Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 50, Ayat: 31-40)
Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَأُزْلِفَتِ ٱلْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ } قربت لهم . { غَيْرَ بَعِيدٍ } مكاناً غير بعيد ، ويجوز أن يكون حالاً وتذكيره لأنه صفة محذوف ، أو شيئاً غير بعيد أو على زنة المصدر أو لأن الجنة بمعنى البستان . { هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ } على إضمار القول والإِشارة إلى الثواب أو مصدر { أُزْلِفَتْ } . وقرأ ابن كثير بالياء . { لِكُلّ أَوَّابٍ } رجاع إلى الله تعالى ، بدل من « المتقين » بإعادة الجار . { حَفِيظٌ } حافظ لحدوده . { مَّنْ خَشِىَ ٱلرَّحْمَـٰنَ بِٱلْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ } بعد بدل أو بدل من موصوف { أَوَّابٌ } ، ولا يجوز أن يكون في حكمه لأن { مِنْ } لا يوصف به أو مبتدأ خبره . { ٱدْخُلُوهَا } على تأويل يقال لهم { ٱدْخُلُوهَا } ، فإن من بمعنى الجمع وبالغيب حال من الفاعل أو المفعول ، أو صفة لمصدر أي خشية ملتبسة بالغيب حيث خشي عقابه وهو غائب ، أو العقاب بعد غيب أو هو غائب عن الأعين لا يراه أحد . وتخصيص { ٱلرَّحْمَـٰنُ } للإِشعار بأنهم يرجون رحمته ويخافون عذابه ، أو بأنهم يخشون مع علمهم بسعة رحمته ، ووصف القلب بالإِنابة إذ الاعتبار برجوعه إلى الله . { بِسَلامٍ } سالمين من العذاب وزوال النقم ، أو مسلماً عليكم من الله وملائكته . { ذَلِكَ يَوْمُ ٱلُخُلُودِ } يوم تقدير الخلود كقوله تعالى : { فَٱدْخُلُوهَا خَـٰلِدِينَ } [ الزمر : 73 ] { لَهُمْ مَّا يَشَآءونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ } وهو ما لا يخطر ببالهم مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر . { وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ } قبل قومك . { مّن قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشاً } قوة كعاد وثمود وفرعون . { فَنَقَّبُواْ فِى ٱلْبِلَـٰدِ } فخرقوا في البلاد وتصرفوا فيها ، أو جالوا في الأرض كل مجال حذر الموت ، فالفاء على الأول للتسبب وعلى الثاني لمجرد التعقيب ، وأصل التنقيب التنقير عن الشيء والبحث عنه . { هَلْ مِن مَّحِيصٍ } أي لهم من الله أو من الموت . وقيل الضمير في { نَقَّبُوا } لأهل مكة أي ساروا في أسفارهم في بلاد القرون فهل رأوا لهم محيصاً حتى يتوقعوا مثله لأنفسهم ، ويؤيده أنه قرىء « فَنَقَّبُواْ » على الأمر ، وقرىء « فَنَقَّبُواْ » بالكسر من النقب وهو أن ينتقب خف البعير أي أكثروا السير حتى نقبت أقدامهم أو أخفاف مراكبهم . { إِنَّ فِى ذَلِكَ } فيما ذكر في هذه السورة . { لِذِكْرِى } لتذكرة . { لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ } أي قلب واع يتفكر في حقائقه . { أَوْ أَلْقَى ٱلسَّمْعَ } أي أصغى لاستماعه . { وَهُوَ شَهِيدٌ } حاضر بذهنه ليفهم معانيه ، أو شاهد بصدقه فيتعظ بظواهره وينزجر بزواجره ، وفي تنكير الـ { قَلْبٌ } وإبهامه تفخيم وإشعار بأن كل قلب لا يتفكر ولا يتدبر كلا قلب . { وَلَقَدْ خَلَقْنَا * ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ } مر تفسيره مراراً . { وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ } من تعب وإعياء ، وهو رد لما زعمت اليهود من أنه تعالى بدأ خلق العالم يوم الأحد وفرغ منه يوم الجمعة واستراح يوم السبت واستلقى على العرش . { فَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ } ما يقول المشركون من إنكارهم البعث ، فإن من قدر على خلق العالم بلا عياء قدر على بعثهم والانتقام منهم ، أو ما يقول اليهود من الكفر والتشبيه . { وَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ } ونزهه عن العجز عما يمكن والوصف بما يوجب التشبيه حامداً له على ما أنعم عليك من إصابة الحق وغيرها . { قَبْلَ طُلُوعِ ٱلشَّمْسِ وَقَبْلَ ٱلْغُرُوبِ } يعني الفجر والعصر وقد عرفت فضيلة الوقتين . { وَمِنَ ٱلَّيْلِ فَسَبّحْهُ } أي وسبحه بعض الليل . { وَأَدْبَـٰرَ ٱلسُّجُودِ } وأعقاب الصلوات جمع دبر من أدبر ، وقرأ الحجازيان وحمزة وخلف بالكسر من أدبرت الصلاة إذا انقضت . وقيل المراد بالتسبيح الصلاة ، فالصلاة قبل طلوع الصبح وقبل الغروب : الظهر ، والعصر . ومن الليل : العشاءان ، والتهجد وأدبار السجود النوافل بعد المكتوبات . وقيل الوتر بعد العشاء .