Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 71-86)

Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ } العذاب الموعود . { إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ } . { قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم } تبعكم ولحقكم ، واللام مزيدة للتأكيد أو الفعل مضمن معنى فعل بتعدي باللام مثل دنا . وقرىء بالفتح وهو لغة فيه . { بَعْضُ ٱلَّذِى تَسْتَعْجِلُونَ } حلوله وهو عذاب يوم بدر ، وعسى ولعل وسوف في مواعيد الملوك كالجزم بها وإنما يطلقونها إظهاراً لوقارهم وإشعاراً بأن الرمز منهم كالتصريح من غيرهم وعليه جرى وعد الله تعالى ووعيده . { وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ } لتأخير عقوبتهم على المعاصي ، والفضل والفاضلة الأفضال وجميعها فضول وفواضل . { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ } لا يعرفون حق النعمة فيه فلا يشكرونه بل يستعجلون بجهلهم وقوعه . { وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ } ما تخفيه وقرىء بفتح التاء من كننت أي سترت . { وَمَا يُعْلِنُونَ } من عداوتك فيجازيهم عليه . { وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي ٱلسَّمَاء وَٱلأَرْضِ } خافية فيهما ، وهما من الصفات الغالبة والتاء فيهما للمبالغة كما في الراوية ، أو اسمان لما يغيب ويخفى كالتاء في عافية وعاقبة . { إِلاَّ فِي كِتَـٰبٍ مُّبِينٍ } بين أو { مُّبِينٌ } ما فيه لما يطالعه ، والمراد اللوح أو القضاء على الاستعارة . { إِنَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْءَانَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرٰءِيلَ أَكْثَرَ ٱلَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } كالتشبيه والتنزيه وأحوال الجنة والنار وعزير والمسيح . { وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لّلْمُؤمِنِينَ } فإنهم المنتفعون به . { إِن رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُم } بين بني إسرائيل . { بِحُكْمِهِ } بما يحكم به وهو الحق ، بحكمته ويدل عليه أنه قرىء بحكمه . { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } فلا يرد قضاؤه . { ٱلْعَلِيمُ } بحقيقة ما يقضى فيه ، وحكمه . { فَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ } ولا تبال بمعاداتهم . { إِنَّكَ عَلَى ٱلْحَقّ ٱلْمُبِينِ } وصاحب الحق حقيق بالوثوق بحفظ الله ونصره . { إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ ٱلْمَوْتَىٰ } تعليل اخر للأمر بالتوكل من حيث إنه يقطع طعمه عن مشايعتهم ومعاضدتهم رأساً ، وإنما شبهوا بالموتى لعدم انتفاعهم باستماع ما يتلى عليهم كما شبهوا بالصم في قوله : { وَلاَ تُسْمِعُ ٱلصُّمَّ إِذَا وَلَّوْاْ مُدْبِرِينَ } فإن إسماعهم في هذه الحالة أبعد . وقرأ ابن كثير { وَلاَ يَسْمَعُ ٱلصُّمُّ } . { وَمَا أَنتَ بِهَادِي ٱلْعُمْيِ عَن ضَلَـٰلَتِهِمْ } حيث الهداية لا تحصل إلا بالبصر . وقرأ حمزة وحده « وما أنت تهدي العمي » . { إِن تُسْمِعُ } أي ما يجدي إسماعك . { إِلاَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِـئَايَـٰتِنَا } من هو في علم الله كذلك . { فَهُم مُّسْلِمُونَ } مخلصون من أسلم وجهه لله . { وَإِذَا وَقَعَ ٱلْقَوْلُ عَلَيْهِم } إذا دنا وقوع معناه وهو ما وعدوا به من البعث والعذاب . { أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ ٱلأَرْضِ } وهي الجساسة روي أن طولها ستون ذراعاً ولها أربع قوائم وزغب وريش وجناحان ، لا يفوتها هارب ولا يدركها طالب . وروي أنه عليه الصلاة والسلام سئل من أين مخرجها فقال : " من أعظم المساجد حرمة على الله ، يعني المسجد الحرام " . { تُكَلِّمُهُمْ } من الكلام ، وقيل من الكلم إذ قرىء { تُكَلّمُهُمْ } . وروي أنها تخرج ومعها عصا موسى وخاتم سليمان عليهما الصلاة والسلام ، فتنكت بالعصا في مسجد المؤمن نكتة بيضاء فيبيض وجهه ، وبالخاتم في أنف الكافر نكتة سوداء فيسود وجهه . { أَنَّ النَّاسَ كَانُواْ بِئَايَاتِنَا } خروجها وسائر أحوالها فإنها من آيات الله تعالى . وقيل القرآن ، وقرأ الكوفيون أن الناس بالفتح . { لاَ يُوقِنُونَ } لا يتيقنون ، وهو حكاية معنى قولها أو حكايتها لقول الله عز وجل أو علة خروجها ، أو تكلمها على حذف الجار . { وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلّ أُمَّةٍ فَوْجاً } يعني يوم القيامة . { مّمَّن يُكَذّبُ بِـئَايَـٰتِنَا } بيان للفوج أي فوجاً مكذبين ، و { مِنْ } الأولى للتبعيض لأن أمة كل نبي وأهل كل قرن شامل للمصدقين والمكذبين . { فَهُمْ يُوزَعُونَ } يحبس أولهم على آخرهم ليتلاحقوا ، وهو عبارة عن كثرة عددهم وتباعد أطرافهم . { حَتَّىٰ إِذَا جَاءوا } إلى المحشر . { قَالَ أَكَذَّبْتُم بِـئَايَـٰتِي وَلَمْ تُحِيطُواْ بِهَا عِلْماً } الواو للحال أي أكذبتم بها بادىء الرأي غير ناظرين فيها نظراً يحيط علمكم بكنهها وأنها حقيقة بالتصديق أو التكذيب ، أو للعطف أي أجمعتم بين التكذيب بها وعدم إلقاء الأذهان لتحققها . { أَمَّا ذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } أم أي شيء كنتم تعملونه بعد ذلك ، وهو للتبكيت إذ لم يفعلوا غير التكذيب من الجهل فلا يقدرون أن يقولوا فعلنا غير ذلك . { وَوَقَعَ ٱلْقَوْلُ عَلَيْهِم } حل بهم العذاب الموعود وهو كبهم في النار بعد ذلك . { بِمَا ظَلَمُواْ } بسبب ظلمهم وهو التكذيب بآيات الله . { فَهُمْ لاَ يَنطِقُونَ } باعتذار لشغلهم بالعذاب . { أَلَمْ يَرَوْاْ } ليتحقق لهم التوحيد ويرشدهم إلى تجويز الحشر وبعثة الرسل ، لأن تعاقب النور والظلمة على وجه مخصوص غير متعين بذاته لا يكون إلا بقدرة قاهر ، وأن من قدر على إبدال الظلمة بالنور في مادة واحدة قدر على إبدال الموت بالحياة في مواد الأبدان ، وأن من جعل النهار ليبصروا فيه سبباً من أسباب معاشهم لعله لا يخل بما هو مناط جميع مصالحهم في معاشهم ومعادهم . { أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا جَعَلْنَا ٱلَّيْلَ لِيَسْكُنُواْ فِيهِ } بالنوم والقرار . { وَٱلنَّهَـارَ مُبْصِـراً } فإن أصله ليبصروا فيه فبولغ فيه بجعل الإِبصار حالاً من أحواله المجعول عليها بحيث لا ينفك عنها . { إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَـٰتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } لدلالتها على الأمور الثلاثة .