Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 84-90)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وإلى مدين } ذكرنا تفسير هذه الآية في سورة الأعراف ، وقوله : { إني أراكم بخير } يعني : النِّعمة والخصب ، يقول : أيُّ حاجةٍ بكم إلى التَّطفيف مع ما أنعم الله سبحانه به عليكم من المال ورخص السِّعر { وإني أخاف عليكم عذاب يومٍ محيط } يُوعدهم بعذابٍ يُحيط بهم فلا يفلت منهم أحدٌ . { ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط } أَتِمّوهما بالعدل . { بقية الله } أَيْ : ما أبقى الله لكم بعد إيفاء الكيل والوزن { خير لكم } من البخس ، يعني : من تعجيل النَّفع به { إن كنتم مؤمنين } [ مُصدِّقين ] في نعمه . شَرَطَ الإِيمانَ لأنَّهم إنَّما يعرفون صحَّة ما يقول إذا كانوا مؤمنين { وما أنا عليكم بحفيظ } أَيْ : لم أُؤمر بقتالكم وإكراهكم على الإِيمان . { قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا } يريدون : دينُك يأمرك ، أَيْ : أفي دينك الأمر بذا ؟ { أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء } من البخس والظُّلم ، ونقص المكيال والميزان { إنك لأنت الحليم الرشيد } أيْ : السَّفيه الجاهل ، وقالوا : الحليم الرَّشيد على طريق الاستهزاء . { قال يا قوم أرأيتم } أعلمتم { إن كنت على بينة من ربي } بيانٍ وحجَّةٍ من ربي { ورزقني منه رزقاً حسناً } حلالاً ، وذلك أنَّه كان كثير المال ، وجواب " إنْ " محذوف على معنى : إنْ كنت على بيِّنةٍ من ربي ورزقني المال الحلال أتَّبع الضَّلال فأبخس وأُطفف ؟ يريد : إنَّ الله تعالى قد أغناه بالمال الحلال ، { وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه } أَيْ : لست أنهاكم عن شيءٍ وأدخل فيه ، وإنَّما أختار لكم ما أختار لنفسي { إن أريد } ما أريد { إلاَّ الإصلاح } فيما بيني وبينكم بأن تعبدوا الله وحده ، وأَنْ تفعلوا ما يفعل مَنْ يخاف الله { ما استطعت } أَيْ : بقدر طاقتي ، وطاقة الإِبلاغ والإِنذار ، ثمَّ أخبر أنَّه لا يقدر هو ولا غيره على الطَّاعة إلاَّ بتوفيق الله سبحانه ، فقال : { وما توفيقي إلاَّ بالله عليه توكلت وإليه أنيب } أرجع في المعاد . { ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي } لا يكسبنَّكم خلافي وعداوتي { أن يصيبكم } عذاب العاجلة { مثل ما أصاب قوم نوحٍ } من الغرق { أو قوم هود } من الرِّيح العقيم { أو قوم صالح } من الرَّجفة والصِّيحة { وما قوم لوط منكم ببعيد } في الزَّمان الذي بينكم وبينهم وكان إهلاكهم أقربَ الإِهلاكات التي عرفوها . { واستغفروا ربكم } اطلبوا منه المغفرة { ثمَّ توبوا إليه } توصَّلوا إليه بالتَّوبة { إنَّ ربي رحيم } بأوليائه { ودودٌ } محبٌّ لهم .