Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 15-18)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ من كان يريد الحياة الدنيا } أَيْ : مَنْ كان يريدها من الكفَّار ، ولا يؤمن بالبعث ولا بالثَّواب والعقاب { نوف إليهم أعمالهم } جزاء أعمالهم في الدُّنيا . يعني : إنَّ مَنْ أتى من الكافرين فِعلاً حسناً من إطعام جائعٍ ، وكسوة عارٍ ، ونصرة مظلومٍ من المسلمين عُجِّل له ثواب ذلك في دنياه بالزِّيادة في ماله { وهم فيها } في الدُّنيا { لا يُبخسون } لا يُنقصون ثواب ما يستحقُّون ، فإذا وردوا الآخرة وردوا على عاجل الحسرة ؛ إذ لا حسنة لهم هناك ، وهو قوله تعالى : { أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلاَّ النار … } الآية . { أفمن كان } يعني : النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم { على بيِّنة من ربه } بيانٍ من ربِّه ، وهو القرآن { ويتلوه شاهد } وهو جبريل عليه السَّلام { منه } من الله عزَّ وجلَّ . يريد أنَّه يتَّبعه ويؤيِّده ويشهده { ومن قبله } ومن قبل القرآن { كتاب موسى } التَّوراة يتلوه أيضاً في التَّصديق ، لأنّ موسى عليه السلام بَشّر به في التوراة ، فالتوراة تتلو النبي صلى الله عليه وسلم في التصديق ، وقوله : { إماماً ورحمة } يعني أنَّ كتاب موسى كان إماماً لقومه ورحمة ، وتقدير الآية : أفمَنْ كان بهذه الصِّفة كمَنْ ليس يشهد بهذه الصِّفة ؟ فترك ذكر المضادِّ له . { أولئك يؤمنون به } يعني : مَنْ آمن به مِنْ [ أهل ] الكتاب { ومن يكفر به من الأحزاب } أصنافِ الكفَّار { فالنار موعده فلا تك في مِرْيةٍ منه } من هذا الوعد { إنَّه الحقُّ من ربك ولكنَّ أكثر النَّاس لا يؤمنون } يعني : أهل مكَّة . { ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً } فزعم أنَّ له ولداً وشريكاً { أولئك يعرضون على ربهم } يوم القيامة { ويقول الأشهاد } وهم الأنبياء والملائكة والمؤمنون { هؤلاء الذين كَذَبوا على ربهم ألا لعنةُ اللَّهِ } إبعاده من رحمته { على الظالمين } المشركين .