Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 5-11)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ألا إنهم يثنون صدورهم } نزلت في طائفةٍ من المشركين قالوا : إذا أغلقنا أبوابنا وأرخينا ستورنا ، واستغشينا ثيابنا ، وطوينا صدورنا على عداوة محمد صلى الله عليه وسلم كيف يعلم ربُّنا ؟ فأنزل الله تعالى : { ألا إنهم يثنون صدورهم } أَيْ : يعطفونها ويطوونها على عداوة محمد صلى الله عليه وسلم { ليستخفوا منه } ليتواروا عنه ويكتموا عداوته { ألا حين يستغشون ثيابهم } يتدثَّرون بها { يعلم ما يسرون وما يعلنون } أعلم الله سبحانه أنَّ سرائرهم يعلمها كما يعلم مظهرهم { إنه عليم بذات الصدور } بما في النُّفوس من الخير والشَّرِّ . { وما من دابة } حيوانٍ يدبُّ { في الأرض إلاَّ على الله رزقها } فضلاً لا وجوباً { ويعلم مستقرها } حيث تأوي إليه { ومستودعها } حيث تموت { كلٌّ في كتاب مبين } يريد : اللَّوح المحفوظ ، والمعنى : أنَّ ذلك ثابتٌ في علم الله . { وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام } ذكرنا تفسيره في سورة الأعراف { وكان عرشه على الماء } يعني : قبل خلق السَّموات والأرض { ليبلوكم } أَيْ : خلقها لكم لكي يختبركم بالمصنوعات فيها من آياته ؛ ليعلم إحسان المحسن وإساءة المسيء ، وهو قوله تعالى : { أيكم أحسن عملاً } أَيْ : أَعملُ بطاعة الله تعالى . { ولئن قلت } للكفَّار بعد خلق الله السَّموات والأرض وبيان قدرته { إنكم مبعوثون من بعد الموت } كذَّبوا بذلك وقالوا : { إن هذا إلاَّ سحر مبين } أَيْ : باطلٌ وخداعٌ . { ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة } إلى أجلٍ وحينٍ معلومٍ { ليقولَّن ما يحبسه } ما يحبس العذاب عنا ؟ تكذيباً واستهزاء ، فقال الله سبحانه : { ألا يوم يأتيهم ليس مصروفاً عنهم } إذا أخذتهم سيوف المسلمين لم تغمد عنهم حتى يُباد الكفر ، وتعلوَ كلمة الإِخلاص { وحاق } نزل وأحاط { بهم } جزاء { ما كانوا به يستهزئون } وهو العذاب والقتل . { ولئن أذقنا الإِنسان } يعني : الوليد بن المغيرة { منَّا رحمة } رزقاً { ثمَّ نزعناها منه إنَّه ليؤسٌ } مُؤْيَسٌ قانطٌ { كَفُور } كافرٌ بالنِّعمة . يريد : إنَّه لجهله بسعة رحمة الله يستشعر القنوط واليأس عند نزول الشِّدَّة . { ولئن أذقناه نعماء … } الآية . معناه : إنَّه يبطر فينسى حال الشِّدَّة ، ويترك حمد الله على ما صرف عنه ، وهو قوله : { ليقولنَّ ذهب السيئات عني } فارقني الضُّرُّ والفقر { إنه لفرحٌ فخورٌ } يُفاخر المؤمنين بما وسَّعَ الله عليه ، ثمَّ ذكر المؤمنين فقال : { إلاَّ الذين صبروا } والمعنى : لكن الذين صبروا على الشِّدَّة والمكاره { وعملوا الصالحات } في السَّراء والضرَّاء .