Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 83, Ayat: 10-20)
Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ } بالحق أو بذلك . { ٱلَّذِينَ يُكَذّبُونَ بِيَوْمِ ٱلدّينِ } صفة مخصصة أو موضحة أو ذامة . { وَمَا يُكَذّبُ بِهِ إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ } متجاوز عن النظر غال في التقليد حتى استقصر قدرة الله تعالى وعلمه فاستحال منه الإِعادة . { أَثِيمٍ } منهمك في الشهوات المخدجة بحيث أشغلته عما وراءها وحملته على الإتقان لما عداه . { إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ءايَـٰتُنَا قَالَ أَسَـٰطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } من فرط جهله وإعراضه عن الحق فلا تنفعه شواهد النقل كما لم تنفعه دالائل العقل . { كَلاَّ } ردع عن هذا القول . { بَلْ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } رد لما قالوه وبيان لما أدى بهم إلى هذا القول ، بأن غلب عليهم حب المعاصي بالانهماك فيها حتى صار ذلك صدأ على قلوبهم فعمي عليهم معرفة الحق والباطل ، . فإن كثرة الأفعال سبب لحصول الملكات كما قال عليه الصلاة والسلام " إن العبد كلما أذنب ذنباً حصل في قلبه نكتة سوداء حتى يسود قلبه " والرين الصدأ ، وقرأ حفص { بَلْ رَانَ } بإظهار اللام . { كَلاَّ } ردع عن الكسب الرائن . { إِنَّهُمْ عَن رَّبّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ } فلا يرونه بخلاف المؤمنين ومن أنكر الرؤية جعله تمثيلاً لإِهانتهم بإهانة من يمنع عن الدخول على الملوك ، أو قدر مضافاً مثل رحمة ربهم ، أو قرب ربهم . { ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُواْ ٱلْجَحِيمِ } ليدخلون النار ويصلون بها . { ثُمَّ يُقَالُ هَـٰذَا ٱلَّذِى كُنتُمْ بِهِ تُكَذّبُونَ } تقوله لهم الزبانية . { كَلاَّ } تكرير ليعقب بوعد الأبرار كما عقب الأول بوعيد الفجار إشعاراً بأن التطفيف فجور والإيفاء بر ، أو ردع عن التكذيب . { إِنَّ كِتَـٰبَ ٱلأَبْرَارِ لَفِى عِلّيّينَ } . { وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلّيُّونَ كِتَـٰبٌ مَّرْقُومٌ } الكلام فيه ما مر في نظيره .