Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 21-26)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته } وهو العزيز صاحب ملك مصر : { أكرمي مثواه } أحسني إليه طول مقامه عندنا { عسى أن ينفعنا } أَيْ : يكفينا - إذا بلغ وفهم الأمور - بعض شؤوننا { أو نتخذه ولداً } وكان حصوراً لا يولد له . { وكذلك } وكما نجَّيناه من القتل والبئر { مكَّنا ليوسف في الأرض } يعني : أرض مصر حتى بلغ ما بلغ { ولنعلمه من تأويل الأحاديث } فعلنا ذلك تصديقاً لقوله { ويُعلِّمك من تأويل الأحاديث } { والله غالب على أمره } على ما أراد من قضائه ، لا يغلبه غالبٌ على أمره ، ولا يُبطل إرادته منازعٌ { ولكنَّ أكثر الناس } هم المشركون ومَنْ لا يؤمن بالقدر { لا يعلمون } أَنَّ قدرة الله غالبةٌ ، ومشيئته نافذةٌ . { ولما بلغ أشده } ثلاثين سنةً { آتيناه حكماً وعلماً } عقلاً وفهماً { وكذلك } ومثل ما وصفنا من تعليم يوسف { نجزي المحسنين } الصَّابرين على النَّوائب ، كما صبر يوسف عليه السَّلام . { وراودته التي هو في بيتها عن نفسه } يعني : امرأة العزيز طلبت منه أن يُواقعها { وغلقت الأبواب } أَيْ : أغلقتها { وقالت هيت لك } أَيْ : هلمَّ وتعال { قال معاذ الله } أعوذ بالله أن أفعل هذا { إنه ربي } إنَّ الذي اشتراني هو سيِّدي { أحسن مثواي } أنعم عليَّ بإكرامي ، فلا أخونه في حرمته { إنه لا يفلح الظالمون } لا يسعد الزُّناة . { ولقد همت به وهمَّ بها } طمعت فيه وطمع فيها { لولا أن رأى برهان ربِّه } وهو أنَّه مُثِّل له يعقوب عليه السَّلام عاضَّاً على أصابعه يقول : أتعمل عمل الفجَّار ، وأنت مكتوبٌ في الأنبياء ، فاستحيا منه ، وجواب " لولا " محذوف ، على معنى : لولا أن رأى برهان ربِّه لأمضى ما همَّ به { كذلك } أَيْ : أريناه البرهان { لنصرف عنه السوءَ } وهو خيانة صاحبه { والفحشاء } ركوب الفاحشة { إنَّه من عبادنا المخلصين } الذين أخلصوا دينهم لله سبحانه . { واستبقا الباب } وذلك أنَّ يوسف عليه السَّلام لمَّا رأى البرهان قام مُبادراً إلى الباب ، واتَّبعته المرأة تبغي التَّشبُّث به ، فلم تصل إلاَّ إلى دُبر قميصه ، فقدَّته ، ووجدا زوج المرأة عند الباب ، فحضرها في الوقت كيدٌ ، فأوهمت زوجها أنَّ الذي تسمع من العدو والمبادرة إلى الباب كان منها لا من يوسف فـ { قالت ما جزاء مَنْ أراد بأهلك سوءاً } تريد الزِّنا { إلاَّ أن يسجن } يحبس في الحبس { أو عذاب أليم } بالضَّرب ، فلمَّا قالت ذلك غضب يوسف و { قال هي راودتني عن نفسي وشهد شاهد } وحكم حاكمٌ ، وبيَّن مبيِّنٌ { من أهلها } وهو ابنُ عمِّ المرأة ، فقال { إن كان قميصه قدَّ من قبلٍ فصدقت وهو من الكاذبين } .