Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 166-166)
Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لَّـٰكِنِ ٱللَّهُ يَشْهَدُ } استدراك عن مفهوم ما قبله فكأنه لما تعنتوا عليه بسؤال كتاب ينزل عليهم من السماء ، واحتج عليهم بقوله { إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ } قال : إنهم لا يشهدون ولكن الله يشهد ، أو أنهم أنكروه ولكن الله يثبته ويقرره . { بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ } من القرآن المعجز الدال على نبوتك . روي أنه لما نزل إنا أوحينا إليك قالوا ما نشهد لك فنزلت . { أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ } أنزله متلبساً بعلمه الخاص به ، وهو العلم بتأليفه على نظم يعجز عنه كل بليغ ، أو بحال من يستعد للنبوة ويستأهل نزول الكتاب عليه ، أو بعلمه الذي يحتاج إليه الناس في معاشهم ومعادهم ، فالجار والمجرور على الأولين حال من الفاعل وعلى الثالث حال من المفعول ، والجملة كالتفسير لما قبلها { وَٱلْمَلَٰـئِكَةُ يَشْهَدُونَ } أيضاً بنبوتك . وفيه تنبيه على أنهم يودون أن يعلموا صحة دعوى النبوة على وجه يستغني عن النظر والتأمل ، وهذا النوع من خواص الملك ولا سبيل للإنسان إلى العلم بأمثال ذلك سوى الفكر والنظر ، فلو أتى هؤلاء بالنظر الصحيح لعرفوا نبوتك وشهدوا بها كما عرفت الملائكة وشهدوا . { وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً } أي وكفى بما أقام من الحجج على صحة نبوتك عن الاستشهاد بغيره .