Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 66-71)

Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَـٰلِحاً وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مّنَّا وَمِنْ خِزْىِ يَوْمِئِذٍ } أي ونجيناهم من خزي يومئذ وهو هلاكهم بالصيحة أو ذلهم وفضيحتهم يوم القيامة . وعن نافع { يَوْمَئِذٍ } بالفتح على اكتساب المضاف البناء من المضاف إليه هنا وفي « المعارج » في قوله : { مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ } [ المعارج : 11 ] { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ ٱلْقَوِيُّ ٱلْعَزِيزُ } القادر على كل شيء والغالب عليه . { وَأَخَذَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ ٱلصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِى دِيَارِهِمْ جَـٰثِمِينَ } قد سبق تفسير ذلك في سورة « الأعراف » . { كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفرُواْ رَبَّهُمْ } نَوَنَّهُ أبو بكر ها هنا وفي « النجم » والكسائي في جميع القرآن وابن كثير ونافع وابن عامر وأبو عمرو في قوله : { أَلاَ بُعْدًا لّثَمُودَ } ذهاباً إلى الحي أو الأب الأكبر . { وَلَقَدْ جَاءتْ رُسُلُنَا إِبْرٰهِيمَ } يعني الملائكة ، قيل : كانوا تسعة ، وقيل ثلاثة جبريل وميكائيل وإسرافيل . { بِٱلْبُشْرَىٰ } ببشارة الولد . وقيل بهلاك قوم لوط . { قَالُواْ سَلاَماً } سلمنا عليك سلاماً ويجوز نصبه بـ { قَالُواْ } على معنى ذكروا سلاماً . { قَالَ سَلَـٰمٌ } أي أمركم أو جوابي سلام أو وعليكم سلام ، رفعه إجابة بأحسن من تحيتهم . وقرأ حمزة والكسائي « سلم » وكذلك في « الذاريات » وهما لغتان كحرم وحرام وقيل المراد به الصلح . { فَمَا لَبِثَ أَن جَاء بِعِجْلٍ حَنِيذٍ } فما أبطأ مجيئه به ، أو فما أبطأ في المجيء به ، أو فما تأخر عنه والجار في { أن } مقدر أو محذوف والحنيذ المشوي بالرضف . وقيل الذي يقطر ودكه من حنذت الفرس إذا عرفته بالجلال لقوله : { بِعِجْلٍ سَمِينٍ } [ الذاريات : 26 ] { فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ } لا يمدون إليه أيديهم . { نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً } أنكر ذلك منهم وخاف أن يريدوا به مكروهاً ، ونكر وأنكر واستنكر بمعنى والإِيجاس الإِدراك وقيل الإِضمار { قَالُواْ } له لما أحسوا منه أثر الخوف . { لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ } إنا ملائكة مرسلة إليهم بالعذاب ، وإنما لم نمد إليه أيدينا لأنا لا نأكل . { وَٱمْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ } وراء الستر تسمع محاورتهم أو على رؤوسهم للخدمة . { فَضَحِكَتْ } سروراً بزوال الخيفة أو بهلاك أهل الفساد أو بإصابة رأيها فإنها كانت تقول لإِبراهيم : اضمم إليك لوطاً فإني أعلم أن العذاب ينزل بهؤلاء القوم . وقيل فضحكت فحاضت قال الشاعر : @ وَعَهْدِي بِسَلْمَى ضَاحِكَاً فِي لُبَابَة وَلَمْ يَعْدُ حُقَاً ثَدْيُهَا أَنْ تَحَلَّمَا @@ ومنه ضحكت السمرة إذا سال صمغها وقرىء بفتح الحاء . { فَبَشَّرْنَـٰهَا بِإِسْحَـٰقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَـٰقَ يَعْقُوبَ } نصبه ابن عامر وحمزة وحفص بفعل يفسره ما دل عليه الكلام وتقديره : ووهبناها من وراء إسحاق يعقوب . وقيل إنه معطوف على موضع { بِإِسْحَـٰقَ } أو على لفظ { إِسْحَـٰقَ } ، وفتحته للجر فإنه غير مصروف ورد للفصل بينه وبين ما عطف عليه بالظرف . وقرأ الباقون بالرفع على أنه مبتدأ . وخبره الظرف أي و { يَعْقُوبَ } مولود من بعده . وقيل الوراء ولد الولد ولعله سمي به لأنه بعد الولد وعلى هذا تكون إضافته إلى { إِسْحَـٰقَ } ليس من حيث أن يعقوب عليه الصلاة والسلام وراءه ، بل من حيث أنه وراء إبراهيم من جهته وفيه نظر . والاسمان يحتمل وقوعهما في البشارة كيحيى ، ويحتمل وقوعهما في الحكاية بعد أن ولدا فسميا به ، وتوجيه البشارة إليها للدلالة على أن الولد المبشر به يكون منها لا من هاجر ولأنها كانت عقيمة حريصة على الولد .