجنا فلما سرنا يوما أو يومين قال لنا " ما ترون فى قتال القوم ؟ إنهم قد أخبروا بخروجكم " ؟ فقلنا ما لنا طاقة بقتال العدو ولكننا أردنا العير ، ثم قال " ما ترون فى قتال القوم " ؟ فقال المقداد بن عمرو إذن لا نقول لك يا رسول الله كما قال بنو إسرائيل لموسى { فَٱذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلاۤ إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ … } ولكن إذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون " . وفى رواية أن أبا بكر وعمر وسعد بن معاذ تكلموا بكلام سر له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . هذا ، وما قررناه قبل ذلك من أن الكاف فى قوله - تعالى - { كَمَآ أَخْرَجَكَ رَبُّكَ . . } بمعنى مثل ، هو ما نرجحه من بين أقوال المفسرين التى أوصلها بعضهم إلى عشرين قولا . قال الجمل ، قوله { كَمَآ أَخْرَجَكَ رَبُّكَ … } فيه عشرون وجهاً ، أحدهما أن الكاف نعت لمصدر محذوف تقديره الأنفال ثابتة لله ثبوتاً كما أخرجك ربك ، أى ثبوتاً بالحق كإخراجك من بيتك ، يعنى أنه لا مرية فى ذلك . الثانى أن تقديره وأصلحوا ذات بينكم إصلاحاً كما أخرجك ، وقد التفت من خطاب الجماعة إلى خطاب الواحد . الثالث تقديره وأطيعوا الله ورسوله طاعة ثابتة محققة كما أخرجك أى كما أن إخراج الله إياك لا مرية فيه ولا شبهة . الخ . والحق أن معظم الوجوه النحوية التى ذكرها الجمل وغيره من المفسرين - كأبى حيان والآلوسى - أقول إن معظم هذه الوجوه يبدو عليها التكلف ومجانبة الصواب . ورحم الله صاحب الكشاف فقد أهمل أكثر ما ذكره المفسرون فى ذلك ، واكتفى بوجهين فقال قوله { كَمَآ أَخْرَجَكَ رَبُّكَ } . فيه وجهان أحدهما أن يرتفع محل الكاف على أنه مبتدأ محذوف تقديره هذه الحال كحال إخراجك . يعنى أن حالهم فى كراهية ما رأيت من تنفيل الغزوة مثل حالهم فى كراهة خروجك للحرب . والثانى أن ينتصب على أنه صفة مصدر الفعل المقدر فى قوله { ٱلأَنفَالُ للَّهِ وَٱلرَّسُولِ } أى الأنفال استقرت لله والرسول ، وثبتت مع كراهتهم ثباتاً مثل ثبات إخراج ربك إياك من بيتك وهم كارهون . والوجه الأول من الوجهين اللذين ذكرهما صاحب الكشاف هو الذى نميل إليه ، وهو الذى ذكرناه قبل ذلك بصورة أكثر تفصيلا . وأضاف - سبحانه - الإِخراج إلى ذاته فقال { كَمَآ أَخْرَجَكَ رَبُّكَ } للإِشعار بأن هذا الإِخراج كان بوحى منه - سبحانه - وبأنه هو الراعى له فى هذا الخروج . والمراد بالبيت فى قوله { مِن بَيْتِكَ } مسكنه - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة أو المراد المدينة نفسها ، لأنها مثواه ومستقره ، فهى فى اختصاصها به كاختصاص البيت بساكنه . وقوله { بِٱلْحَقِّ } متعلق بقوله { أَخْرَجَكَ } والباء للسببية ، أى أخرجك بسبب نصرة الحق ، وإعلاء كلمة الدين ، وإزهاق باطل المبطلين . ويجوز أن يكون متعلقا بمحذوف على أنه حال من مفعول أخرجك ، وتكون الباء للملابسة ، أى أخرجك إخراجاً متلبساً بالحق الذى لا يحوم حوله باطل . قال الآلوسى وقوله { وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ } ، أى للخروج ، إما لعدم الاستعداد للقتال ، أو للميل للغنيمة ، أو للنفرة الطبيعية عنه ، وهذا مما لا يدخل تحت القدرة والاختيار ، فلا يرد أنه لا يليق بمنصب الصحابة . والجملة فى موضع الحال ، وهى حال مقدرة لأن الكراهة وقعت بعد الخروج . والمعنى الإِجمالى للآية الكريمة حال بعض المسلمين فى بدر فى كراهة قسمة الغنيمة بالسوية بينهم ، مثل حال فريق منهم فى كراهة الخروج للقتال ، مع أنه قد ثبت أن هذه القسمة وذلك القتال ، كان فيهما الخير لهم ، إذ الخير فيما قدره الله وأراده ، لا فيما يظنون . وقوله - تعالى - { يُجَادِلُونَكَ فِي ٱلْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى ٱلْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ } حكاية لما حدث من هذا الفريق الكاره للقتال ، وتصوير معجز لما استبد به من خوف وفزع . والمراد بقوله { يُجَادِلُونَكَ } مجادلتهم للنبى صلى الله عليه وسلم فى شأن القتال وقولهم