Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 82, Ayat: 7-14)

Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ٱلَّذِى خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ } صفة ثانية مقررة للربوبية مبينة للكرم منبهة على أن من قدر على ذلك أولاً قدر عليه ثانياً ، والتسوية جعل الأعضاء سليمة مسواة معدة لمنافعها ، والتعديل جعل البنية معدلة متناسبة الأعضاء ، أو معدلة بما تسعدها من القوى . وقرأ الكوفيون « فَعَدَلَكَ » بالتخفيف أي عدل بعض أعضائك ببعض حتى اعتدلت ، أو فصرفك عن خلقه غيرك وميزك بخلقة فارقت خلقة سائر الحيوان . { فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ } أي ركبك في أي صورة شاءها ، و { مَا } مزيدة وقيل شرطية ، و { رَكَّبَكَ } جوابها و الظرف صلة { عدلك } ، وإنما لم يعطف الجملة على ما قبلها لأنها بيان لعدلك . { كَلاَّ } ردع عن الاغترار بكرم الله وقوله : { بَلْ تُكَذّبُونَ بِٱلدّينِ } إضراب إلى بيان ما هو السبب الأصلي في اغترارهم ، والمراد { بِٱلدّينِ } الجزاء أو الإِسلام . { وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَـٰفِظِينَ كِرَاماً كَـٰتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ } تحقيق لما يكذبون به ورد لما يتوقعون من التسامح والإِهمال ، وتعظم الكتبة بكونهم كراماً عند الله لتعظيم الجزاء . { إِنَّ ٱلأَبْرَارَ لَفِى نَعِيمٍ وَإِنَّ ٱلْفُجَّارَ لَفِى جَحِيمٍ } بيان لما يكتبون لأجله .