Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 71-74)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وامرأته } سارة { قائمة } وراء السِّتر تتسمَّع إلى الرُّسل { فضحكت } سروراً بالأمن حيث قالوا : { إنا أُرسلنا إلى قوم لوط } ، وذلك أنَّها خافت كما خاف إبراهيم عليه السَّلام ، فقيل لها : يا أيتها الضَّاحكة ستلدين غلاماً ، فذلك قوله : { فبشرناها بإسحق ومن وراء إسحق } أَيْ : بعده { يعقوب } [ عليهما السَّلام ] . وذلك أنَّهم بشَّروها بأنَّها تعيش إلى أن ترى ولد ولدها . { قالت يا ويلتي أألد وأنا عجوز } وكانت بنت تسع وتسعين سنةً { وهذا بعلي شيخاً } وكان ابن مائة سنة [ واثنتي عشرة سنة ] { إنَّ هذا } الذي [ تذكرون ] من ولادتي على كبر سنِّي وسنِّ بعلي { لشيء عجيب } معجب . { قالوا أتعجبين من أمر الله } قضاء الله وقدره { رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت } يعني : بيت إبراهيم عليه السَّلام ، فكان من تلك البركات أنَّ الأسباط ، وجميع الأنبياء كانوا من إبراهيم وسارة ، وكان هذا دعاءً من الملائكة لهم ، وقوله : { إنّه حميدٌ } أَيْ : محمودٌ في أفعاله { مجيد } كريمٌ . { فلما ذهب عن إبراهيم الروع } الفزع { وجاءته البشرى } بالولد { يجادلنا } أَيْ : أقبل وأخذ يجادل رسلنا { في قوم لوط } وذلك أنَّهم لما قالوا لإِبراهيم عليه السَّلام : { إنَّا مهلكو أهلِ هذه القرية } قال لهم : أرأيتم إن كان فيها خمسون من المسلمين أتهلكونهم ؟ قالوا : لا . قال : فأربعون ؟ قالوا : لا ، فما زال ينقص حتى قال فواحدٌ ؟ قالوا لا ، فاحتجَّ عليهم بلوط ، و { قال : إنَّ فيها لوطاً قالوا : نحن أعلم … } الآية . فهذا معنى جداله ، وعند ذلك قالت الملائكة : { يا إبراهيم أعرض عن هذا } الجدال ، وخرجوا من عنده فأتوا قرية قوم لوطٍ .