Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 64, Ayat: 1-9)

Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

مختلف فيها وآيها ثماني عشرة آية بسم الله الرحمن الرحيم { يُسَبّحُ لِلَّهِ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } بدلالتها على كماله واستغنائه . { لَهُ ٱلْمُلْكُ وَلَهُ ٱلْحَمْدُ } قدم الظرفين للدلالة على اختصاص الأمرين به من حيث الحقيقة . { وَهُوَ عَلَىٰ كُلّ شَىْءٍ قَدِيرٌ } لأن نسبة ذاته المقتضية للقدرة إلى الكل على سواء ثم شرع فيما ادعاه فقال : { هُوَ ٱلَّذِى خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ } مقدر كفره موجه إليه ما يحمله عليه . { وَمِنكُمْ مُّؤْمِنٌ } مقدر إيمانه موفق لما يدعوه إليه . { وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } فيعاملكم بما يناسب أعمالكم . { خَلقَ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ } بالحكمة البالغة . { وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ } فصوركم من جملة ما خلق فيهما بأحسن صورة ، حيث زينكم بصفوة أوصاف الكائنات ، وخصكم بخلاصة خصائص المبدعات ، وجعلكم أنموذج جميع المخلوقات . { وَإِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ } فأحسنوا سرائركم حتى لا يمسخ بالعذاب ظواهركم . { يَعْلَمُ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَٱللَّهُ عَلِيمُ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } فلا يخفى عليه ما يصح أن يعلم كلياً كان أو جزئياً ، لأن نسبة المقتضى لعلمه إلى الكل واحدة ، وتقديم تقرير القدرة على العلم لأن دلالة المخلوقات على قدرته أولاً وبالذات وعلى علمه بما فيها من الإتقان والاختصاص ببعض الأنحاء . { أَلَمْ يَأْتِكُمْ } يا أيها الكفار . { نَبَأْ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ قَبْلُ } كقوم نوح وهود وصالح عليهم السلام . { فَذَاقُواْ وَبَالَ أَمْرِهِمْ } ضرر كفرهم في الدنيا ، وأصله الثقل ومنه الوبيل لطعام يثقل على المعدة ، والوابل المطر الثقيل القطار . { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } في الآخرة . { ذٰلِكَ } أي المذكور من الوبال والعذاب . { بِأَنَّهُ } بسبب أن الشأن . { كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيّنَـٰتِ } بالمعجزات . { فَقَالُواْ أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا } أنكروا وتعجبوا من أن يكون الرسل بشراً والبشر يطلق للواحد والجمع . { فَكَفَرُواْ } بالرسل { وَتَوَلَّواْ } عن التدبر في البينات . { وَّٱسْتَغْنَىٰ ٱللَّهُ } عن كل شيء فضلاً عن طاعتهم . { وَٱللَّهُ غَنِىٌّ } عن عبادتهم وغيرها . { حَمِيدٌ } يدل على حمده كل مخلوق . { زَعَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ أَن لَّن يُبْعَثُواْ } الزعم ادعاء العلم ولذلك يتعدى إلى مفعولين وقد قام مقامهما أن بما في حيزه . { قُلْ بَلَىٰ } أي بلى تبعثون . { وَرَبّى لَتُبْعَثُنَّ } قسم أكد به الجواب . { ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ } بالمحاسبة والمجازاة . { وَذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ } لقبول المادة وحصول القدرة التامة . { فَآمِنُوا بِالله وَرَسُولِهِ } محمد عليه الصلاة والسلام . { وَٱلنّورِ ٱلَّذِى أَنزَلْنَا } يعني القرآن فيه بإعجازه ظاهر بنفسه مظهر لغيره مما فيه شرحه وبيانه . { وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } فمجاز عليه . { يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ } ظرف { لَتُنَبَّؤُنَّ } أو مقدر باذكر ، وقرأ يعقوب « نجمعكم » . { لِيَوْمِ ٱلْجَمْعِ } لأجل ما فيه من الحساب والجزاء والجمع جمع الملائكة والثقلين . { ذَلِكَ يَوْمُ ٱلتَّغَابُنِ } يغبن فيه بعضهم بعضاً لنزول السعداء منازل الأشقياء لو كانوا سعداء وبالعكس ، مستعار من تغابن التجار واللام فيه للدلالة على أن التغابن الحقيقي هو التغابن في أمور الآخرة لعظمها ودوامها . { وَمَن يُؤْمِن بِٱللَّهِ وَيَعْمَلْ صَـٰلِحاً } أي عملاً صالحاً . { يُكَفّرْ عَنْهُ سَيّئَـٰتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّـٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَا أَبَداً } وقرأ نافع وابن عامر بالنون فيهما . { ذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } الإِشارة إلى مجموع الأمرين ، ولذلك جعله الفوز العظيم لأنه جامع للمصالح من دفع المضار وجلب المنافع .