له ما كان خروجنا إلا للعير ، ولو أخبرتنا بالقتال لأعددنا العدة له . والضمير يعود للفريق الذى كان كارهاً للقتال . والمراد بالحق الذى جادلوا فيه أمر القتال الذى حضهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - على أن يعدوا أنفسهم له . وقوله { بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ } متعلق { يُجَادِلُونَكَ } و { مَا } مصدرية والضمير فى الفعل { تَبَيَّنَ } يعود على الحق . والمراد بتبينه إعلام الرسول - صلى الله عليه وسلم - لهم بأنهم سينصرون على أعدائهم فقد روى أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أخبرهم قبل نجاة العير بأن الله وعده الظفر بإحدى الطائفتين العير أو النفير ، فلما نجت العير علم أن الظفر الموعود به إنما هو النفير ، أى على المشركين الذين استنفرهم أبو سفيان للقتال لا على العير ، أى الإِبل الحاملة لأموال المشركين . والمعنى يجادلك بعض أصحابك - يا محمد - { فِي ٱلْحَقِّ } أى فى أمر القتال { بَعْدَمَا تَبَيَّنَ } أى ، بعدما تبين لهم الحق بإخبارك إياهم بأن النصر سيكون حليفهم ، وأنه لا مفر لهم من لقاء قريش تحقيقاً لوعد الله الذى وعد بإحدى الطائفتين . وقوله { كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى ٱلْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ } أى يكرهون القتال كراهة من يساق إلى الموت ، وهو ناظر إلى أسبابه ، ومشاهد لموجباته . والجملة فى محل نصب على الحالية من الضمير فى قوله { لَكَارِهُونَ } . وفى هذه الجملة الكريمة تصوير معجز لما استولى على هذا الفريق من خوف وفزع من القتال يسبب قلة عددهم وعددهم . وقوله { بَعْدَمَا تَبَيَّنَ } زيادة فى لومهم ، لأن الجدال فى الحق بعد تبينه أقبح من الجدال فيه قبل ظهوره . ثم حكى - سبحانه - جانباً من مظاهر فضله على المؤمنين ، مع جزع بعضهم من قتال عدوه وعدوهم ، وإيثارهم العير على النفير فقال { وَإِذْ يَعِدُكُمُ ٱللَّهُ إِحْدَى ٱلطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ ٱلشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ } . والمراد بإحدى الطائفتين العير أو النفير ، والخطاب للمؤمنين . والمراد بغير ذات الشوكة العير ، والمراد بذات الشوكة النفير . والشوكة فى الأصل واحد الشوك وهو النبات الذى له حد ، ثم استعيرت للشدة والحدة . ومنه قولهم رجل شائك السلاح أى شديد قوى . والمعنى واذكروا - أيها المؤمنون - وقت أن وعدكم الله - تعالى - على لسان رسوله - بأن إحدى الطائفتين العير أو النفير هى لكم تظفرون بها ، وتتصرفون فيها تصرف المالك فى ملكه ، وأنتم مع ذلك تودون وتتمنون أن تظفروا بالطائفة التى ليس معها سلاح وهى العير . وعبر - سبحانه - عن وعده لهم بصيغة المضارع { يَعِدُكُمُ } مع أن هذا الوعد كان قبل نزول الآية ، لاستحضار صورة الموعود به فى الذهن ، ولمداومة شكره - سبحانه - على ما وهبهم من نصر وفوز . وإنما وعدهم - سبحانه - إحدى الطائفتين على الإِبهام مع أنه كان يريد إحداهما وهى النفير ، ليستدرجهم إلى الخروج إلى لقاء العدو حتى ينتصروا عليه . وبذلك تزول هيبة المشركين من قلوب المؤمنين . وقوله { إِحْدَى } مفعول ثاني ليعد . وقوله { أَنَّهَا لَكُمْ } بدل اشتمال من { إِحْدَى } مبين لكيفية الوعد . أى يعدكم أن إحدى الطائفتين كائنة لكم ، ومختصة لكم ، تتسلطون عليها تسلط الملاك ، وتتصرفون فيها كيفما شئتم . وقوله { وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ ٱلشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ } معطوف على قوله { يَعِدُكُمُ } أى وعدكم - سبحانه - إحدى الطائفتين بدون تحديد لإِحداهما ، وأنتم تحبون ان تكون لكم طائفة العير التى لا قتال فيها يذكر ، على طائفة النفير التى تحتاج منكم إلى قتال شديد ، وإلى بذل للمهج والأرواح . وفى هذه الجملة تعريض بهم ، حيث كرهوا القتال ، وأحبوا المال ، وما هكذا يكون شأن المؤمنين الصادقين . ثم بين لهم - سبحانه - أنهم وإن كانوا يريدون العير ، إلا أنه - سبحانه - يريد لهم النفير ، ليعلو الحق ، ويزهق الباطل ، فقال { وَيُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ ٱلْكَافِرِينَ } . أى ويريد الله بوعده غير ما أردتم . { أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ } أى أن يظهر الحق ويعلمه بآياته المنزلة على رسوله ، وبقضائه الذى لا يتخلف ، وأن يستأصل الكافرين ويذلهم ، ويقطع دابرهم أى آخرهم الذى يدبرهم . والدابر التابع من الخلف ، يقال دبر فلان القوم يدبرهم دبورا ، إذا كان آخرهم فى المجئ ، والمراد أنه سبحانه يريد أن يستأصلهم استئصالا . وقد هلك فى غزوة بدر عدد كبير من صناديد قريش الذين كانوا يحاربون الإِسلام ، ويستهزئون بتعاليمه . قال صاحب الكشاف فى معنى الآية الكريمة ، قوله { وَيُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ … } يعنى أنكم تريدون العاجلة وسفساف الأمور ، وأن لا تلقوا ما يرزؤكم فى أبدانكم وأموالكم ، والله - عز وجل - يريد معالى الأمور ، وما يرجع إلى عمارة الدين ، ونصرة الحق ، وعلو الكلمة والفوز فى الدارين ، وشتان ما بين المرادين ولذلك اختار لكم الطائفة ذات الشوكة ، وكسر قوتهم بضعفكم ، وغلب كثرتهم بقلتكم ، وأعزكم وأذلهم ، وحصل لكم مالا تعارض أدناه العير وما فيها " . ثم بين - سبحانه - الحكمة فى اختيار ذات الشوكة لهم ، ونصرتهم عليهم فقال { لِيُحِقَّ ٱلْحَقَّ وَيُبْطِلَ ٱلْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُجْرِمُونَ } . أى فعل ما فعل من النصرة والظفر بالأعداء { لِيُحِقَّ ٱلْحَقَّ } أى ليثبت الدين الحق دين الإِسلام { وَيُبْطِلَ ٱلْبَاطِلَ } أى ويمحق الدين الباطل وهو ما عليه المشركون من كفر وطغيان . وقوله { وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُجْرِمُونَ } بيان لنفاذ إرادته - سبحانه - أى اقتضت إرادته أن يعز الدين الحق وهو دين الإِسلام ، وأن يمحق ما سواه ، ولو كره المشركون ذلك ، لأن كراهيتهم لا وزن لها ، ولا تعويل عليها … وبهذا يتبين أنه لا تكرار بين الآيتين السابقتين ، لأن المراد بإحقاق الحق فى قوله - تعالى - { وَيُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ } إعلاؤه وإظهاره ونصرته عن طريق قتال المؤمنين للمشركين . والمراد بإحقاق الحق فى قوله بعد ذلك فى الآية الثانية { لِيُحِقَّ ٱلْحَقَّ وَيُبْطِلَ ٱلْبَاطِلَ } تثبيت دين الإِسلام وتقويته وإظهار شريعته ، ويمحق دين الكفر . فكان ما اشتملت عليه الآية الأولى هو الوسيلة والسبب وما اشتملت عليه الآية الثانية هو المقصد والغاية . وقد بسط هذا المعنى الإِمام الرازى فقال ما ملخصه فإن قيل أليس قوله { وَيُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ } ثم قوله بعد ذلك { لِيُحِقَّ ٱلْحَقَّ } تكرارا محضا ، فالجواب ليس ههنا تكرير لأن المراد بالأول سبب ما وعد به فى هذه الواقعة من النصر والظفر بالأعداء ، والمراد بالثانى تقوية القرآن والدين ونصرة هذه الشريعة ، لأن الذى وقع من المؤمنين يوم بدر بالكافرين ، كان سببا لعزة الدين وقوته ، ولهذا السبب قرنه بقوله { وَيُبْطِلَ ٱلْبَاطِلَ } الذى هو الشرك ، وذلك فى مقابلة { ٱلْحَقَّ } الذى هو الدين والإِيمان . وإلى هنا نرى السورة الكريمة قد حدثتنا فى الأربع الآيات الأولى منها عن حكم الله - تعالى - فى غنائم بدر بعد أن اختلف بعض المؤمنين فى شأنها ، وعن صفات المؤمنين الصادقين الذين يستحقون من الله - تعالى - أرفع الدرجات . ثم حدثتنا فى الأربع الآيات الثانية منها عن حال بعض المؤمنين عندما دعاهم النبى - صلى الله عليه وسلم - إلى قتال أعدائهم ، وعن مجادلتهم له فى ذلك ، وعن إيثارهم المال على القتال ، وعن إرادة ما هو خير لهم فى دنياهم وآخرتهم ، وفى ذلك ما فيه من العبر والعظات لقوم يعقلون . ثم ساق - سبحانه - بعض مظاهر تدبيره المحكم فى هذه الغزوة ، وبعض النعم التى أنعم بها على المؤمنين ، وبعض البشارات التى تقدمت تلك الغزوة أو صاحبتها ، والتى كانت تدل دلالة واضحة على أن النصر سيكون للمسلمين فقال - تعالى - { إِذْ تَسْتَغِيثُونَ … عَذَابَ ٱلنَّارِ } .