Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 68, Ayat: 40-50)
Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ سَلْهُمْ أَيُّهُم بِذٰلِكَ زَعِيمٌ } بذلك الحكم قائم يدعيه ويصححه . { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء } يشاركونهم في هذا القول . { فَلْيَأتُواْ بِشُرَكَائِهِمْ إِن كَانُواْ صَـٰدِقِينَ } في دعواهم إذ لا أقل من التقليد ، وقد نبه سبحانه وتعالى في هذه الآيات على نفي جميع ما يمكن أن يتشبثوا به من عقل أو نقل يدل عليه الاستحقاق أو وعد أو محض تقليد ، على الترتيب تنبيهاً على مراتب النظر وتزييفاً لما لا سند له . وقيل المعنى { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء } يعني الأصنام يجعلونهم مثل المؤمنين في الآخرة كأنه لما نفى أن تكون التسوية من الله تعالى نفى بهذا أن تكون مما يشاركون الله به . { يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ } يوم يشتد الأمر ويصعب الخطب وكشف الساق مثل في ذلك ، وأصله تشمير المخدرات عن سوقهن في الهرب . قال حاتم . @ أَخو الحَرْبِ إنْ عَضَّتْ بِهِ الحَرْبُ عَضَّهَا وَإِنْ شَمَرَتْ عَنْ سَاقِهَا الحَرْبُ شَمَّرَا @@ أو يوم يكشف عن أصل الأمر وحقيقته بحيث يصير عياناً مستعار من ساق الشجر وساق الإِنسان ، وتنكيره للتهويل أو للتعظيم . وقرىء « تكشف » و « تكشف » بالتاء على بناء الفاعل أو المفعول والفعل للساعة أو الحال . { وَيُدْعَوْنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ } توبيخاً على تركهم السجود إن كان اليوم يوم القيامة ، أو يدعون إلى الصلوات لأوقاتها إن كان وقت النزع . { فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ } لذهاب وقته أو زوال القدرة عليه . { خَـٰشِعَةً أَبْصَـٰرُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ } تلحقهم ذلة . { وَقَدْ كَانُواْ يُدْعَوْنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ } في الدنيا أو زمان الصحة . { وَهُمْ سَـٰلِمُونَ } متمكنون منه مزاحو العلل فيه . { فَذَرْنِى وَمَن يُكَذّبُ بِهَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ } كله إِليَّ فإني أكفيكه . { سَنَسْتَدْرِجُهُم } سندنيهم من العذاب درجة درجة بالإِمهال وإدامة الصحة وازدياد النعمة . { مّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ } أنه استدراج وهو الإِنعام عليهم لأنهم حسبوه تفضيلاً لهم على المؤمنين . { وَأُمْلِى لَهُمْ } وأمهلهم . { إِنَّ كَيْدِى مَتِينٌ } لا يدفع بشيء ، وإنما سمي إنعامه استدراجاً بالكيد لأنه في صورته . { أَمْ تَسْـئَلُهُمْ أَجْراً } على الإِرشاد . { فَهُم مّن مَّغْرَمٍ } من غرامة . { مُّثْقَلُونَ } يحملها فيعرضون عنك . { أَمْ عِندَهُمُ ٱلْغَيْبُ } اللوح أو المغيبات . { فَهُمْ يَكْتُبُونَ } منه ما يحكمون به ويستغنون به عن علمك . { فَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبّكَ } وهو إمهالهم وتأخير نصرتك عليهم . { وَلاَ تَكُن كَصَـٰحِبِ ٱلْحُوتِ } يونس عليه الصلاة والسلام . { إِذْ نَادَىٰ } في بطن الحوت . { وَهُوَ مَكْظُومٌ } مملوء غيظاً من الضجر فتبتلي ببلائه . { لَّوْلاَ أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مّن رَّبّهِ } يعني التوفيق للتوبة وقبولها وحسن تذكير الفعل للفصل ، وقرىء « تداركته » و « تداركه » أي تتداركه على حكاية الحال الماضية بمعنى لولا كان يقال فيه تتداركه . { لَنُبِذَ بِٱلْعَرَاء } بالأرض الخالية عن الأشجار . { وَهُوَ مَذْمُومٌ } مليم مطرود عن الرحمة والكرامة . وهو حال يعتمد عليها الجواب لأنها المنفية دون النبذ . { فَٱجْتَبَـٰهُ رَبُّهُ } بأن رد الوحي إليه ، أو استنبأه إن صح أنه لم يكن نبياً قبل هذه الواقعة . { فَجَعَلَهُ مِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ } من الكاملين في الصلاح بأن عصمه من أن يفعل ما تركه أولى ، وفيه دليل على خلق الأفعال والآية نزلت حين هم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعو على ثقيف ، وقيل بأحد حين حل به ما حل فأراد أن يدعو على المنهزمين .