Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 50, Ayat: 1-13)
Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
مكية وهي خمس وأربعون آية بسم الله الرحمن الرحيم { ق وَٱلْقُرْءانِ ٱلْمَجِيدِ } الكلام فيه كما مر في { ص وَٱلْقُرْءانِ ذِى ٱلذّكْرِ } [ ص : 1 ] و { ٱلْمَجِيدِ } ذو المجد والشرف على سائر الكتب ، أو لأنه كلام المجيد ، أو لأن من علم معانيه وامتثل أحكامه مجد . { بَلْ عَجِبُواْ أَن جَاءهُمْ مُّنذِرٌ مّنْهُمْ } إنكار لتعجبهم مما ليس بعجب ، وهو أن ينذرهم أحد من جنسهم أو من أبناء جلدتهم . { فَقَالَ ٱلْكَـٰفِرُونَ هَـٰذَا شَىْء عَجِيبٌ } حكاية لتعجبهم ، وهذا إشارة إلى اختيار الله محمداً صلى الله عليه وسلم للرسالة ، وإضمار ذكرهم ثم إظهاره للاشعار بتعنتهم بهذا المقال ، ثم التسجيل على كفرهم بذلك أو عطف لتعجبهم من البعث على تعجبهم من البعثة ، والمبالغة فيه بوضع الظاهر موضع ضميرهم وحكاية تعجبهم مبهماً إن كانت الإِشارة إلى منهم يفسره ما بعده ، أو مجملاً إن أهون مما يشاهدون من صنعه . { أَءذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً } أي أنرجع إذا متنا وصرنا تراباً ، ويدل على المحذوف قوله : { ذَلِكَ رَجْعُ بَعِيدٌ } أي بعيد عن الوهم أو العادة أو الإِمكان . وقيل الرجع بمعنى المرجوع . { قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ ٱلأَرْضَ مِنْهُمْ } ما تأكل من أجساد موتاهم ، وهو رد لاستبعادهم بإزاحة ما هو الأصل فيه ، وقيل إنه جواب القسم واللام محذوف لطول الكلام . { وَعِندَنَا كِتَـٰبٌ حَفِيظٌ } حافظ لتفاصيل الأشياء كلها ، أو محفوظ عن التغيير ، والمراد إما تمثيل علمه بتفاصيل الأشياء بعلم من عنده كتاب محفوظ يطالعه ، أو تأكيد لعلمه بها بثبوتها في اللوح المحفوظ عنده . { بَلْ كَذَّبُواْ بِٱلْحَقّ } يعني النبوة الثابتة بالمعجزات ، أو النبي صلى الله عليه وسلم ، أو القرآن . { لَمَّا جَاءهُمْ فَهُمْ } وقرىء « لَّمّاً » بالكسر . { فِى أَمْرٍ مَّرِيجٍ } مضطرب من مرج الخاتم في أصبعه إذا خرج ، وذلك قولهم تارة أنه { شَاعِرٌ } وتارة أنه { سَـٰحِرٌ } وتارة أنه كاهن . { أَفَلَمْ يَنظُرُواْ } حين كفروا بالبعث . { إِلَى ٱلسَّمَاء فَوْقَهُمْ } إلى آثار قدرة الله تعالى في خلق العالم . { كَيْفَ بَنَيْنَـٰهَا } رفعناها بلا عمد . { وَزَيَّنَّـٰهَا } بالكواكب . { وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ } فتوق بأن خلقها ملساء متلاصقة الطباق . { وَٱلأَرْضَ مَدَدْنَـٰهَا } بسطناها . { وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِىَ } جبالاً ثوابت . { وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلّ زَوْجٍ } أي من كل صنف . { بَهِيجٍ } حسن . { تَبْصِرَةً وَذِكْرَىٰ لِكُلّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ } راجع إلى ربه متفكر في بدائع صنعه ، وهما علتان للأفعال المذكورة معنى وإن انتصبنا عن الفعل الأخير . { وَنَزَّلْنَا مِنَ ٱلسَّمَاء مَاء مُّبَـٰرَكاً } كثير المنافع { فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّـٰتٍ } أشجاراً وأثماراً . { وَحَبَّ ٱلْحَصِيدِ } وحب الزرع الذي من شأنه أن يحصد كالبر والشعير . { وَٱلنَّخْلَ بَـٰسِقَـٰتٍ } طوالاً أو حوامل من أبسقت الشاة إذا حملت فيكون من أفعل فهو فاعل ، وإفرادها بالذكر لفرط ارتفاعها وكثرة منافعها . وقرىء لأجل القاف . { لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ } منضود بعضه فوق بعض ، والمراد تراكم الطلع أو كثرة ما فيه من الثمر . { رّزْقاً لّلْعِبَادِ } علة لـ { أَنبَتْنَا } أو مصدر ، فإن الإِنبات رزق . { وَأَحْيَيْنَا بِهِ } بذلك الماء . { بَلْدَةً مَّيْتاً } أرضاً جدبة لا نماء فيها . { كَذٰلِكَ ٱلْخُرُوجُ } كما حييت هذه البلدة يكون خروجكم أحياء بعد موتكم . { كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَـٰبُ ٱلرَّسّ وَثَمُودُ وَعَادٌ وفِرْعَوْنُ } أراد بفرعون إياه وقومه ليلائم ما قبله وما بعده . { وَإِخْوٰنُ لُوطٍ } أخدانه لأنهم كانوا أصهاره .