Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 31, Ayat: 31-34)

Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱلْفُلْكَ تَجْرِى فِى ٱلْبَحْرِ بِنِعْمَةِ ٱللَّهِ } بإحسانه في تهيئة أسبابه وهو استشهاد آخر على باهر قدرته وكمال حكمه وشمول إنعامه والباء للصلة أو الحال ، وقرىء { ٱلْفُلْكِ } بالتثقيل و « بنعمات الله » بسكون العين ، وقد جوز في مثله الكسر والفتح والسكون . { لِيُرِيَكُمْ مّنْ ءايَـٰتِهِ } دلائله . { إِنَّ فِى ذٰلِكَ لآيَـٰتٍ لّكُلّ صَبَّارٍ } على المشاق فيتعب نفسه بالتفكر في الأفاق والأنفس . { شَكُورٍ } يعرف النعم ويتعرف مانحها ، أو للمؤمنين فإن الإيمان نصفان نصف صبر ونصف شكر . { وَإِذَا غَشِيَهُمْ } علاهم وغطاهم . { مَّوْجٌ كَٱلظُّلَلِ } كما يظل من جبل أو سحاب أو غيرهما ، وقرىء كالظلال جمع ظلة كقلة وقلال . د { دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدّينَ } لزوال ما ينازع الفطرة من الهوى والتقليد بما دهاهم من الخوف الشديد . { فَلَمَّا نَجَّـٰهُمْ إِلَى ٱلْبَرّ فَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ } مقيم على الطريق القصد الذي هو التوحيد ، أو متوسط في الكفر لانزجاره بعض الانزجار . { وَمَا يَجْحَدُ بِـئَايَـٰتِنَا إِلاَّ كُلُّ خَتَّارٍ } غدار فإنه نقض للعهد الفطري ، أو لما كان في البحر والختر أشد الغدر . { كَفُورٌ } للنعم . { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمْ وَٱخْشَوْاْ يَوْماً لاَّ يَجْزِى وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ } لاَ يقضي عنه ، وقرىء « لا يجزىء » من أجزأ إذا أغنى والراجع إلى الموصوف محذوف أي لا يجزى فيه . { وَلاَ مَوْلُودٌ } عطف على { وَالِدٌ } أو مبتدأ خبره . { هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئاً } وتغيير النظم للدلالة على أن المولود أولى بأن لا يجزي ، وقطع طمع من توقع من المؤمنين أن ينفع أباه الكافر في الآخرة . { إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ } بالثواب والعقاب . { حَقّ } لا يمكن خلفه . { فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا وَلاَ يَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ } الشيطان بأن يرجيكم التوبة والمغفرة فيجسركم على المعاصي . { إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ } علم وقت قيامها . لما روي أن الحرث بن عمرو أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : متى قيام الساعة ؟ وإني قد ألقيت حباتي في الأرض فمتى السماء تمطر ؟ وحمل امرأتي أذكر أم أنثى ؟ وما أعمل غداً وأين أموت ؟ فنزلت . وعنه عليه الصلاة والسلام " مفاتح الغيب خمس " وتلا هذه الآية . { وَيُنَزّلُ ٱلْغَيْثَ } في إبانه المقدر له والمحل المعين له في علمه ، وقرأ نافع وابن عامر وعاصم بالتشديد . { وَيَعْلَمُ مَا فِى ٱلأَرْحَامِ } أذكر أم أنثى أتام أم ناقص . { وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً } من خير أو شر وربما تعزم على شيء وتفعل خلافه . { وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ بِأَىّ أَرْضٍ تَمُوتُ } كما لا تدري في أي وقت تموت . روي أن ملك الموت مر على سليمان فجعل ينظر إلى رجل من جلسائه يديم النظم إليه ، فقال الرجل من هذا ؟ قال : ملك الموت فقال كأنه يريدني فمر الريح أن تحملني وتلقيني بالهند ففعل فقال الملك : كان دوام نظري إليه تعجباً منه إذ أمرت أن أقبض روحه بالهند وهو عندك » ، وإنما جعل العلم لله تعالى والدراية للعبد لأن فيها معنى الحيلة فيشعر بالفرق بين العلمين ، ويدل على أنه إن أعمل حيلة وأنفذ فيها وسعه لم يعرف ما هو الحق به من كسبه وعاقبته فكيف بغيره مما لم ينصب له دليل عليه ، وقرىء « بأية أرض » وشبه سيبويه تأنيثها بتأنيث كل في { كُلُّهُنَّ } . { إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ } يعلم الأشياء كلها . { خَبِيرٌ } يعلم بواطنها كما يعلم ظواهرها . وعنه عليه الصلاة والسلام " من قرأ سورة لقمان كان له لقمان رفيقاً يوم القيامة ، وأعطي من الحسنات عشراً عشراً بعدد من عمل بالمعروف ونهى عن المنكر " .