Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 38, Ayat: 1-5)

Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

مكية وآيها ست أو ثمان وثمانون آية بسم الله الرحمن الرحيم { ص } وقرىء بالكسر لالتقاء الساكنين ، وقيل إنه أمر من المصاداة بمعنى المعارضة ، ومنه الصدى فإنه يعارض الصوت الأول أي عارض القرآن بعملك ، وبالفتح لذلك أو لحذف حرف القسم وإيصال فعله إليه ، أو إضماره والفتح في موضع الجر فإنها غير مصروفة لأنها علم السورة وبالجر والتنوين على تأويل الكتاب . { وَٱلْقُرْءانِ ذِى الذَّكْرِ } الواو للقسم إن جعل { ص } اسماً للحرف أو مذكور للتحدي ، أو للرمز بكلام مثل صدق محمد عليه الصلاة والسلام ، أو للسورة خبر المحذوف أو لفظ الأمر ، وللعطف إن جعل مقسماً به كقولهم : الله لأفعلن بالجر والجواب محذوف دل عليه ما في { ص } من الدلالة على التحدي ، أو الأمر بالمعادلة أي إنه لمعجز أو لواجب العمل به ، أو إن محمداً صادق أو قوله : { بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } أي ما كفر به من كفر لخلل وجده فيه { بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } به . { فِى عِزَّةٍ } أي استكبار عن الحق . { وَشِقَاقٍ } خلاف لله ورسوله ولذلك كفروا به ، وعلى الأولين الإِضراب أيضاً من الجواب المقدر ولكن من حيث إشعاره بذلك والمراد بالذكر العظة أو الشرف والشهره ، أو ذكر ما يحتاج اليه في الدين من العقائد والشرائع والمواعيد ، والتنكير في { عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ } للدلالة على شدتهما ، وقرىء في « غرة » أي غفلة عما يجب عليهم النظر فيه . { كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مّن قَرْنٍ } وعيد لهم على كفرهم به استكباراً وشقاقاً . { فَنَادَوْاْ } استغاثة أو توبة أو استغفاراً . { وَّلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ } أي ليس الحين حين مناص ، ولا هي المشبهة بليس زيدت عليها تاء التأنيث للتأكيد كما زيدت على رب ، وثم خصت بلزوم الأحيان وحذف أحد المعمولين ، وقيل هي النافية للجنس أي ولا حين مناص لهم ، وقيل للفعل والنصب بإضماره أي ولا أرى حين مناص ، وقرىء بالرفع على أنه اسم لا أو مبتدأ محذوف الخبر أي ليس حين مناص حاصلاً لهم ، أو لا حين مناص كائن لهم وبالكسر كقوله : @ طَلَبُوا صُلْحَنَا وَلاَتَ أَوان فَأَجَبْنَا أَنَّ لاَتَ حِينَ بَقَاءِ @@ إما لأن لات تجر الأحيان كما أن لولا تجر الضمائر في قوله : @ لَوْلاَكَ هَذَا العَامُ لَمْ أَحْجُج @@ أو لأن أوان شبه بإذ لأنه مقطوع عن الإِضافة إذ أصله أوان صلح ، ثم حمل عليه { مَنَاصٍ } تنزيلاً لما أضيف إليه الظرف منزلته لما بينهما من الاتحاد ، إذ أصله يحن مناصهم ثم بني الحين لإضافته إلى غير متمكن { وَّلاَتَ } بالكسر كجير ، وتقف الكوفية عليها بالهاء كالأسماء والبصرية بالتاء كالأفعال . وقيل إن التاء مزيدة على حين لاتصالها به في الامام ولا يرد عليه أن خط المصحف خارج عن القياس إذ مثله لم يعهد فيه ، والأصل اعتباره إلا فيما خصه الدليل ولقوله : @ العَاطِفُونَ تَحِينَ لاَ مِنْ عَاطِف وَالُمْطعُمونَ زَمَانَ مَا مِنْ مُطْعمِ @@ والمناص المنجا من ناصه ينوصه إذا فاته . { وَعَجِبُواْ أَن جَاءَهُم مٌّنذِرٌ مّنْهُمْ } بشر مثلهم أو أمي من عدادهم . { وَقَالَ ٱلْكَـٰفِرُونَ } وضع فيه الظاهر موضع الضمير غضباً عليهم وذماً لهم ، وإشعاراً بأن كفرهم جسرهم على هذا القول . { هَـٰذَا سَـٰحِرٌ } فِيمَا يظهره معجزة . { كَذَّابٌ } فيما يقوله على الله تعالى . { أَجَعَلَ ٱلآلِهَةَ إِلَـٰهاً وٰحِداً } بأن جعل الألوهية التي كانت لهم لواحد . { إِنَّ هَـٰذَا لَشَىْءٌ عُجَابٌ } بليغ في العجب فإنه خلاف ما أطبق عليه آباؤنا ، وما نشاهده من أن الواحد لا يفي علمه وقدرته بالأشياء الكثيرة ، وقرىء مشدداً وهو أبلغ ككرام وكرام . وروي أنه لما أسلم عمر رضي الله عنه شق ذلك على قريش ، فأتوا أبا طالب وقالوا أنت شيخنا وكبيرنا ، وقد علمت ما فعل هؤلاء السفهاء وإنا جئناك لتقضي بيننا وبين ابن أخيك ، فاستحضر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : هؤلاء قومك يسألونك السواء فلا تمل كل الميل عليهم ، فقال عليه الصلاة والسلام : ماذا يسألونني ، فقالوا : ارفضنا وارفض ذكر آلهتنا وندعك وإلهك ، فقال : " أرأيتم إن أعطيتكم ما سألتم أمعطي أنتم كلمة واحدة تملكون بها العرب وتدين لكم بها العجم " ، فقالوا : نعم وعشراً ، فقال : " قولوا لا إله إلا الله " ، فقاموا وقالوا ذلك .