Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 87-93)

Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ } في الصور أو القرن ، وقيل إنه تمثيل لانبعاث الموتى بانبعاث الجيش إذا نفخ في البوق . { فَفَزِعَ مَن فِي ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ } من الهول وعبر عنه بالماضي لتحقق وقوعه . { إِلاَّ مَن شَاء ٱللَّهُ } أن لا يفزع بأن يثبت قلبه . قيل هم جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل . وقيل الحور والخزنة وحملة العرش ، وقيل الشهداء ، وقيل موسى عليه الصلاة والسلام لأنه صعق مرة ولعل المراد ما يعم ذلك . { وَكُلٌّ أَتَوْهُ } حاضرون الموقف بعد النفخة الثانية ، أو راجعون إلى أمره وقرأ حمزة وحفص { أَتَوْهُ } على الفعل ، وقرىء « أتاه » على التوحيد للفظ الكل . { دٰخِرِينَ } صاغرين وقرىء « دخرين » . { وَتَرَى ٱلْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً } ثابتة في مكانها . { وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ ٱلسَّحَابِ } في السرعة ، وذلك لأن الأجرام الكبار إذا تحركت في سمت واحد لا تكاد تبين حركتها . { صُنْعَ ٱللَّهِ } مصدر مؤكد لنفسه وهو لمضمون الجملة المتقدمة كقوله { وَعَدَ ٱللَّهُ } [ الروم : 60 ] { ٱلَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ } أحكم خلقه وسواه على ما ينبغي . { إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ } عالم بظواهر الأفعال وبواطنها فيجازيكم عليها كما قال : { مَن جَاء بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مّنْهَا } إذ ثبت له الشريف بالخسيس والباقي بالفاني وسبعمائة بواحدة ، وقيل { خَيْرٌ مّنْهَا } أي خير حاصل من جهتها وهو الجنة ، وقرأ ابن كثير وأبو عمر وهشام » خَبِيرٌ بِمَا يَفْعَلُونَ « بالياء والباقون بالتاء . { وَهُمْ مّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ ءَامِنُونَ } يعني به خوف عذاب يوم القيامة ، وبالأول ما يلحق الإِنسان من التهيب لما يرى من الأهوال والعظائم لذلك يعم الكافر والمؤمن ، وقرأ الكوفيون بالتنوين لأن المراد فزع واحد من أفزاع ذلك اليوم ، وآمن يتعدى بالجار وبنفسه كقوله { أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ ٱللَّهِ } [ الأعراف : 99 ] وقرأ الكوفيون ونافع { يَوْمَئِذٍ } بفتح الميم والباقون بكسرها . { وَمَن جَاء بِٱلسَّيّئَةِ } قيل بالشرك . { فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي ٱلنَّارِ } فكبوا فيها على وجوههم ، ويجوز أن يراد بالوجوه أنفسهم كما أريدت بالأيدي في قوله تعالى : { وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ } [ البقرة : 195 ] { هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } على الالتفات أو بإضمار القول أي قيل لهم ذلك . { إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ ٱلْبَلْدَةِ ٱلَّذِي حَرَّمَهَا } أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يقول لهم ذلك بعدما بين المبدأ والمعاد وشرح أحوال القيامة ، إشعاراً بأنه قد أتم الدعوة وقد كملت وما عليه بعد إلا الاشتغال بشأنه والاستغراق في عبادة ربه ، وتخصيص مكة بهذه الإِضافة تشريف لها وتعظيم لشأنها وقرىء « التي حرمها » . { وَلَهُ كُلُّ شَيءٍ } خلقاً وملكاً . { وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } المنقادين أو الثابتين على ملة الإِسلام . { وَأَنْ أَتْلُوَ ٱلْقُرْءَانَ } وأن أواظب على تلاوته لتنكشف لي حقائقه في تلاوته شيئاً فشيئاً ، أو اتباعه وقرىء « واتل عليهم » « وأن أتل » . { فَمَنُ ٱهْتَدَىٰ } باتباعه إياي في ذلك ، { فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ } فإن منافعه عائدة إليه . { وَمَن ضَلَّ } بمخالفتي . { فَقُلْ إِنَّمَا أَنَاْ مِنَ ٱلْمُنذِرِينَ } فلا علي من وبال ضلاله شيء إذ ما على الرسول إلا البلاغ وقد بلغت . { وَقُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ } على نعمة النبوة أو على ما علمني ووفقني للعمل به . { سَيُرِيكُمْ ءَايَـٰتِهِ } القاهرة في الدنيا كوقعة بدر وخروج دابة الأرض ، أو في الآخرة . { فَتَعْرِفُونَهَا } أنها آيات الله ولكن حين لا تنفعكم المعرفة . { وَمَا رَبُّكَ بِغَـٰفِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } فلا تحسبوا أن تأخير عذابكم لغفلته عن أعمالكم ، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي بالياء . عن النبي صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة طس كان له من الأجر عشر حسنات بعدد من صدق سليمان وكذب به وهوداً وصالحاً وإبراهيم وشعيباً ، ويخرج من قبره وهو ينادي لا إله إلا الله " .