Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 27-33)
Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وإن كان قميصه قُدَّ من دبرٍ فكذبت وهو من الصادقين } . { فلما رأى قميصه قُدَّ من دبرٍ } من حكم الشَّاهد وبيانِه ما يُوجب الاستدلال على تمييز الكاذب من الصَّادق ، فلمَّا رأى زوج المرأة قميص يوسف قدَّ من دبرٍ { قال : إنَّه من كيدكنَّ } أَيْ : قولِك : { ما جزاء مَنْ أراد بأهلك سوءاً … } الآية . { يوسف } يا يوسف { أعرض عن هذا } اترك هذا الأمر فلا تذكره { واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين } الآثمين ، ثمَّ شاع ما جرى بينهما في مدينة مصر حتى تحدَّثت بذلك النِّساء ، وخضن فيه وهو قوله : { وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها } غلامها { عن نفسه قد شغفها حُبَّاً } قد دخل حبُّه في شغاف قلبها ، وهو موضع الدَّم الذي يكون داخل القلب { إنا لنراها في ضلالٍ } عن طريق الرُّشد بحبِّها إيَّاه . { فلما سمعت } امرأة العزيز { بمكرهنَّ } مقالتهنَّ ، وسمِّيت مكراً لأنهنَّ قصدْنَ بهذه المقالة أن تُريهنَّ يوسف ، ليقوم لها العذر في حبِّه إذا رأين جماله ، وكنَّ مشتهين ذلك ؛ لأنَّ يوسف وُصف لهنَّ بالجمال { أرسلت إليهن } تدعوهنَّ { وأعتدت } وأعدَّت { لهنَّ مُتّكَأً } طعاماً يقطع بالسِّكين . قيل : هو الأترج { وآتت } وناولت { كلَّ واحدةٍ منهن سكيناً وقالت } ليوسف : { اخرج عليهنَّ فلما رأينه أكبرنه } أعظمنه وهَالَهُنَّ أمره وبُهتن { وقطعن أيديهنَّ } حَززْنَها بالسَّكاكين ، ولم يجدن الألم لشغل قلوبهنَّ بيوسف { وقلن حاشَ لِلَّه } بَعُدَ يوسف عن أن يكون بشراً { إنْ هذا } ما هذا { إلاَّ ملك كريم } فلمَّا رأت امرأة العزيز ذلك قالت : { فذلكنَّ الذي لُمْتُنَّنِي فيه } في حبِّه والشَّغف فيه ، ثم أقرَّّت عندهنَّ بما فعلت فقالت : { ولقد راودته عن نفسه فاستعصم } فامتنع وأبى ، وتوعَّدته بالسِّجن فقالت : { ولئن لم يفعل … } الآية ؛ فأمرنه بطاعتها ، وقلن له : إنَّك الظَّالم وهي المظلومة ، فقال يوسف : { ربِّ السجن أحبُّ إلي ممَّا يدعونني إليه } من معصيتك { وإلاَّ تصرف عني كيدهنَّ } كيد جميع النِّساء { أصبُ إليهنَّ } أمل إليهنَّ { وأكن من الجاهلين } المذنبين .