Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 83, Ayat: 1-9)

Tafsir: Anwār at-tanzīl wa-asrār at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

مختلف فيها وآيها ست وثلاثون آية بسم الله الرحمن الرحيم { وَيْلٌ لّلْمُطَفّفِينَ } التطفيف البخس في الكيل والوزن لأن ما يبخس طفيف أي حقير . روي أن أهل المدينة كانوا أخبث الناس كيلاً فنزلت فأحسنوه ، وفي الحديث " خمس بخمس ما نقض العهد قوم إلا سلط الله عليهم عدوهم ، وما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم الفقر ، وما ظهرت فيهم الفاحشة إلا فشا فيهم الموت ، ولا طففوا الكيل إلا منعوا النبات وأخذوا بالسنين ، ولا منعوا الزكاة إلا حبس عنهم القطر " { ٱلَّذِينَ إِذَا ٱكْتَالُواْ عَلَى ٱلنَّاسِ يَسْتَوْفُونَ } أي إذا اكتالوا من الناس حقوقهم يأخذونها وافية ، وإنما أبدل { عَلَىٰ } بمن للدلالة على أن اكتيالهم لما لهم على الناس ، أو اكتيال يتحامل فيه عليهم . { وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَّزَنُوهُمْ } أي إذا كالوا الناس أو وزنوا لهم . { يُخْسِرُونَ } فحذف الجار وأوصل الفعل كقوله : @ وَلَقَد جَنَيْتُكَ أَكمؤاً وَعَسَاقلا @@ بمعنى جنيت لك أو كالوا مكيلهم فحذف المضاف وأقيم المضاف مقامه ، ولا يحسن جعل المنفصل تأكيداً للمتصل فإنه يخرج الكلام عن مقابلة ما قبله إذ المقصود بيان اختلاف حالهم في الأخذ والدفع ، لا في المباشرة وعدمها ويستدعي إثبات الألف بعد الواو كما هو خط المصحف في نظائره . { أَلا يَظُنُّ أُوْلَـئِكَ أَنَّهُمْ مَّبْعُوثُونَ } فإن من ظن ذلك لم يتجاسر على أمثال هذه القبائح ، فكيف بمن تيقنه وفيه انكار وتعجيب من حالهم . { لِيَوْمٍ عَظِيمٍ } عظمه لعظم ما يكون فيه { يَوْمَ يَقُومُ ٱلنَّاسُ } نصب بمبعوثون أو بدل من الجار والمجرور ويؤيده القراءة بالجر { لِرَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } لحكمه . وفي هذا الانكار والتعجيب وذكر الظن ووصف اليوم بالعظم ، وقيام الناس فيه لله ، والتعبير عنه برب العالمين مبالغات في المنع عن التطفيف وتعظيم إثمه . { كَلاَّ } ردع عن التطفيف والغفلة عن البعث والحساب . { إِنَّ كِتَـٰبَ ٱلْفُجَّارِ } ما يكتب من أعمالهم أو كتابة أعمالهم . { لَفِى سِجّينٍ } كتاب جامع لأعمال الفجرة من الثقلين كما قال : { وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجّينٌ كِتَـٰبٌ مَّرْقُومٌ } أي مسطور بين الكتابة أو معلم بعلم من رآه أنه لا خير فيه ، فعيل من السجن لقب به الكتاب لأنه سبب الحبس ، أو لأنه مطروح كما قيل : تحت الأرضين في مكان وحش ، وقيل هو اسم مكان والتقدير ما كتاب السجين ، أو محل كتاب مرقوم فحذف المضاف .