Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 35-40)

Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ قُلْ إِنِ ٱفْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي } وباله وقرىء « أَجْرامي » على الجمع . { وَأَنَاْ بَرِىء مّمَّا تُجْرَمُونَ } من إجرامكم في إسناد الافتراء إلي . { وَأُوحِيَ إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ ءامَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ } فلا تحزن ولا تتأسف . { بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ } أقنطه الله تعالى من إيمانهم ونهاه أن يغتم بما فعلوه من التكذيب والإِيذاء . { وَٱصْنَعِ ٱلْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا } ملتبساً بأعيننا ، عبر بكثرة آلة الحس الذي يحفظ به الشيء ويراعى عن الاختلال والزيغ عن المبالغة في الحفظ والرعاية على طريق التمثيل . { وَوَحْيِنَا } إليك كيف تصنعها . { وَلاَ تُخَـٰطِبْنِى فِى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } ولا تراجعني فيهم ولا تدعني باستدفاع العذاب عنهم . { إِنَّهُمْ مُّغْرَقُونَ } محكوم عليهم بالإِغراق فلا سبيل إلى كفه . { وَيَصْنَعُ ٱلْفُلْكَ } حكاية حال ماضية . { وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ } استهزؤوا به لعمله السفينة فإنه كان يعملها في برية بعيدة من الماء أوان عزته ، وكانوا يضحكون منه ويقولون له : صرت نجاراً بعدما كنت نبياً . { قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ } إذا أخذكم الغرق في الدنيا والحرق في الآخرة . وقيل المراد بالسخرية الاستجهال . { فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ } يعني به إياهم وبالعذاب الغرق . { وَيَحِلُّ عَلَيْهِ } وينزل عليه ، أو يحل عليه حلول الدين الذي لا انفكاك عنه . { عَذَابٌ مُّقِيمٌ } دائم وهو عذاب النار . { حَتَّىٰ إِذَا جَاء أَمْرُنَا } غاية لقوله { وَيَصْنَعُ ٱلْفُلْكَ } وما بينهما حال من الضمير فيه أو حتى هي التي يبتدأ بعدها الكلام . { وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ } نبع الماء منه وارتفع كالقدر تفور ، و { ٱلتَّنُّورُ } تنور الخبز ابتدأ منه النبوع على خرق العادة وكان في الكوفة في موضع مسجدها ، أو في الهند أو بعين وردة من أرض الجزيرة وقيل التنور وجه الأرض أو أشرف موضع فيها . { قُلْنَا ٱحْمِلْ فِيهَا } في السفينة . { مِن كُلّ } من كل نوع من الحيوانات المنتفع بها . { زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ } ذكراً وأنثى هذا على قراءة حفص والباقون أضافوا على معنى احمل اثنين من كل صنف ذكر وصنف أنثى . { وَأَهْلَكَ } عطف على { زَوْجَيْنِ } أو { ٱثْنَيْنِ } ، والمراد امرأته وبنوه ونساؤهم . { إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ ٱلْقَوْلُ } بأنه من المغرقين يريد ابنه كنعان وأمه واعلة فإنهما كانا كافرين . { وَمَنْ ءامَنَ } والمؤمنين من غيرهم . { وَمَا ءامَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ } قيل كانوا تسعة وسبعين زوجته المسلمة وبنوه الثلاثة سام وحام ويافث ونساؤهم وثنان وسبعون رجلاً وامرأة من غيرهم . روي أنه عليه الصلاة والسلام اتخذ السفينة في سنتين من الساج وكان طولها ثلاثمائة ذراع وعرضها خمسين وسمكها ثلاثين ، وجعل لها ثلاثة بطون فحمل في أسفلها الدواب والوحش وفي أوسطها الإِنس وفي أعلاها الطير .