Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 75, Ayat: 9-20)
Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ بَلَىٰ } نجمعها . { قَـٰدِرِينَ عَلَىٰ أَن نُّسَوّىَ بَنَانَهُ } بجمع سلامياته وضم بعضها إلى بعض كما كانت مع صغرها ولطافتها فكيف بكبار العظام ، أو { عَلَىٰ أَن نُّسَوّىَ بَنَانَهُ } الذي هو أطرافه فكيف بغيرها ، وهو حال من فاعل الفعل المقدر بعد { بَلَىٰ } ، وقرىء بالرفع أي نحن قادرون . { بَلْ يُرِيدُ ٱلإِنسَـٰنُ } عطف على { أَيَحْسَبُ } فيجوز أن يكون استفهاماً وأن يكون إيجاباً لجواز أن يكون الإِضراب عن المستفهم وعن الاستفهام . { لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ } ليدوم على فجوره فيما يستقبله من الزمان . { يَسْـئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ ٱلْقِيَـٰمَةِ } متى يكون يوم القيامة استبعاداً له أو استهزاء . { فَإِذَا بَرِقَ ٱلْبَصَرُ } تحير فزعاً من برق فدهش بصره ، وقرأ نافع بالفتح وهو لغة ، أو من البريق بمعنى لمع من شدة شخوصه ، وقرىء « بلق » من بلق الباب إذا انفتح . { وَخَسَفَ ٱلْقَمَرُ } ذهب ضوؤه وقرىء على البناء للمفعول . { وَجُمِعَ ٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ } في ذهاب الضوء أو الطلوع من المغرب ، ولا ينافيه الخسوف فإنه مستعار للمحاق ، ولمن حمل ذلك أمارات الموت أن يفسر الخسوف بذهاب ضوء البصر والجمع باستتباع الروح الحاسة في الذهاب ، أو بوصوله إلى من كان يقتبس منه نور العقل من سكان القدس ، وتذكير الفعل لتقدمه وتغليب المعطوف . { يَقُولُ ٱلإِنسَـٰنُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ ٱلْمَفَرُّ } أي الفرار يقوله قول الآيس من وجدانه المتمني ، وقرىء بالكسر وهو المكان . { كَلاَّ } ردع عن طلب المفر . { لاَ وَزَرَ } لا ملجأ مستعار من الحبل واشتقاقه من الوزر وهو الثقل . { إِلَىٰ رَبّكَ يَوْمَئِذٍ المُسْتَقَرُّ } إليه وحده استقرار العباد ، أو إلى حكمه استقرار أمرهم ، أو إلى مشيئته موضع قرارهم يدخل من يشاء الجنة ومن يشاء النار . { يُنَبَّأُ ٱلإِنسَـٰنُ يَوْمَئِذِ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ } بما قدم من عمل عمله وبما أخر منه لم يعمله ، أو بما قدم من عمل عمله وبما أخر من سنة حسنة أو سيئة عمل بها بعده ، أو بما قدم من مال تصدق به وبما أخر فخلفه ، أو بأول عمله وآخره . { بَلِ ٱلإِنسَـٰنُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ } حجة بينة على أعمالها لأنه شاهد بها ، وصفها بالبصارة على المجاز ، أو عين بصيرة فلا يحتاج إلى الإِنباء . { وَلَوْ أَلْقَىٰ مَعَاذِيرَهُ } ولو جاء بكل ما يمكن أن يعتذر به جمع معذار وهو العذر ، أو جمع معذرة على غير قياس كالمناكير في المنكر فإن قياسه معاذر وذلك أولى وفيه نظر . { لاَ تُحَرّكْ } يا محمد ، { بِهِ } بالقرآن . { لِسَانَكَ } قبل أن يتم وحيه . { لِتَعْجَلَ بِهِ } لتأخذه على عجلة مخافة أن ينفلت منك . { إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ } في صدرك . { وَقُرْءانَهُ } وإثبات قراءته في لسانك وهو تعليل للنهي . { فَإِذَا قَرَأْنَـٰهُ } بلسان جبريل عليك . { فَٱتَّبِعْ قُرْءانَهُ } قراءته وتكرر فيه حتى يرسخ في ذهنك . { ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ } بيان ما أشكل عليك من معانيه ، وهو دليل على جواز تأخير البيان عن وقت الخطاب ، وهو اعتراض بما يؤكد التوبيخ على حب العجلة لأن العجلة إذا كانت مذمومة فيما هو أهم الأمور وأصل الدين فكيف بها في غيره ، أو بذكر ما اتفق في أثناء نزول هذه الآيات . وقيل الخطاب مع الإِنسان المذكور والمعنى أنه يؤتى كتابه فيتلجلج لسانه من سرعة قراءته خوفاً ، فيقال له لا تحرك به لسانك لتعجل به فإن علينا بمقتضى الوعد جمع ما فيه من أعمالك وقراءته ، فإذا قرأناه فاتبع قراءته بالإقرار أو التأمل فيه ، ثم إن علينا بيان أمره بالجزاء عليه . { كَلاَّ } ردع للرسول عن عادة العجلة أو للإِنسان عن الاغترار بالعاجل . { بَلْ تُحِبُّونَ ٱلْعَاجِلَةَ } .