Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 44, Ayat: 1-8)

Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

مكية إِلا قَوْلُهُ تَعَالَى : { إِنَّا كَاشِفُواْ ٱلْعَذَابِ } الآية ، وهي سبع أو تسع وخمسون آية بسم الله الرحمن الرحيم { حَـم وَٱلْكِتَـٰبِ ٱلْمُبِينِ } القرآن والواو للعطف إن كان { حـم } مقسماً به وإلا فللقسم والجواب قوله : { إِنَّا أَنزَلْنَـٰهُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَـٰرَكَةٍ } ليلة القدر ، أو البراءة ابتدىء فيها إنزاله ، أو أنزل فيها جملة إلى سماء الدنيا من اللوح المحفوظ ، ثم أنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم نجوماً وبركتها لذلك ، فإن نزول القرآن سبب للمنافع الدينية والدنيوية ، أو لما فيها من نزول الملائكة والرحمة وإجابة الدعوة وقسم النعمة وفصل الأقضية . { إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ } استئناف يبين المقتضى للإنزال وكذلك قوله : { فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ } فَإِن كونها مفرق الأمور المحكمة أو الملتبسة بالحكمة يستدعي أن ينزل فيها القرآن الذي هو من عظائمها ، ويجوز أن يكون صفة { لَيْلَةٍ مُّبَـٰرَكَةٍ } وما بينهما اعتراض ، وهو يدل على أن الليلة ليلة القدر لأنه صفتها لقوله : { تَنَزَّلُ ٱلْمَلَـٰئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبّهِم مّن كُلّ أَمْرٍ } وقرىء « يُفْرَقُ » بالتشديد و { يُفْرَقُ } كل أي يفرقه الله ، و « نفرق » بالنون . { أَمْراً مّنْ عِنْدِنَا } أي أعني بهذا الأمر أمراً حاصلاً من عندنا على مقتضى حكمتنا ، وهو مزيد تفخيم للأمر ويجوز أن يكون حالاً من كل أوامر ، أو ضميره المستكن في { حَكِيمٌ } لأنه موصوف ، وأن يكون المراد به مقابل النهي وقع مصدراً لـ { يُفْرَقُ } أو لفعله مضمراً من حيث أن الفرق به ، أو حالاً من أحد ضميري { أَنزَلْنَـٰهُ } بمعنى آمرين أو مأموراً . { إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ } . { رَحْمَةً مّن رَّبّكَ } بدل من { إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ } أي أنزلنا القرآن لأن من عادتنا إرسال الرسل بالكتب إلى العباد لأجل الرحمة عليهم ، وضع الرب موضع الضمير للإِشعار بأن الربوبية اقتضت ذلك ، فإنه أعظم أنواع التربية أو علة لـ { يُفْرَقُ } أو { أمْراً } ، و { رَحْمَةً } مفعول به أي يفصل فيها كل أمر أو تصدر الأوامر { مّنْ عِنْدِنَا } لأن من شأننا أن نرسل رحمتنا ، فإن فصل كل أمر من قسمة الأرزاق وغيرها وصدور الأوامر الإِلهية من باب الرحمة ، وقرىء { رَحْمَةً } على تلك رحمة . { إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } يسمع أقوال العباد ويعلم أحوالهم ، وهو بما بعده تحقيق لربوبيته فإنها لا تحق إلا لمن هذه صفاته . { رَبِّ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا } خبر آخر أو استئناف . وقرأ الكوفيون بالجر بدلاً { مِن رَبّكَ } . { إِن كُنتُمْ مُّوقِنِينَ } أي إن كنتم من أهل الإيقان في العلوم ، أو كنتم موقنين في إقراركم إذا سئلتم من خلقها ؟ فقلتم الله ، علمتم أن الأمر كما قلنا ، أو إن كنتم مريدين اليقين فاعلموا ذلك . { لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } إذ لا خالق سواه . { يُحْيِي وَيُميتُ } كما تشاهدون . { رَبُّكُمْ وَرَبُّ ءَابَائِكُمُ ٱلأَوَّلِينَ } وقرئا بالجر بدلاً { مِن رَبّكَ } .