Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 178-178)
Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلاَ يَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنفُسِهِمْ } خطاب للرسول عليه السلام ، أو لكل من يحسب . والذين مفعول و { أَنَّمَا نُمْلِي } لهم بدل منه ، وإنما اقتصر على مفعول واحد لأن التعويل على البدل وهو ينوب عن المفعولين كقوله تعالى : { أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ } . أو المفعول الثاني على تقدير مضاف مثل : ولا تحسبن الذين كفروا أصحاب أن الإِملاء خير لأنفسهم ، أو ولا تحسبن حال الذين كفروا أن الإِملاء خير لأنفسهم ، وما مصدرية وكان حقها أن تفصل في الخط ولكنها وقعت متصلة في الإِمام فاتبع . وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم والكسائي ويعقوب بالياء على { إِنَّ ٱلَّذِينَ } فاعل وإن مع ما في حيزه مفعول وفتح سينه في جميع القرآن ابن عامر وحمزة وعاصم . والإِملاء الإِمهال وإطالة العمر . وقيل تخليتهم وشأنهم ، من أملى لفرسه إذا أرخى له الطول ليرعي كيف شاء . { إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمَاً } استئناف بما هو العلة للحكم قبلها ، وما كافة واللام لام الإِرادة . وعند المعتزلة لام العاقبة . وقرىء { إِنَّمَا } بالفتح هنا وبكسر الأولى ولا يحسبن بالياء على معنى { وَلاَ يَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } أن إملاءنا لهم لازدياد الإِثم بل للتوبة والدخول في الإِيمان ، و { إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ } اعتراض . معناه أن إملاءنا خير لهم أن انتبهوا وتداركوا فيه ما فرط منهم . { وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ } على هذا يجوز أن يكون حالاً من الواو أي ليزدادوا إثماً معداً لهم عذاب مهين .