Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 45-54)
Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ } بإناء فيه خمر أو خمر كقوله : @ وَكَأْسٌ شُرِبَتْ عَلَى لَذَّةٍ @@ { مّن مَّعِينٍ } من شراب معين أو نهر معين أي ظاهر للعيون ، أو خارج من العيون وهو صفة للماء من عان الماء إذا نبع . وصف به خمر الجنة لأنها تجري كالماء ، أو للإِشعار بأن ما يكون لهم بمنزلة الشراب جامع لما يطلب من أنواع الأشربة لكمال اللذة ، وكذلك قوله : { بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لّلشَّـٰرِبِينَ } وهما أيضاً صفتان لكأس ، ووصفها بـ { لَذَّةٍ } إما للمبالغة أو لأنها تأنيث لذ بمعنى لذيذ كطب ووزنه فعل قال : @ وَلَذّ كَطَعْم الصَرخديّ تَرَكْتُه بِأَرْضِ العِدَا مِنْ خَشْيَةِ الحَدَثَانِ @@ { لاَ فِيهَا غَوْلٌ } غائلة كما في خمر الدنيا كالخمار من غاله يغوله إذا أفسده ومنه الغول . { وَلاَ هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ } يسكرون من نزف الشارب فهو نزيف ومنزوف إذا ذهب عقله ، أفرده بالنفي وعطفه على ما يعمه لأنه من عظم فساده كأنه جنس برأسه ، وقرأ حمزة والكسائي بكسر الزاي وتابعهما عاصم في « الواقعة » من أنزف الشارب إذا نفد عقله أو شرابه ، وأصله للنفاد يقال نزف المطعون إذا خرج دمه كله ونزحت الركية حتى نزفتها . { وَعِندَهُمْ قَـٰصِرٰتُ ٱلطَّرْفِ } قصرن أبصارهن على أزواجهن . { عِينٌ } نجل العيون جمع عيناء . { كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ } شبههن ببيض النعام المصون عن الغبار ونحوه في الصفاء والبياض المخلوط بأدنى صفرة فإنه أحسن ألوان الأبدان . { فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَاءلُوَنَ } معطوف على { يُطَافُ عَلَيْهِمْ } أي يشربون فيتحادثون على الشراب قال : @ وَمَا بَقِيَتْ مِنَ اللَّذَّاتِ إِلا أَحَادِيثُ الكِرَامِ عَلَى المُدَامِ @@ والتعبير عنه بالماضي للتأكيد فيه فإنه ألذ تلك اللذات إلى العقل ، وتساؤلهم عن المعارف والفضائل وما جرى لهم وعليهم في الدنيا . { قَالَ قَائِلٌ مّنْهُمْ } في مكالمتهم . { إِنّي كَانَ لِي قَرِينٌ } جليس في الدنيا … { يِقُولُ أَءنَّكَ لَمِنَ ٱلْمُصَدّقِينَ } يوبخني على التصديق بالبعث ، وقرىء بتشديد الصاد من التصدق . { أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَـٰماً أَءِنَّا لَمَدِينُونَ } لمجزيون من الدين بمعنى الجزاء . { قَالَ } أي ذلك القائل . { هَلْ أَنتُمْ مُّطَّلِعُونَ } إلى أهل النار لأريكم ذلك القرين ، وقيل القائل هو الله سبحانه وتعالى أو بعض الملائكة يقول لهم : هل تحبون أن تطلعوا على أهل النار لأريكم ذلك القرين فتعلموا أين منزلتكم من منزلتهم ؟ وعن أبي عمرو « مُّطَّلِعُونَ فَأَطَّلِعَ » بالتخفيف وكسر النون وضم الألف على أنه جعل اطلاعهم سبب اطلاعه من حيث أن أدب المجالسة يمنع الاستبداد به ، أو خاطب الملائكة على وضع المتصل موضع المنفصل كقوله : @ هُـم الآمِـرُونَ الخَيْـرَ وَالفَـاعِلُـونَـهُ @@ أو شبه اسم الفاعل بالمضارع .