Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 47, Ayat: 23-30)

Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أُوْلَـٰئِكَ } إشارة إلى المذكورين . { ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ } لإِفسادهم وقطعهم الأرحام . { فَأَصَمَّهُمْ } عن استماع الحق . { وَأَعْمَىٰ أَبْصَـٰرَهُمْ } فلا يهتدون سبيله . { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْءانَ } يتصفحونه وما فيه من المواعظ والزواجر حتى لا يجسروا على المعاصي . { أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } لا يصل إليها ذكر ولا ينكشف لها أمر ، وقيل { أَمْ } منقطعة ومعنى الهمزة فيها التقرير ، وتنكير القلوب لأن المراد قلوب بعض منهم أو للإِشعار بأنها لإِبهام أمرها في القساوة ، أو لفرط جهالتها ونكرها كأنها مبهمة منكورة وإضافة الأقفال إليها للدلالة على أقفال مناسبة لها مختصة بها لا تجانس الأقفال المعهودة . وقرىء « إقفالها » على المصدر . { إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱرْتَدُّواْ عَلَىٰ أَدْبَـٰرِهِمْ } أي ما كانوا عليه من الكفر . { مّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلْهُدَى } بالدلائل الواضحة والمعجزات الظاهرة . { ٱلشَّيْطَـٰنُ سَوَّلَ لَهُمْ } سهل لهم اقتراف الكبائر من السول وهو الاسترخاء . وقيل حملهم على الشهوات من السول وهو التمني ، وفيه أن السول مهموز قلبت همزته واواً لضم ما قبلها ولا كذلك التسويل ، ويمكن رده بقولهم هما يتساولان وقرىء « سَوَّلَ » على تقدير مضاف أي كيد الشيطان { سَوَّلَ لَهُمْ } . { وَأَمْلَىٰ لَهُمْ } ومد لهم في الآمال والأماني ، أو أمهلهم الله تعالى ولم يعاجلهم بالعقوبة لقراءة يعقوب « وَأمْلِي لَهُمْ » ، أي وأنا أملي لهم فتكون الواو للحال أو الاستئناف ، وقرأ أبو عمرو « وَأمْلِي لَهُمْ » على البناء للمفعول وهو ضمير { ٱلشَّيْطَـٰنِ } أو { لَهُمْ } . { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لِلَّذِينَ كَرِهُواْ مَا نَزَّلَ ٱللَّهُ } أي قال اليهود للذين كفروا بالنبي عليه الصلاة والسلام بعدما تبين لهم نعته للمنافقين ، أو المنافقون لهم أو أحد الفريقين للمشركين . { سَنُطِيعُكُمْ فِى بَعْضِ ٱلأَمْرِ } في بعض أموركم أو في بعض ما تأمرون به كالقعود عن الجهاد والموافقة في الخروج معهم إن أخرجوا ، والتظافر على الرسول صلى الله عليه وسلم . { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ أَسْرَارَهُمْ } ومنها قولهم هذا الذي أفشاه الله عليهم ، وقرأ حمزة والكسائي وحفص « إِسْرَارَهُمْ » على المصدر . { فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ ٱلْمَلَـٰئِكَةُ } فكيف يعملون ويحتالون حينئذ ، وقرىء « توفاهم » وهو يحتمل الماضي والمضارع المحذوف إحدى تاءيه . { يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَـٰرَهُمْ } تصوير لتوفيهم بما يخافون منه ويجبنون عن القتال له . { ذٰلِكَ } إشارة إلى التوفي الموصوف . { بِأَنَّهُمُ ٱتَّبَعُواْ مَا أَسْخَطَ ٱللَّهَ } من الكفر ككتمان نعت الرسول عليه الصلاة والسلام وعصيان الأمر . { وَكَرِهُواْ رِضْوَانَهُ } ما يرضاه من الإِيمان والجهاد وغيرهما من الطاعات . { فَأَحْبَطَ أَعْمَـٰلَهُمْ } لذلك . { أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ أَن يُخْرِجَ ٱللَّهُ } أن لن يبرز الله لرسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين . { أَضْغَـٰنَهُمْ } أَحقادهم . { وَلَوْ نَشَاءُ لأَرَيْنَـٰكَهُمْ } لعرفناكهم بدلائل تعرفهم بأعيانهم . { فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَـٰهُمْ } بعلاماتهم التي نسمهم بها ، واللام لام الجواب كررت في المعطوف . { وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِى لَحْنِ ٱلْقَوْلِ } جواب قسم محذوف و { لَحْنِ ٱلْقَوْلِ } أسلوبه ، أو إمالته إلى جهة تعريض وتورية ، ومنه قيل للمخطىء لاحن لأنه يعدل بالكلام عن الصواب . { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَـٰلَكُمْ } فيجازيكم على حساب قصدكم إذ الأعمال بالنيات .