Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 54-58)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وقال الملك ائتوني به } بيوسف { أستخلصه لنفسي } أجعله خالصاً لي لا يشركني فيه أحدٌ { فلمَّا كلَّمه } يوسف { قال : إنك اليوم لدينا مكين } وجيهٌ ذو مكانةٍ { أمين } قد عرفنا أمانتك وبراءتك ، ثمَّ سأله الملك أن يُعبِّر رؤياه شفاهاً ، فأجابه يوسف بذلك ، فقال له : ما ترى أن نصنع ؟ قال : تجمع الطَّعام في السِّنين المخصبة ليأتيك الخلق فيمتارون منك بحكمك ، فقال : مَنْ لي بهذا ومَنْ يجمعه ؟ فقال يوسف : { اجعلني على خزائن الأرض } على حفظها ، وأراد بالأرض أرض مصر { إني حفيظٌ عليمٌ } كاتبٌ حاسبٌ . { وكذلك } وكما أنعمنا عليه بالخلاص من السِّجن { مكنَّا ليوسف } أقدرناه على ما يريد { في الأرض } أرض مصر { يتبوأ منها حيث يشاء } هذا تفسير التَّمكين في الأرض { نصيب برحمتنا مَنْ نشاء } أتفضَّل على مَنْ أشاء برحمتي { ولا نضيع أجر المحسنين } ثواب المُوحِّدين . { ولأجر الآخرة خير … } الآية . أَيْ : ما يعطي الله من ثواب الآخرة خيرٌ للمؤمنين ، والمعنى : إنَّ ما يعطي الله تعالى يوسف في الآخرة خيرٌ ممَّا أعطاه في الدُّنيا ، ثمَّ دخل أعوام القحط على النَّاس ، فأصاب إخوة يوسف المجاعة ، فأتوه مُمتارين ، فذلك قوله : { وجاء إخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون } لأنِّهم على زيِّ الملوك ، وكان قد تقرَّر في أنفسهم هلاك يوسف . وقيل : لأنَّهم رأوه من وراء سترٍ .