Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 103-109)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ثمَّ ننجي رسلنا والذين آمنوا } هذا إخبارٌ عن ما كان الله سبحانه يفعل في الأمم الماضية من إنجاء الرُّسل والمُصدِّقين لهم عما يعذِّب به مَنْ كفر { كذلك } أَيْ : مثل هذا الإِنجاء { ننج المؤمنين } بمحمَّد صلى الله عليه وسلم من عذابي . { قل يا أيها الناس } يريد : أهل مكَّة { إن كنتم في شك من ديني } الذي جئت به { فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله } أيْ : بشكِّكم في ديني لا أعبد غير الله { ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم } يأخذ أرواحكم ، وفي هذا تهديدٌ لهم ؛ لأنَّ وفاة المشركين ميعاد عذابهم ، وقوله : { وأن أقم وجهك للدين حنيفاً } استقم بإقبالك على ما أُمرت به بوجهك . { ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرُّك } أَيْ : شيئاً ما ؛ لأنَّه لا يتحقق النَّفع والضَّرُّ إلاَّ من الله ، فكأنَّه قال : ولا تدع من دون الله شيئاً . { وإن يمسسك بضرٍّ } بمرضٍ وفقرٍ { فلا كاشف له } لا مزيل له { إلاَّ هو } ، { وإن يردك بخيرٍ } يرد بك الخير { فلا رادَّ لفضله } لا مانع لما تفضَّل به عليك من رخاءٍ ونعمةٍ { يصيب به } بكلَّ واحدٍ ممَّا ذُكر { من يشاء من عباده } . { قل يا أيها الناس } يعني : أهل مكَّة { قد جاءكم الحق } القرآن { من ربكم } وفيه البيان والشِّفاء { فمن اهتدى } من الضَّلالة { فإنما يهتدي لنفسه } يريد : مَنْ صدَّق محمَّداً عليه السَّلام فإنَّما يحتاط لنفسه { ومَنْ ضلَّ } بتكذيبه { فإنما يضلُّ عليها } إنَّما يكون وبال ضلاله على نفسه { وما أنا عليكم بوكيلٍ } بحفيظٍ من الهلاك حتى لا تهلكوا . { واتبع ما يوحى إليك واصبر حتى يحكم الله } نسخته آية السَّيف ؛ لأنَّ الله سبحانه حكم بقتل المشركين ، والجزية على أهل الكتاب .