Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 74, Ayat: 11-19)

Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ذَرْنِى وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً } نزلت في الوليد بن المغيرة ، و { وَحِيداً } حال من الياء أي ذرني وحدي معه فإني أكفيكه ، أو من التاء أي ومن خلقته وحدي لم يشركني في خلقه أحد ، أو من العائد المحذوف أي من خلقته فريداً لا مال له ولا ولد ، أو ذم فإنه كان ملقباً به فسماه الله به تهكماً ، أو إرادة أنه وحيد ولكن في الشرارة أو عن أبيه فإنه كان زنيماً . { وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً } مبسوطاً كثيراً أو ممداً بالنماء ، وكان له الزرع والضرع والتجارة . { وَبَنِينَ شُهُوداً } حضوراً معه بمكة يتمتع بلقائهم لا يحتاجون إلى سفر لطلب المعاش استغناء بنعمته ، ولا يحتاج إلى أن يرسلهم في مصالحه لكثرة خدمه ، أو في المحافل والأندية لوجاهتهم واعتبارهم . قيل كان له عشرة بنين أو أكثر كلهم رجال ، فأسلم منهم ثلاثة خالد وعمارة وهشام . { وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيداً } وبسطت له الرياسة والجاه العريض حتى لقب ريحانة قريش والوحيد أي باستحقاقه الرياسة والتقدم . { ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ } على ما أوتيه وهو استبعاد لطمعه أما لأنه لا مزيد على ما أوتي ، أو لأنه لا يناسب ما هو عليه من كفران النعم ومعاندة المنعم ولذلك قال : { كَلاَّ إِنَّهُ كان لآيَـٰتِنَا عَنِيداً } فإنه ردع له عن الطمع وتعليل للردع على سبيل الاستئناف بمعاندة آيات المنعم المناسبة لإزالة النعمة المانعة عن الزيادة ، قيل : ما زال بعد نزول هذه الآية في نقصان ماله حتى هلك . { سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً } سأغشيه عقبة شاقة المصعد ، وهو مثل لما يلقى من الشدائد . وعنه عليه الصلاة والسلام " الصعود جبل من نار يصعد فيه سبعين خريفاً ثم يهوي فيه كذلك أبداً " { إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ } تعليل أو بيان للعناد ، والمعنى فكر فيما يخيل طعناً في القرآن وقدر في نفسه ما يقول فيه . { فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ } تعجب من تقديره استهزاء به ، أو لأنه أصاب أقصى ما يمكن أن يقال عليه من قولهم : قتله الله ما أشجعه ، أي بلغ في الشجاعة مبلغاً يحق أن يحسد ويدعو عليه حاسده بذلك . روي أنه مر بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ { حـم } « السجدة » ، فأتى قومه وقال لقد سمعت من محمد آنفاً كلاماً ما هو من كلام الإِنس والجن ، إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة ، وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق ، وإنه ليعلو ولا يعلى . فقالت قريش صبأ الوليد فقال ابن أخيه أبو جهل : أنا أكفيكموه ، فقعد إليه حزيناً وكلمه بما أحماه فناداهم فقال : تزعمون أن محمداً مجنون فهل رأيتموه يخنق ، وتقولون إنه كاهن فهل رأيتموه يتكهن ، وتزعمون أنه شاعر فهل رأيتموه يتعاطى شعراً ، فقالوا لا فقال : ما هو إلا ساحر أما رأيتموه يفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه ، ففرحوا بقوله وتفرقوا عنه متعجبين منه .