Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 4-4)
Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَٱلَّذِينَ يَرْمُونَ ٱلْمُحْصَنَـٰتِ } يقذفونهن بالزنا لوصف المقذوفات بالإِحصان ، وذكرهن عقيب الزواني واعتبار أربعة شهداء بقوله : { ثُمَّ لَمْ يَأْتُواْ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَٱجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً } والقذف بغيره مثل يا فاسق ويا شارب الخمر يوجب التعزير كقذف غير المحصن ، والإِحصان ها هنا بالحرية والبلوغ والعقل والإِسلام والعفة عن الزنا ولا فرق فيه بين الذكر والأنثى ، وتخصيص { ٱلْمُحْصَنَـٰتِ } لخصوص الواقعة أو لأن قذف النساء أغلب وأشنع ، ولا يشترط اجتماع الشهود عند الآداء ولا تعتبر شهادة زوج المقذوفة خلافاً لأبي حنيفة ، وليكن ضربه أخف من ضرب الزنا لضعف سببه واحتماله ولذلك نقص عدده . { وَلاَ تَقْبَلُواْ لَهُمْ شَهَادَةً } أي شهادة كانت لأنه مفتر ، وقيل شهادتهم في القذف ولا يتوقف ذلك على استيفاء الجلد خلافاً لأبي حنيفة فإن الأمر بالجلد والنهي عن القبول سيان في وقوعهما جواباً للشرط لا ترتيب بينهما فيترتبان عليه دفعة ، كيف وحاله قبل الجلد أسوأ مما بعده . { أَبَدًا } ما لم يتب ، وعند أبي حنيفة إلى آخر عمره . { وَأُوْلَٰـئِكَ هُمُ ٱلْفَـٰسِقُونَ } المحكوم بفسقهم .