Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 56, Ayat: 1-10)

Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

مكية وآيها ست وتسعون آية بسم الله الرحمن الرحيم { إِذَا وَقَعَتِ ٱلْوَاقِعَةُ } إذا حدثت القيامة ، سماها واقعة لتحقق وقوعها وانتصاب { إِذَا } بمحذوف مثل اذكر أو كان كيت وكيت . { لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ } أي لا يكون حين تقع نفس تكذب على الله تعالى ، أو تكذب في نفيها كما تكذب الآن ، واللام مثلها في قوله تعالى : { قَدَّمْتُ لِحَيَاتِى } [ الفجر : 24 ] أو ليس لأحد في وقعتها كاذبة فإنه من أخبر عنها صدق ، أو ليس لها حينئذ نفس تحدث صاحبها بإطاقة شدتها واحتمالها وتغريه عليها من قولهم : كذبت فلاناً نفسه في الخطب العظيم ، إذا شجعته عليه وسولت له أنه يطيقه . { خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ } تخفض قوماً وترفع آخرين ، وهو تقرير لعظمتها فإن الوقائع العظام كذلك ، أو بيان لما يكون حينئذ من خفض أعداء الله ورفع أوليائه ، أو إزالة الأجرام عن مقارها بنثر الكواكب وتسيير الجبال في الجو ، وقرئتا بالنصب على الحال . { إِذَا رُجَّتِ ٱلأَرْضُ رَجّاً } حركت تحريكاً شديداً بحيث ينهدم ما فوقها من بناء وجبل ، والظرف متعلق بـ { خَافِضَةٌ } أو بدل من { إِذَا وَقَعَتِ } . { وَبُسَّتِ ٱلْجِبَالُ بَسّاً } أي فتتت حتى صارت كالسويق الملتوت من بس السويق إذا لته ، أو سيقت وسيرت من بس الغنم إذا ساقها . { فَكَانَتْ هَبَاء } غباراً . { مُّنبَثّاً } منتشراً . { وَكُنتُمْ أَزْوَاجاً } أصنافاً . { ثَلَـٰثَةً } وكل صنف يكون أو يذكر مع صنف آخر زوج . { فَأَصْحَـٰبُ ٱلْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَـٰبُ ٱلْمَيْمَنَةِ وَأَصْحَـٰبُ ٱلْمَشْـئَمَةِ مَا أَصْحَـٰبُ ٱلْمَشْـئَمَةِ } فأصحاب المنزلة السنية وأصحاب المنزلة الدنيئة من تيمنهم بالميامن وتشاؤمهم بالشمائل ، أو { أصحاب ٱلْمَيْمَنَةِ } و { وَأَصْحَـٰبُ ٱلْمَشْـئَمَةِ } الذين يؤتون صحائفهم بأيمانهم والذين يأتونها بشمائلهم ، أو أصحاب اليمن والشؤم فإن السعداء ميامين على أنفسهم بطاعتهم والأشقياء مشائيم عليها بمعصيتهم . والجملتان الاستفهاميتان خبران لما قبلهما بإقامة الظاهر مقام الضمير ومعناهما التعجب من حال الفريقين .