Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 80, Ayat: 1-9)

Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

مكية وآيها ثنتان وأربعون آية بسم الله الرحمن الرحيم { عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ } . { أَن جَاءهُ ٱلأَعْمَىٰ } روي : " أن ابن أم مكتوم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده صناديد قريش يدعوهم إلى الإِسلام ، فقال : يا رسول الله علمني مما علمك الله ، وكرر ذلك ولم يعلم تشاغله بالقوم ، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم قطعه لكلامه وعبس وأعرض عنه فنزلت ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرمه ويقول إذا رآه : مرحباً بمن عاتبني فيه ربي ، واستخلفه على المدينة مرتين " وقرىء « عَبَّسَ » بالتشديد للمبالغة و { أَن جَاءهُ } علة لـ { تَوَلَّىٰ } ، أو { عَبَسَ } على اختلاف المذهبين ، وقرىء « آأن » بهمزتين وبألف بينهما بمعنى ألئن جاءه الأعمى فعل ذلك ، وذكر الأعمى للإِشعار بعذره في الإِقدام على قطع كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقوم والدلالة على أنه أحق بالرأفة والرفق ، أو لزيادة الإِنكار كأنه قال : تولى لكونه أعمى كالالتفات في قوله : { وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ } أي : وأي شيء يجعلك دارياً بحاله لعله يتطهر من الآثام بما يتلقف منك . وفيه إيماء بأن إعراضه كان لتزكية غيره . { أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ ٱلذّكْرَىٰ } أو يتعظ فتنفعه موعظتك ، وقيل الضمير في { لَعَلَّهُ } للكافر أي أنك طمعت في تزكيه بالإِسلام وتذكره بالموعظة ولذلك أعرضت عن غيره ، فما يدريك أن ما طمعت فيه كائن ، وقرأ عاصم فتنفعه بالنصب جواباً للعل . { أَمَّا مَنِ ٱسْتَغْنَىٰ فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ } تتعرض له بالإِقبال عليه وأصله تتصدى ، وقرأ ابن كثير ونافع « تَصَدَّىٰ » بالإِدغام وقرىء . « تَصَدىٰ » أي تعرض وتدعى إلى التصدي . { وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّىٰ } وليس عليك بأس في أن لا يتزكى بالإسلام حتى يبعثك الحرص على إسلامه إلى الإعراض عمن أسلم { إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ ٱلْبَلَـٰغُ } [ الشورى : 48 ] { وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَىٰ } يسرع طالباً للخير . { وَهُوَ يَخْشَىٰ } الله أو أذية الكفار في إتيانك ، أو كبوة الطريق لأنه أعمى لا قائد له .