Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 14-21)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم } يعني : أهل مكَّة { لننظر كيف تعملون } لنختبر أعمالكم . { وإذا تتلى عليهم } على هؤلاء المشركين { آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا } لا يخافون البعث : { ائت بقرآن غير هذا } ليس فيه عيب آلهتنا { أو بدَّله } تكلَّمْ به من ذات نفسك ، فبدِّلْ منه ما نكرهه { قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفس } ما ينبغي لي أَنْ أغيِّره من قبل نفسي { إن أتبع إلاَّ ما يوحى غليَّ } ما أُخبركم إلاَّ ما أخبرني الله به ، أَي : الذي أتيتُ به من عند الله ، لا من عندي نفسي فأبدِّله . { قل لو شاء الله ما تلوته عليكم } ما قرأتُ عليكم القرآن { ولا أدراكم به } ولا أعلمكم الله به { فقد لبثت فيكم عُمراً من قبله } أقمتُ فيكم أربعين سنةً لا أُحدِّثكم شيئاً { أفلا تعقلون } أنَّه ليس من قبلي . { فمن أظلم ممن أفترى على الله كذباً } لا أحد أظلم ممَّن يظلم ظلم الكفر ، أَيْ : إني لم أفترِ على الله ، ولم أكذب عليه ، وأنتم فعلتم ذلك حيث زعمتم أنَّ معه شريكاً { إنَّه لا يفلح المجرمون } لا يسعد مَنْ كذَّب أنبياء الله . { ويعبدون من دون الله ما لا يضرُّهم } إنْ لم يعبدوه { ولا ينفعهم } إن عبدوه { ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله } في إصلاح معاشهم في الدُّنيا ؛ لأنَّهم لا يقرُّون بالبعث { قل أتنبؤون الله بما لا يعلم في السموات ولا في الأرض } أتخبرون الله أنَّ له شريكاً ، ولا يعلم الله سبحانه لنفسه شريكاً في السَّموات ولا في الأرض ، ثمَّ نزَّه نفسه عمَّا افتروه فقال : { سبحانه وتعالى عما يشركون } . { وما كان الناس إلاَّ أمة واحدة } يعني : من لدن عهد إبراهيم عليه السَّلام إلى أن غيَّر الدِّين عمرو بن لُحي { فاختلفوا } واتَّخذوا الأصنام { ولولا كلمة سبقت من ربك } بتأخير عذاب هذه الأُمَّة إلى القيامة { لقضي بينهم } بنزول العذاب . { ويقولون } يعني : أهل مكَّة : { لولا } هلاَّ { أنزل عليه آية من ربه } مثلُ العصا وما جاءت به الأنبياء { فقل إنما الغيب لله } أَيْ : إنَّ قولكم : هلاَّ أنزل عليه آيةٌ غيبٌ ، وإنَّما الغيب لله لا يعلم أحدٌ لمَ لمْ يفعل ذلك { فانتظروا } نزول الآية { إني معكم من المنتظرين } . { وإذا أذقنا الناس } كفار مكَّة { رحمة } مطراً وخَصْباً { من بعد ضرَّاء مستهم } فقرٍ وبؤسٍ { إذا لهم مكر في آياتنا } قولٌ بالتَّكذيب ، أَيْ : إذا أخصبوا بطروا ، فاحتالوا لدفع آيات الله { قل الله أسرع مكراً } أسرع نقمةً . يعني : إنَّ ما يأتيهم من العقاب أسرعُ في أهلاكهم ممَّا أتوه من المكر في إبطال آيات الله { إنَّ رسلنا } يعني : الحفظة { يكتبون ما تمكرون } للمجازاة به في الآخرة .