Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 76-83)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يا إبراهيم أعرض عن هذا } الجدال ، وخرجوا من عنده فأتوا قرية قوم لوطٍ ، وذلك قوله : { ولما جاءت رسلنا لوطاً سِيءَ بهم } حزن بمجيئهم ؛ لأنَّه رآهم في أحسن صورةٍ ، فخاف عليهم قومه ، وعلم أنَّه يحتاج إلى المدافعة عنهم ، وكانوا قد أتوه في صورة الأضياف { وضاق بهم ذرعاً } أَيْ : صدراً { وقال هذا يوم عصيب } شديدٌ . ولمَّا علم قومه بمجيء قومٍ حسانِ الوجوه أضيافاً للوط قصدوا داره ، وذلك ، قوله : { وجاء قومه يهرعون إليه } أَيْ : يُسرعون إليه { ومن قبل } أَيْ : ومِنْ قبل مجيئهم إلى لوطٍ { كانوا يعملون السيئات } يعني : فعلهم المنكر { قال يا قومِ هٰؤلاء بناتي } أُزوِّجكموهنَّ فـ { هنَّ أَطْهَرُ لكم } من نكاح الرِّجال . أراد أن يقي أضيافه ببناته { فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي } لا تفضحوني فيهم ؛ لأنَّهم إذا هجموا إلى أضيافه بالمكروه لحقته الفضيحة { أليس منكم رجل رشيد } يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر . { قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق } لَسْنَ لنا بأزواجٍ فنستحقهنَّ { وإنك لتعلم ما نريد } أَيْ : إنَّا نريد الرِّجال لا النِّساء . { قال لو أنَّ لي بكم قوَّة } لو أنَّ معي جماعةً أقوى بها عليكم { أو آوي } أنضمُّ { إلى ركن شديد } عشيرةٍ تمنعني وتنصرني لَحُلْتُ بينكم وبين المعصية ، فلمَّا رأت الملائكة ذلك ، { قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك } بسوءٍ فإنَّا نحولُ بينهم وبين ذلك { فأسرِ بأهلك بقطع الليل } في ظلمة اللَّيل { ولا يلتفت منكم أحد } لا ينظر أحدٌ إلى ورائه إذا خرج من قريته { إلاَّ امرأتك } فلا تسرِ بها ، وخلِّفها مع قومها ؛ فإنَّ هواها إليهم و { إنَّه مصيبها ما أصابهم } من العذاب { إنَّ موعدهم الصبح } للعذاب ، فقال لوط : أريد أعجلَ من ذلك ، بل السَّاعةَ يا جبريل ، فقالوا له : { أليس الصبح بقريب } . { فلما جاء أمرنا } عذابنا { جعلنا عاليها سافلها } وذلك أنَّ جبريل عليه السَّلام أدخل جناحه تحتها حتى قلعها ، وصعد بها إلى السَّماء ، ثمَّ قلبها إلى الأرض { وأمطرنا عليها حجارة } قبلَ قلبها إلى الأرض { من سجيل } من طينٍ مطبوخٍ ، طُبخ حتى صار كالآجر ، فهو سنك كل بالفارسية ، فَعُرِّب ، { منضود } يتلو بعضه بعضاً . { مسوَّمة } مُعلَّمةً بعلامةٍ تُعرف بها أنَّها ليست من حجارة أهل الدُّنيا { عند ربك } في خزائنه التي لا يُتصرَّف في شيءٍ منها إلاَّ بإرادته { وما هي من الظالمين ببعيد } يعني : كفَّار قريش ، يُرهبهم بها .