Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 96-102)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إنَّ الذين حقت عليهم كلمة ربك } وجبت عليهم كلمة العذاب . { لا يؤمنون ولو جاءتهم كلُّ آية } وذلك أنَّهم كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتيهم بالآيات حتى يؤمنوا ، فقال الله تعالى : { لا يؤمنون ولو جاءتهم كلُّ آية حتى يروا العذاب الأليم } فلا ينفعهم حينئذٍ الإِيمان كما لم ينفع فرعون . { فلولا كانت قرية } أَيْ : فما كانت قريةٌ { آمنت فنفعها إيمانها } عند نزول العذاب { إلاَّ قوم يونس لما آمنوا } عند نزول العذاب { كشفنا عنهم عذاب الخزي } يعني : سخط الله سبحانه { ومتعناهم إلى حين } يريد : حين آجالهم ، وذلك أنَّهم لمَّا رأوا الآيات التي تدلُّ على قرب العذاب أخلصوا التَّوبة ، وترادُّوا المظالم ، وتضرَّعوا إلى الله تعالى ، فكشف عنهم العذاب . { ولو شاء ربك لآمن مَنْ في الأرض كلهم جميعاً } الآية : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصاً على أن يؤمن جميع النَّاس ، فأخبره الله سبحانه أنَّه لا يؤمن إلاَّ من سبق له من الله السَّعادة ، وهو قوله : { وما كان لنفس أن تؤمن إلاَّ بإذن الله } أَيْ : إلاَّ بما سبق لها في قضاء الله وقدره { ويجعل الرجس } العذاب { على الذين لا يعقلون } عن الله تعالى أمره ونهيه وما يدعوهم إليه . { قل } للمشركين الذين يسألونك الآيات : { انظروا ماذا } [ أي : الذي أعظم منها ] { في السموات والأرض } من الآيات والعبر التي تدلُّ على وحدانيَّة الله سبحانه ، فيعلموا أنَّ ذلك كلَّه يقتضي صانعاً لا يشبه الأشياء ، ولا تشبهه ، ثمَّ بيَّن أنَّ الآيات لا تُغني عمَّن سبق في علم الله سبحانه أنَّه لا يؤمن فقال : { وما تغني الآيات والنذر } جمع نذير { عن قومٍ لا يؤمنون } يقول : الإنذار غير نافعٍ لهؤلاء . { فهل ينتظرون } أَيْ : يجب ألا ينتظروا بعد تكذيبك { إلاَّ مثل أيام الذين خلوا من قبلهم } إلاَّ مثل وقائع الله سبحانه فيمَنْ سلف قبلهم من الكفَّار .