Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 38, Ayat: 48-60)
Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَٱذْكُرْ إِسْمَـٰعِيلَ وَٱلْيَسَعَ } هو ابن أخطوب استخلفه إلياس على بني إسرائيل ثم استنبىء ، واللام فيه كما في قوله : @ رَأَيْتُ الوَلِيدَ بْنَ اليَزِيدَ مُبَارَكاً @@ وقرأ حمزة والكسائي « ولليسع » تشبيهاً بالمنقول من ليسع من اللسع . { وَذَا ٱلْكِفْلِ } ابن عم يسع أو بشر بن أيوب . واختلف في نبوته ولقبه فقيل فر إليه مائة نبي من بني إسرائيل من القتل فآواهم وكفلهم ، وقيل كفل بعمل رجل صالح كان يصلي كل يوم مائة صلاة { وَكُلٌّ } أي وكلهم . { مّنَ ٱلأَخْيَارِ } . { هَـٰذَا } إشارة إلى ما تقدم من أمورهم . { ذُكِرٌ } شرف لهم ، أو نوع من الذكر وهو القرآن . ثم شرع في بيان ما أعد لهم ولأمثالهم فقال : { وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ } مرجع . { جَنَّـٰتِ عَدْنٍ } عطف بيان { لَحُسْنَ مَـئَابٍ } وهو من الأعلام الغالبة لقوله { جَنَّـٰتِ عَدْنٍ ٱلَّتِى وَعَدَ ٱلرَّحْمَـٰنُ عِبَادَهُ بِٱلْغَيْبِ } [ مريم : 61 ] وانتصب عنها . { مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ ٱلأَبْوَابُ } على الحال والعامل فيها ما في المتقين من معنى الفعل ، وقرئتا مرفوعتين على الابتداء والخبر أو أنهما خبران لمحذوف . { مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَـٰكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ } حالان متعاقبان أو متداخلان من الضمير في لهم لا من المتقين للفصل ، والأظهر أن يدعون استئناف لبيان حالهم فيها ومتكئين حال من ضميره ، والاقتصار على الفاكهة للإشعار بأن مطاعمهم لمحض التلذذ ، فإن التغذي للتحلل ولا تحلل ثمة . { وَعِندَهُمْ قَـٰصِرٰتُ ٱلطَّرْفِ } لا ينظرون إلى غير أزواجهن . { أَتْرَابٌ } لذات لهم فإن التحاب بين الأقران أثبت ، أو بعضهن لبعض لا عجوز فيهن ولا صبية ، واشتقاقه من التراب فإنه يمسهن في وقت واحد . { هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ ٱلْحِسَابِ } لآجاله فإن الحساب علة الوصول إلى الجزاء ، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بالياء ليوافق ما قبله . { إِنَّ هَـٰذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ } انقطاع . { هَـٰذَا } أي الأمر هذا أو هذا كما ذكر أو خذ هذا . { وَإِنَّ لِلطَّـٰغِينَ لَشَرَّ مَئَابٍ } . { جَهَنَّمَ } إعرابه ما سبق . { يَصْلَوْنَهَا } حال من جهنم . { فَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ } المهد والمفترش ، مستعار من فراش النائم والمخصوص بالذم محذوف وهو { جَهَنَّمَ } لقوله { لَهُمْ مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ } [ الأعراف : 41 ] { هَـٰذَا فَلْيَذُوقُوهُ } ، أي ليذوقوا هذا فليذوقوه ، أو العذاب هذا فليذوقوه ، ويجوز أن يكون مبتدأ وخبره : { حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ } وهو على الأولين خبر محذوف أي هو { حَمِيمٍ } ، والغساق ما يغسق من صديد أهل النار من غسقت العين إذا سال دمعها ، وقرأ حفص وحمزة والكسائي « غَسَّاق » بتشديد السين . { وَءَاخَرُ } أي مذوق أو عذاب آخر ، وقرأ البصريان « وأخرى » أي ومذوقات أو أنواع عذاب أخر . { مِن شَكْلِهِ } من مثل هذا المذوق أو العذاب في الشدة ، وتوحيد الضمير على أنه لما ذكر أو للشراب الشامل للحميم والغساق أو للغساق . وقرىء بالكسر وهو لغة . { أَزْوٰجٌ } أجناس خبر لـ { ءَاخَرُ } أو صفة له أو للثلاثة ، أو مرتفع بالجار والخبر محذوف مثل لهم . { هَـٰذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ } حكاية ما يقال للرؤساء الطاغين إذا دخلوا النار واقتحمها معهم فوج تبعهم في الضلال ، والاقتحام ركوب الشدة والدخول فيها . { لاَ مَرْحَباً بِهِمْ } دعاء من المتبوعين على أتباعهم أو صفة لـ { فَوْجٌ } ، أو حال أي مقولاً فيهم لا مرحباً أي ما أتوا بهم رحباً وسعة . { إِنَّهُمْ صَالُو ٱلنَّارِ } داخلون النار بأعمالهم مثلنا . { قَالُواْ } أي الأتباع للرؤساء . { بَلْ أَنتُمْ لاَ مَرْحَباً بِكُمْ } بل أنتم أحق بما قلتم ، أو قيل لنا لضلالكم وإضلالكم كما قالوا : { أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا } قدمتم العذاب أو الصلي لنا بإِغوائنا وإغرائنا على ما قدمتموه من العقائد الزائغة والأعمال القبيحة . { فَبِئْسَ ٱلْقَرَارُ } فبئس المقر جهنم .