Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 47, Ayat: 31-38)
Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلَنَبْلُوَنَّكُم } بالأمر بالجهاد وسائر التكاليف الشاقة . { حَتَّىٰ نَعْلَمَ ٱلْمُجَـٰهِدِينَ مِنكُمْ وَٱلصَّـٰبِرِينَ } على مشاقه . { وَنَبْلُوَ أَخْبَـٰرَكُمْ } ما يخبر به عن أعمالكم فيظهر حسنها وقبحها ، أو أخبارهم عن إيمانهم وموالاتهم المؤمنين في صدقها وكذبها . وقرأ أبو بكر الأفعال الثلاثة بالياء لتوافق ما قبلها ، وعن يعقوب « وَنَبْلُوَ » بسكون الواو على تقدير ونحن نبلو . { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَشَاقُّواْ ٱلرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلْهُدَىٰ } هم قريظة والنضير أو المطعمون يوم بدر . { لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيْئاً } بكفرهم وصدهم ، أو لن يضروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمشاقته وحذف المضاف لتعظيمه وتفظيع مشاقته . { وَسَيُحْبِطُ أَعْمَـٰلَهُمْ } ثواب حسنات أعمالهم بذلك ، أو مكايدهم التي نصبوها في مشاقته فلا يصلون بها إلى مقاصدهم ولا تثمر لهم إلا القتل والجلاء عن أوطانهم . { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَلاَ تُبْطِلُواْ أَعْمَـٰلَكُمْ } بما أبطل به هؤلاء كالكفر والنفاق والعجب والرياء والمن والأذى ونحوها ، وليس فيه دليل على إحباط الطاعات بالكبائر . { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ثُمَّ مَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَهُمْ } عام في كل من مات على كفره وإن صح نزوله في أصحاب القليب ، ويدل بمفهومه على أنه قد يغفر لمن لم يمت على كفره سائر ذنوبه . { فَلاَ تَهِنُواْ } فلا تضعفوا . { وَتَدْعُواْ إِلَى ٱلسَّلْمِ } ولا تدعوا إلى الصلح خوراً وتذللاً ، ويجوز نصبه بإضمار إن وقرىء « ولا تدعوا » من ادعى بمعنى دعا ، وقرى أبو بكر وحمزة بكسر السين . { وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ } الأغلبون . { وَٱللَّهُ مَعَكُمْ } ناصركم . { وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَـٰلَكُمْ } ولن يضيع أعمالكم ، من وترت الرجل إذا قتلت متعلقاً به من قريب أو حميم فأفردته منه من الوتر ، شبه به تعطيل ثواب العمل وإفراده منه . { إِنَّمَا ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ } لإثبات لها . { وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ } ثواب إيمانكم وتقواكم . { وَلاَ يَسْـئَلْكُمْ أَمْوٰلَكُمْ } جميع أموالكم بل يقتصر على جزء يسير كربع العشر والعشر . { إِنْ يَسْـئَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ } فيجهدكم بطلب الكل والإِحفاء والإِلحاف المبالغة وبلوغ الغاية يقال : أحفى شاربه إذ استأصله . { تَبْخَلُواْ } فلا تعطوا . { وَيُخْرِجْ أَضْغَـٰنَكُمْ } ويضغنكم على رسول الله صلى الله عليه وسلم والضمير في يخرج لله تعالى ، ويؤيده القراءة بالنون أو البخل لأنه سبب الإِضغان ، وقرىء « وتخرج » بالتاء والياء ورفع { أَضْغَـٰنَكُمْ } . { هَا أَنتُمْ هَـٰؤُلاء } أي أنتم يا مخاطبون هؤلاء الموصوفون وقوله : { تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُواْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ } استئناف مقرر لذلك ، أو صلة لـ { هَـؤُلاء } على أنه بمعنى الذين وهو يعم نفقة الغزو والزكاة وغيرهما . { فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ } ناس يبخلون وهو كالدليل على الآية المتقدمة . { وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ } فإن نفع الإنفاق وضر البخل عائدان إليه ، والبخل يعدى بعن وعلى لتضمنه معنى الإِمساك والتعدي فإنه إمساك عن مستحق . { وَٱللَّهُ ٱلْغَنِىُّ وَأَنتُمُ ٱلْفُقَرَاء } فما يأمركم به فهو لاحتياجكم إليه فإن امتثلتم فلكم وإن توليتم فعليكم . { وَإِن تَتَوَلَّوْاْ } عطف على { إِن تُؤْمِنُواْ } . { يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ } يقم مقامكم قوماً آخرين . { ثُمَّ لاَ يَكُونُواْ أَمْثَـٰلَكُم } في التولي والزهد في الإِيمان ، وهم الفرس " لأنه سئل عليه الصلاة والسلام عنه وكان سلمان إلى جنبه فضرب فخذه وقال : « هذا وقومه » " أو الأنصار أو اليمن أو الملائكة . عن النبي صلى الله عليه وسلم " من قرأ سورة محمد كان حقاً على الله أن يسقيه من أنهار الجنة " .