Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 80, Ayat: 10-25)
Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ } تتشاغل ، يقال لها عنه والتهى و { تَلَهَّىٰ } ، ولعل ذكر التصدق والتلهي للإِشعار بأن العتاب على اهتمام قلبه بالغني وتلهيه عن الفقير ، ومثله لا ينبغي له ذلك . { كَلاَّ } ردع عن المعاتب عليه أو عن معاودة مثله . { إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ } . { فَمَن شَاء ذَكَرَهُ } حفظه أو اتعظ به والضميران للقرآن ، أو العتاب المذكور وتأنيث الأول لتأنيث خبره . { فَى صُحُفٍ } مثبتة فيها صفة لتذكرة ، أو خبر ثان أو خبر لمحذوف . { مُّكَرَّمَةٍ } عند الله . { مَّرْفُوعَةٍ } القدر . { مُّطَهَّرَةٍ } منزهة عن أيدي الشياطين : { بِأَيْدِى سَفَرَةٍ } كتبة من الملائكة أو الأنبياء ينتسخون الكتب من اللوح أو الوحي ، أو سفراء يسفرون بالوحي بين الله تعالى ورسله ، أو الأمة جمع سافر من السفر ، أو السفارة والتركيب للكشف يقال سفرت المرأة إذا كشفت وجهها . { كِرَامٍ } أعزاء على الله أو متعطفين على المؤمنين يكلمونهم ويستغفرون لهم . { بَرَرَةٍ } أتقياء . { قُتِلَ ٱلإِنسَـٰنُ مَا أَكْفَرَهُ } دعاه عليه بأشنع الدعوات وتعجب من إفراطه في الكفران ، وهو مع قصره يدل على سخط عظيم وذم بليغ . { مِنْ أَىّ شَىْءٍ خَلَقَهُ } بيان لما أنعم عليه خصوصاً من مبدأ حدوثه ، والاستفهام للتحقير ولذلك أجاب عنه بقوله : { مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ } فهيأه لما يصلح له من الأعضاء والأشكال ، أو { فَقَدَّرَهُ } أطواراً إلى أن تم خلقته . { ثُمَّ ٱلسَّبِيلَ يَسَّرَهُ } ثم سهل مخرجه من بطن أمه بأن فتح فوهة الرحم وألهمه أن ينتكس ، أو ذلل له سبيل الخير والشر ونصب السبيل بفعل يفسره الظاهر للمبالغة في التيسير ، وتعريفه باللام دون الإِضافة للإِشعار بأنه سبيل عام ، وفيه على المعنى الأخير إيماء بأن الدنيا طريق والمقصد غيرها ولذلك عقبه بقوله : { ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ ثُمَّ إِذَا شَاء أَنشَرَهُ } وعد الإِماتة والإِقبار في النعم لأن الإِماتة وصلة في الجملة إلى الحياة الأبدية واللذات الخالصة والأمر بالقبر تكرمة وصيانة عن السباع ، وفي { إِذَا شَاء } إشعار بأن وقت النشور غير متعين في نفسه ، وإنما هو موكول إلى مشيئته تعالى . { كَلاَّ } ردع للإِنسان بما هو عليه . { لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ } لم يقض بعد من لدن آدم إلى هذه الغاية ما أمره الله بأمره ، إذ لا يخلو أحد من تقصير ما . { فَلْيَنظُرِ ٱلإِنسَـٰنُ إِلَىٰ طَعَامِهِ } إتباع للنعم الذاتية بالنعم الخارجية . { أَنَاْ صَبَبْنَا ٱلْمَاء صَبّاً } استئناف مبين لكيفية إحداث الطعام ، وقرأ الكوفيون بالفتح على البدل منه بدل الاشتمال .