Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 59-67)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ولما جهزهم بجهازهم } يعني : حمل لكلِّ رجلٍ منهم بعيراً { قال ائتوني بأخٍ لكم من أبيكم } يعني : بنيامين ، وذلك أنَّه سألهم عن عددهم فأخبروه ، وقالوا : خلَّفنا أحدنا عند أبينا ، فقال يوسف : فأتوني بأخيكم الذي من أبيكم . { ألا ترون أني أوفي الكيل } أُتمُّه من غير بخسٍ { وأنا خير المنزلين } وذلك لأن حين أنزلهم أحسن ضيافتهم ، ثمَّ أوعدهم على ترك الإِتيان بالأخ بقوله : { فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون } . { قالوا سنراود عنه أباه } نطلب منه ونسأله أن يرسله معنا { وإنا لفاعلون } ما وعدناك من المراودة . { وقال } يوسف { لفتيانه } لغلمانه : { اجعلوا بضاعتهم } التي أتوا بها لثمن الميرة ، وكانت دارهم { في رحالهم } أوعيتهم { لعلَّهم يعرفونها } عساهم يعرفون أنَّها بضاعتهم بعينها { إذا انقلبوا إلى أهلهم } وفتحوا أوعيتهم { لعلهم يرجعون } عساهم يرجعون إذا عرفوا ذلك ؛ لأنَّّهم لا يستحلُّون إمساكها . { فلما رجعوا إلى أبيهم قالوا يا أبانا منع منّا الكيل } حُكم علينا بمنع الكيل بعد هذا إن لم نذهب بأخينا . يعنون قوله : { فلا كيل لكم عندي ولا تقربون } . { فأرسل معنا أخانا نكتل } نأخذ كيلنا . { قال هل آمنكم عليه … } الآية ، يقول : لا آمنكم على بنيامين إلاَّ كأمني على يوسف ، يريد : إنَّه لم ينفعه ذلك الأمن ، فإنَّهم خانوه ، فهو - وإن أَمِنَهم في هذا - خاف خيانتهم أيضاً ، ثمَّ قال : { فالله خير حافظاً } . { ولما فتحوا متاعهم } ما حملوه من مصر { وجدوا بضاعتهم ردت إليهم قالوا يا أبانا ما نبغي } منك شيئاً تردُّنا به وتصرفنا إلى مصر { هذه بضاعتنا ردت إلينا } فنتصرَّف بها { ونميرُ أهلنا } نجلب إليهم الطَّعام { ونزداد كيل بعير } نزيد حِمْل بعيرٍ من الطَّعام ، لأنَّه كان يُكال لكلِّ رجلٍ وِقْر بعير { ذلك كيلٌ يسير } متيسِّرٌ على مَنْ يكيل لنا لسخائه . { قال لن أرسله معكم حتى تؤتون موثقاً من الله } حتى تحلفوا بالله { لَتَأْتُنَّني به إلاَّ أن يحاط بكم } إلا أن تموتوا كلُّكم { فلما آتَوْهُ موثقهم } عهدهم ويمينهم { قال } يعقوب عليه السَّلام : { الله على ما نقول وكيل } شهيد ، فلمَّا أرادوا الخروج من عنده قال : { يا بني لا تدخلوا } مصر { من باب واحدٍ وادخلوا من أبواب متفرقة } خاف عليهم العين ، فأمرهم بالتَّفرقة { وما أغني عنكم من الله من شيء } يعني : إنَّ الحذر لا يُغني ولا ينفع من القدر .