Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 16-21)

Tafsir: al-Waǧīz fī tafsīr al-kitāb al-ʿazīz

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قل } يا محمد للمشركين : { من ربُّ السموات والأرض } ؟ ثمَّ أخبرهم فقل : { الله } لأنَّهم لا ينكرون ذلك ، ثمَّ ألزمْهم الحجَّة فقلْ : { أفاتخذتم من دونه أولياء } تولَّيتم غير ربِّ السَّماء والأرض أصناماً { لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضرَّاً } ثمَّ ضرب مثلاً للذي يعبدها والذي يعبد الله سبحانه ، فقال : { قل هل يستوي الأعمى } المشرك { والبصير } المؤمن { أم هل تستوي الظلمات } الشِّرك { والنور } الإِيمان { أم جعلوا لله شركاء … } الآية . يعني : أجعلوا لله شركاء خلقوا مثل ما خلق الله ، فتشابه خلق الشُّركاء بخلق الله عندهم ؟ وهذا استفهامُ إنكارٍ ، أَيْ : ليس الأمرُ على هذا حتى يشتبه الأمر ، بل الله سبحانه هو المتفرِّد بالخلق ، وهو قوله : { قل الله خالق كلِّ شيء } . { أنزل من السماء ماءً } يعني : المطر { فسالت أودية } جمع وادٍ { بقدرها } بقدر ما يملأها . أراد بالماء القرآن ، وبالأودية القلوب ، والمعنى : أنزل قرآناً فقبلته القلوب بأقدارها منها ما رُزق الكثير ، ومنها ما رُزق القليل ، ومنها ما لم يُرزق شيئاً { فاحتمل السيل زبداً } وهو ما يعلو الماء { رابياً } عالياً فوقه ، والزَّبَد مَثلُ الكفر . يريد : إنَّ الباطل - وإنْ ظهر على الحقِّ في بعض الأحوال - فإنَّ الله سيمحقه ويُبطله ، ويجعل العاقبة للحقِّ وأهله ، وهو معنى قوله : { فأمَّا الزبد فيذهب جفاء } وهو ما رمى به الوادي { وأمَّا ما ينفع الناس } ممَّا ينبت المرعى { فيمكث } يبقى { في الأرض } ثمَّ ضرب مثلاً آخر ، وهو قوله : { وممَّا يوقدون عليه في النَّار } يعني : جواهر الأرض من الذَّهب والفضَّة والنُّحاس وغيرها ممَّا يدخل النَّار ، فتوقد عليها وتتخذ منها الحُلِيُّ ، وهو الذَّهب والفضَّة ، والأمتعة وهي للأواني ، يعني : النُّحاس والرَّصاص وغيرهما ، وهذا معنى قوله : { ابتغاء حلية أو متاعٍ زبدٌ مثله } أَيْ : مثل زبد الماء . يريد : إنَّ من هذه الجواهر بعضها خبث ينفيه الكير . { كذلك } كما ذُكر من هذه الأشياء { يضرب الله } مثل الحقِّ والباطل ، وهذه الآية فيها تقديمٌ وتأخير في اللَّفظ ، والمعنى ما أخبرتك به . { للذين استجابوا لربهم } أجابوه لى ما دعاهم إليه { الحسنى } الجنَّة { والذين لم يستجيبوا له } وهم الكفَّار { لو أنَّ لهم ما في الأرض جميعاً ومثله معه لافتدوا به } جعلوه فداء أنفسهم من العذاب { أولئك لهم سوء الحساب } وهو أن لا تُقبل منهم حسنة ، ولا يتجاوز عن سيئة . { أفمن يعلم أنَّ ما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى } نزلت في أبي جهل لعنه الله ، وحمزة رضي الله عنه { إنما يتذكر } يتَّعظ ويرتدع عن المعاصي { أولوا الألباب } يعني : المهاجرين والأنصار . { الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق } يعني : العهد الذي عاهدهم عليه وهم في صلب آدم . { والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل } وهو الإِيمان بجميع الرُّسل .